• 06/03/2019
    أوصت مؤسسة حمد الطبية بخضوع الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض الجلوكوما أو المياه الزرقاء لفحوصات دورية للبصر. فالجلوكوما هي من أمراض العين المسببة للعمى التي لا تصاحبها في العادة أي أعراض ظاهرة.   

    وشددت الدكتورة زكية محمد الأنصاري، استشاري الجلوكوما بقسم العيون بمؤسسة حمد الطبية على أهمية خضوع الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الجلوكوما لفحوصات العين مرة واحدة في السنة أو مرة كل سنتين على الأقل وذلك للوقاية من العمى أو تجنب فقدان جزء مهم من البصر بسبب الجلوكوما. وأوضحت الدكتورة الأنصاري قائلة : "تتضمن عوامل الخطورة التي تزيد من فرص الإصابة بالجلوكوما تجاوز العمر (40) عاماً؛ وجود إصابة بمرض الجلوكوما في تاريخ الأسرة المرضي؛ أو أن يكون الشخص من إحدى العرقيات الإفريقية أو اللاتينية أو الآسيوية أو مصاب بداء السكري، أو بارتفاع ضغط العين أو ترقق القرنية؛ أو يعاني من قصر النظر؛ أو قد تعرّض لإصابة بعينه." 

    وأوضحت الدكتورة الأنصاري بقولها : "الجلوكوما مرض يؤدي إلى التلف التدريجي للعصب البصري، وهو الجزء المسؤول في العين عن نقل الصور من الشبكية إلى الدماغ. لا يعرف، حتى الآن، ما هي مسببات هذه الحالة غير أنها غالباً ما ترتبط بتكون الضغط العالي داخل العين. 

    ويؤثر مرض الجلوكوماً أولاً على الرؤية المحيطية أو الجانبية، ثم يتمدد وينتشر ليؤثر على الرؤية المركزية. وتتطلب حالة مرضى الجلوكوما الخضوع للعلاج المستمر طوال الحياة للمحافظة على بصرهم. وقد يؤدي المرض في حال تُرك دون علاج إلى العمى التام". 

    وتحيي مؤسسة حمد الطبية، في شهر مارس من  كل عام، الأسبوع العالمي للجلوكوما بالتزامن مع الحملة العالمية التي تنظّم تحت إشراف الجمعية العالمية للجلوكوما والجمعية العالمية لمرضى الجلوكوما بهدف رفع مستوى التوعية بهذا المرض. وتشير الإحصائيات العالمية المنقولة عن هاتين الجمعيتين إلى أن عدد المصابين بمرض الجلوكوما في العالم يبلغ أكثر من 60 مليون شخص حيث من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 76 مليون مريض بحلول عام 2020 إذا لم يتم تنسيق الجهود لمكافحة هذا المرض.

    وأضافت الدكتورة الأنصاري قائلة: "تهدف فعاليات هذا الأسبوع إلى تسليط مزيد من الضوء على أهمية الكشف المبكّر عن الإصابة بمرض الجلوكوما والوقاية منه وهي تنسجم مع مساعي مؤسسة حمد الطبية الرامية إلى المحافظة على صحة العين في دولة قطر والوقاية من الجلوكوما باعتبار أن هذا المرض من أهم مسببات فقدان البصر بين أبناء شعبنا." 

    وذكرت الدكتورة الأنصاري أن أكثر من 400 مصاب بمرض الجلوكوما يخضعون للعلاج شهرياً في قسم أمراض العيون بمؤسسة حمد الطبية. وأفادت أنه تم تسجيل زيادة في عدد الحالات الجديدة التي تم تشخيصها بهذا المرض خلال الأعوام الأخيرة لافتة إلى أنه خلال العام الماضي تم إجراء فحوصات للعين لحوالى 600 شخص ساهمت في تشخيص 27 حالة جديدة  مقارنة بثلاث حالات جديدة فقط  في عام2017 بعد خضوع أكثر من 500 شخص لفحوصات العيون. 

    وشرحت الدكتورة الأنصاري أن فحوصات الجلوكوما التي يجريها أطباء العيون تشتمل على فحص كامل للعين بما فيه قياس ضغط العين وزاوية الحجرة الأمامية والعصب البصري. كما لفتت إلى وجود عدة أنواع من الجلوكوما حيث تشكل جلوكوما زاوية العين المفتوحة النوع الأكثر شيوعاً، وقالت: "تسمى جلوكوما الزاوية المفتوحة "اللص الصامت" لأنه يغزو المريض دون أن تظهر عليه أي أعراض في مراحله الأولى. ومع تقدم المرض، يبدأ المريض بملاحظة وجود تراجع في بصره ومحدودية في حقل الرؤية بسبب حدوث تلف في العصب البصري."

    وأردفت قائلة: "نوع آخر من أمراض المياه الزرقاء هو جلوكوما زاوية العين المغلقة الحادة التي تحدث نتيجة ارتفاع مفاجئ في ضغط العين والذي يصاحبه في العادة ضغط أو ألم في العينين والرأس. ويعاني أيضاً بعض المرضى المصابين بهذا المرض من الغثيان والتقيؤ. يمثل هذا النوع من الجلوكوما حالة طبية طارئة يتوجب توفير العلاج لها على وجه السرعة لأن ضغط الدم في العين يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر في فترة وجيزة. "

    واستناداً الى الدكتورة الأنصاري، يخضع المريض للعلاج بعد تشخيص حالته على يد طبيب العيون حيث يتم إعداد الخطة العلاجية طبقاً لاحتياجات المريض الفردية. وأشارت إلى أن العلاج لا يمكن له إزالة الضرر الذي لحق بالعين إلا أن بإمكانه المساهمة في الوقاية من فقدان البصر مستقبلاً.  

    واختتمت الدكتورة الأنصاري بقولها: "من المهم جداً الالتزام بتوفير الخطة العلاجية التي من المرجح أن تتضمن بضع قطرات من الدواء. كما قد تتطلب حالة بعض المرضى العلاج بالليزر كما يمكن لأخصائيي العيون اللجوء إلى الإجراءات الجراحية حين تخفق الأدوية في التخفيف من ارتفاع الضغط في العين وإعادته إلى وضعه السابق أو عندما يكون المرض قد تفاقم وهو في مراحله الأخيرة. "