• 03/03/2019
    يجري مستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية سنوياً ما يزيد عن 1000 عملية جراحية في القلب لمرضى يعانون من احتشاء عضلة القلب والذي يعرف بالنوبة القلبية ويعتبر المسبب الرئيس للوفيات في العالم، وقد نجح مستشفى القلب في تقديم العلاج لهؤلاء المرضى بصورة تفوق المعايير الدولية. 

    ويقول الدكتور /عبدالرحمن عربي- نائب رئيس قسم القلب للشؤون الطبية ومدير مختبرات القسطرة بمستشفى القلب-:" أن ما يميز مستشفى القلب عن غيره من المستشفيات الأخرى هو تطبيق أفضل المعايير الدولية على الرغم من ارتفاع عدد الحالات بالمقارنة مع مستشفيات القلب الأخرى". ويضيف أن الفضل في توفير رعاية تمتاز بالجودة العالية للمرضى لا يعود إلى توظيف أفضل المعدات الطبية في المستشفى فحسب، بل أيضا لامتلاكنا الخبرات والكفاءات الطبية التي ترقى لمستوى عالٍ من التدريب. 

    ويعرف مرض احتشاء عضلة القلب بأنه نوع خطير من أنواع النوبات القلبية الذي يحدث نتيجة انسداد أحد الشرايين الرئيسية في القلب وقد نجح مستشفى القلب في تحقيق معدل 60 دقيقة لمتوسط المدة منذ وصول المريض إلى المستشفى وحتى إجراء عملية فتح الشريان أو ما يعرف بالبالون وهي واحدة من المعايير الدولية لعلاج انسداد الشرايين وينبغي إجراؤها خلال تسعين دقيقة في المتوسط بينما يستغرق إجراؤها بمستشفى القلب ستون دقيقة فقط. 

    ويضيف الدكتور/ عربي بالقول: "مرض احتشاء عضلة القلب هو من أكثر أمراض القلب خطورة ففي اللحظة التي يتم فيها الاشتباه بحدوث نوبة قلبية، يقوم المسعفون بإجراء تخطيط للقلب في المكان الذي يتواجد فيه المريض سواء في المنزل أو في المكتب أو أي مكان آخر. ويكون جهاز تخطيط القلب مربوطاً بشكل مباشر مع مستشفى القلب وفي حال تأكيد الحالة، يتم إبلاغ فريق مختبر القسطرة للمباشرة بإجراء القسطرة على الفور. ويتم إنجاز إجراء إنقاذ الحياة هذا في مدة تصل إلى 60 دقيقة منذ لحظة وصول المريض إلى المستشفى."

    تكون الأولوية في علاج احتشاء عضلة القلب بإجراء فتح للشريان بشكل سريع ليتم إنقاذ أكبر قدر ممكن من عضلة القلب، وحسب الدكتور عربي، فإن إجراء القسطرة يتضمن إدخال أداة في رأسها بالون تعمل على إزلة التجلطات في الأوعية الدموية ليعود مجرى الدم في الشرايين. ويوضح بالقول: "يتم خلال إجراء قسطرة في القلب توسعة الأوعية الدموية المغلقة نتيجة التراكمات على جدران الشرايين، وبعد إجراء العملية يطلب من المريض البقاء في المستشفى لمدة ثلاث أيام وقد تصل إلى خمس أيام وبعد ذلك يغادر إلى المنزل." 

    ويعتبر مرض تضيق الشريان التاجي أو تضيق الشرايين أحد أمراض القلب التي تؤثر على عمل القلب وهو أحد أكثر أمراض القلب انتشاراً في قطر وتشكل نسبة العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها في مختبر القسطرة بمستشفى القلب والمرتبطة بحالات تضيق الشرايين 90% من مجموع العمليات التي يصل عددها إلى 4000 عملية جراحية. 

    وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لأمراض الشرايين عند الرجال في حدوث آلام في الصدر وألم أو ضغط في الكتف والذراع والظهر والرقبة والفك، بينما تشعر النساء بأعراض أقل حدة كالغثيان والتعرق والإرهاق وعدم القدرة على التنفس وأيضا آلم ضاغط في الصدر. ويقول الدكتور عربي أن مرض الشريان التاجي هو مرض مزمن يؤدي تدريجياً في الحالات الحادة منه لحدوث نوبة قلبية. 

    ويضيف: "إن العلاج الناجح لأمراض الشرايين يعتمد على استراتيجية وقائية طويلة الأمد للمريض، حيث تعتبر مشاركة أسرة المريض في غاية الأهمية. كذلك، يتم تقديم معلومات وقائية لعوامل الخطر قبل خروج المريض من المستشفى والتركيز على أهمية النمط الصحي في الحياة. أيضاً يخضع كافة المرضى لتقييم للبدء بالعلاج التأهيلي للقلب." 

    ويتم الإشراف على برنامج العلاج التأهيلي للقلب من قِبل الأطباء لمساعد المريض على تحسين صحة القلب وهو أيضاً جزء هام في عملية الشفاء من النوبة القلبية، ويؤكد الدكتور / عربي أن التحكم في عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب والشرايين يتمّ من خلال ممارسة التمارين الرياضية الكافية والتوقف عن التدخين وتناول الطعام الصحي والحدّ من التوتر. 

    ويضيف: "إن التحكم في عوامل الخطر يسهم بشكل كبير في الحد من خطر الإصابة مستقبلاً من خلال العلاج الناجح لأمراض القلب، خاصة إذا كان المريض مساهماً بشكل فعال في الحفاظ على صحته."