• 19/03/2019

    ​الدوحة، 19 مارس 2019 : تفيد إحصائيات سجل الإصابات في مؤسسة حمد الطبية أن 70% من مرضى الإصابات الدماغية الخطيرة الذين يتم إدخالهم الى مركز حمد لإصابات الحوادث يعانون من إصابات ناجمة عن حوادث مرورية.

    وقد أعلن مركز حمد لإصابات الحوادث وقسم جراحة الأعصاب في مؤسسة حمد الطبية هذه البيانات في إطار الحملة التوعوية للوقاية من الإصابات الدماغية التي تقيمها المؤسسة بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بإصابات الرأس والذي يتم إحياؤه في العشرين من مارس من كل عام بهدف رفع مستوى الوعي بكافة أنواع إصابات الرأس التي تتراوح شدتها بين الرضّات البسيطة والتلف الدماغي، وعلى المستوى المحلّي يقوم مركز حمد لإصابات الحوادث بالتعاون مع قسم جراحة الأعصاب في مؤسسة حمد الطبية خلال الحملة التوعوية لهذا العام بتسليط الضوء على خطورة إصابات الرأس الناجمة عن الحوادث المرورية وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تحول دون حدوث هذه الإصابات.

    من جهته قال الدكتور ساندرو ريزولي، المدير الطبي لمركز حمد لإصابات الحوادث في مؤسسة حمد الطبية:" يتم إدخال 2000 إلى 2500 من المرضى إلى مركز حمد لإصابات الحوادث سنوياً  ويعاني حوالي 250 مريضاً من بينهم من إصابات دماغية ناجمة عن حوادث مرورية".
    وأوضح الدكتور ريزولي أن الإصابات الدماغية هي نوع من إصابات الرأس البالغة التي تتسبب في عرقلة العمل الوظيفي للدماغ، وقد تكون الإصابات الدماغية على درجة من الخطورة بحيث تؤدي الى الإعاقة الدائمة أو الوفاة، لذا فإننا لا نكتفي بتقديم أعلى مستوى من الرعاية الصحية لمرضى الإصابات الدماغية بل نبذل الكثير من الجهد لتوعية الجمهور بالإجراءات الوقائية الواجب اتباعها لمنع حدوث هذه الإصابات.

    تشير بيانات سجل إصابات الحوادث في قطر إلى أن الإصابات الدماغية تشكّل ما نسبته 10% من مجموع الإصابات التي تتم معالجتها في مركز حمد لإصابات الحوادث وأن 70% من هذه الإصابات الدماغية ناجم عن حوادث مرورية في حين يرجع السبب في حدوث 27% من هذه الإصابات إلى السقوط من أماكن مرتفعة.

    وإلى ذلك أشار الدكتور سراج الدين بالخير، رئيس قسم جراحة الأعصاب في مؤسسة حمد الطبية، إلى أن قسم الطوارئ في مستشفى حمد العام قد استقبل نحو 600 حالة إصابة دماغية خلال عام 2018 من بينهم 184 مريضاً أجريت لهم عمليات جراحية من قبل أطباء قسم جراحة الأعصاب، وقال:" يواجه أطباء قسم جراحة الأعصاب في الكثير من الأحيان إصابات دماغية بالغة الشدة تظهر مدى تأثير الحادث المروري على رأس ودماغ المريض، وقد تؤدي هذه الإصابات إلى فقدان الذاكرة أو الشلل أو الوفاة، ولا يقتصر تأثير العواقب الوخيمة لهذه الإصابات على المريض وحده بل يمتدّ تأثيرها السلبي ليغيّر حياة أفراد أسرة المريض الذين سيترتب عليهم في الكثير من الأحيان تقديم الرعاية والعناية المطوّلة لهذا المريض".

    وأضاف الدكتور سراج الدين بالخير:" في قطر، كما في دول العالم الأخرى، تعتبر الحوادث المرورية من أهم مسببات الإصابات الدماغية، ولكن الفارق الذي يعدّ مثاراً للقلق على وجه الخصوص هو أن معدل الإصابات الدماغية الناجمة عن الحوادث المرورية في قطر يبلغ 70% في حين أن هذا المعدّل يبلغ 50% في بقية دول العالم".

    وبدوره أشار الدكتور رفائيل كونسونجي ، مدير برنامج حمد للوقاية من الإصابات، إلى أن البيانات التي كشف عنها مركز حمد لإصابات الحوادث في مطلع العام الحالي تظهر أن هناك انخفاضاً بنسبة 31% في عدد الأفراد الذين تعرضوا لإصابات خطيرة ناجمة عن الحوادث المرورية من بين كل 100 ألف نسمة في الفترة 2011 – 2017 ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به لرفع مستويات السلامة على الطرق في قطر.


    وقال الدكتور كونسونجي :" لا شك في أن الكثير من الإصابات الدماغية الناجمة عن الحوادث المرورية في قطر يمكن منعها أو تلافيها، فعلى سبيل المثال، لو التزم كل شخص بالغ باستخدام حزام الأمان وبتثبيت مقاعد الأمان المناسبة للأطفال في السيارة فإن معدلات إصابات الرأس الخطيرة حتماً ستنخفض بصورة كبيرة، فقد لوحظ أن 25% من الأطفال الذي أُدخلوا الى مركز حمد لإصابات الحوادث إثر تعرّضهم لإصابات دماغية مرتبطة بحوادث مرورية يُقذف بهم خارج السيارة لحظة وقوع الحادث المروري ؛ وهذا يعني أن هؤلاء الأطفال لم يكونوا في مقاعد الأمان الخاصة بهم أو أن هذه المقاعد لم تكن مثبتة أو مستخدمة بالشكل الصحيح، والرسالة التي نؤكد على إيصالها للجميع هي أن معظم الإصابات الخطيرة الناجمة عن هذه الحوادث المؤسفة يمكن منعها إذا ما استخدم ركاب السيارات أحزمة ومقاعد الأمان في كل رحلة".