د. هيرود : النساء في عمر مبكر أكثر عرضة للإصابة غير المشخصة
الدوحة: 30 مارس 2019 – كشف الدكتور جوناثان هيرود - استشاري أول في أمراض النسائية والتوليد بمركز صحة المرأة والأبحاث التابع لمؤسسة حمد الطبية- أنه يتم إدخال نحو 100 حالة إلى وحدات المرضى الداخليين بمؤسسة حمد الطبية سنوياً يعانين من الانتباذ البطاني الرحمي أو ما يعرف ببطانة الرحم المهاجرة والمضاعفات المصاحبة لها، حيث يتم التعامل مع هذه الحالات من خلال علاجات الألم والعلاج الهروموني والجراحة التي تحد من المرض وتساعد في تخفيف الألم وتعالج ضعف الخصوبة.
وتعد بطانة الرحم المهاجرة حالة مرضية متقدمة من الأمراض النسائية والتي يصفها الأطباء بأنها غير قابلة للشفاء. وقد يكون تشخيص هذا المرض صعباً بعض الشيء كون الأعراض تختلف بشكل كبير ويتم الخلط بينها وبين أعراض أمراض أخرى. وتصاب واحدة من كل عشرة نساء ببطانة الرحم المهاجرة، وتُعد النساء الأصغر عمراً أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض وعدم تشخيصه أو تشخيص المرض بشكل خاطئ بسبب ضعف مستوى الوعي بهذا المرض المزمن.
ويشير الدكتور جوناثان هيرود إلى هذه الحالة المرضية المزمنة قائلاً: "هناك نقص في الوعي بهذا المرض بشكل عام عند النساء ومقدمي الرعاية الصحية نتيجة تشابه أعراض مرض بطانة الرحم المهاجرة مع أعراض أمراض أخرى مما يؤدي إلى تأخر في التشخيص الصحيح والعلاج."
وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة بنحو 176 مليون امرأة حول العالم، ويشير الدكتور هيرود أن هذا المرض يصيب النساء في العمر الذي تكون فيه الأنثى قادرة على الإنجاب أي منذ فترة البلوغ وحتى انقطاع الطمث. وتحدث الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة نتيجةً لنمو النسيج الذي يبطِّن الرحم من الداخل -والمعروف باسم بطانة الرحم- في خارج الرحم، وتُعد أولى الأعراض التي تشعر بها النساء هي ظهور آلام في منطقة الحوض وتكون عادة مصاحبة للدورة الشهرية محدثة مضاعفات كضعف الخصوبة لدى المرأة.
ويضيف الدكتور هيرود بالقول: "تحدث الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة عندما تبدأ أنسجة الرحم بالنمو خارجه أي في تجويف البطن مسببةً آلاماً وضعفاً في الخصوبة إضافة إلى نزيف حاد أثناء الدورة الشهرية، وتشعر المصابة بالألم في منطقة البطن وأسفل الظهر ومنطقة الحوض وهناك أعراض أخرى تسببها بطانة الرحم المهاجرة تتمثل بضعف الخصوبة والشعور بالإرهاق الحاد. وبالنسبة للعديد من النساء المصابات فإن آلام بطانة الرحم المهاجرة تكون حادة ومنهكة لدرجة أنها تؤثر سلباً على حياتهن بشكل كبير."
ويشير الدكتور هيرود إلى أن أعراض بطانة الرحم المهاجرة ليست محددة في الغالب، لذا لا يمكن الاعتماد عليها فقط أثناء التشخيص وعلى الأطباء إجراء فحص للتاريخ الطبي للمريضة إلى جانب فحص لمنطقة الحوض والتصوير بالموجات فوق الصوتية وتنظير البطن وهو عملية بسيطة لا تتطلب المبيت في المستشفى يتم فيها استخدام مجهر من الألياف الضوئية يُمكّن الأطباء من رؤية أعضاء البطن والحوض الداخلية.
وقد شاركت مؤسسة حمد الطبية خلال شهر مارس في إحياء شهر التوعية ببطانة الرحم المهاجرة، بهدف التركيز على المرض وتوعية النساء في سن الإنجاب بأعراضه وطرق علاجه. ويقول الدكتور هيرود: "أنه من الضروري تعزيز التوعية بمضاعفات المرض لأن التأخر في التشخيص يؤدي إلى ظهور أعراض حادة وهناك العديد من النساء اللواتي يظهر لديهن المرض منذ سنوات دون الكشف عنه وتشخيصه". ويضيف: "تعتبر التوعية بمرض بطانة الرحم المهاجرة أمر في غاية الأهمية خاصةً للنساء في مقتبل العمر وعمر المراهقة حيث أنهن أكثر عرضة للإصابة بأعراض هذا المرض في هذا العمر دون أن يتم تشخيصه، حيث لا يتم تشخيص الإصابة بالمرض والبدء في علاجه لدى معظمهن إلا عند بلوغهن العشرينات أو الثلاثينات من العمر."