• 12/05/2019

    ​الدوحة، 12 مايو 2019: أعلنت الدكتورة سمر العمادي، رئيس قسم المفاصل وأمراض الروماتيزم في مستشفى حمد العام، أن مؤسسة حمد الطبية ستقوم في وقت لاحق من العام الجاري بتطبيق برنامج للعلاج الجماعي للمرضى المصابين بمرض الذئبة الحمراء حيث سيتلقى هؤلاء المرضى الدعم في بيئة تشاركية من جهات وأفراد على دراية وإلمام بهذا المرض.
     وفي حديث لها حول التعريف بمرض الذئبة الحمراء وطرق تشخيصه وعلاجه قالت الدكتورة العمادي:"مرض الذئبة الحمراء يعدّ من الأمراض المزمنة التي تصيب جهاز المناعة الذاتية  في الجسم ويحدث عندما يبدأ نظام المناعة الذاتية في الجسم بمهاجمة الأنسجة والأعضاء في الجسم نفسه".

     وتتابع الدكتورة العمادي حديثها بالقول:" تختلف أعراض هذا المرض من شخص إلى آخر وتتراوح هذه الأعراض بين الطفح الجلدي الطفيف و المضاعفات الخطيرة التي تؤثّر على أعضاء رئيسية في جسم الإنسان مثل القلب والدماغ، كما أن أعراض هذا المرض تظهر تارة وتختفي تارة أخرى و قد تتغير هذه الأعراض مع مرور الوقت، مما يجعل تشخيص المرض ومعالجته أمراً في غاية الصعوبة، وتشكّل معالجة الآثار النفسية لمرض الذئبة الحمراء تحدّياً يماثل معالجة آثاره الجسدية لذا تمّ التخطيط لبرنامج علاجي جماعي تشترك فيه مجموعات من المصابين بهذا المرض بهدف تعزيز قدرات المرضى على التعايش مع المرض ، حيث يتبادل هؤلاء المرضى فيما بينهم التجارب التي يمرّون بها والتحدّث فيما بينهم بكل صراحة الأمر الذي يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويشجعهم على تجاوز اللحظات الصعبة في مواجهتهم لهذا المرض".

    وأشارت الدكتورة العمادي الى أن مؤسسة حمد الطبية تقوم حالياً بتقديم العلاج والدعم لحوالي 450 مريضاً يعانون من مرض الذئبة الحمراء وأن المؤسسة تقف في طليعة مؤسسات الرعاية الصحية التي تقدّم رعاية صحية متخصصة في المنطقة، وقد قامت المؤسسة العام الماضي بإنشاء وحدة طبية للعناية بالسيدات الحوامل اللاتي يعانين من مرض الذئبة الحمراء، وتقدّم هذه الوحدة التي تعتبر الوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط خدمات الرعاية الصحية لحوالي 55 من السيدات الحوامل المصابات بهذا المرض سنوياً.
     
    يعتبر مرض الذئبة الحمراء أكثر شيوعاً بين النساء وتظهر أعراضه لدى النساء في سن الحمل، ويصعب عادة تشخيص وعلاج هذا المرض خاصة لدى السيدات الحوامل، وقد تؤدّي مضاعفات هذا المرض إلى فقدان الحامل لجنينها، وظهور أعراض مقدمات الارتعاج (ارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول) ، والولادة المبكرة ، وتعرّض الجنين لمشاكل نمائية، وقد سجّلت العيادة منذ تأسيسها نتائج علاجية إيجابية لدى الحوامل والأجنّة"

    من جانبه أشار الدكتور عمر السعيد، استشاري المفاصل وأمراض الروماتيزم في مستشفى حمد العام، الى أن مرض الذئبة الحمراء غالباً ما يصيب النساء في الفترة العمرية الممتدة بين سن 15 و 45 عاماً، إلا أن الأطفال والرجال وكبار السن هم أيضاً عرضة للإصابة بهذا المرض، وأنه على الرغم من أن الإصابة بهذا المرض تترك أثراً كبيراً في حياة المريض إلا أن التشخيص المبكّر والعلاج المناسب لهذا المرض يساعدان في وضعه تحت السيطرة.


    ويقول الدكتور عمر السعيد:" يعاني حوالي خمسة ملايين شخص من مرض الذئبة الحمراء في مختلف أنحاء العالم، وعلى الرغم من اختلاف أعراض هذا المرض من مريض لآخر إلا أن هناك أعراض يشترك فيها الكثير المرضى المصابين والتي من بينها الشعور بالتعب الشديد، والصداع، وتورم وألم في المفاصل، والحمى، وظهور طفح جلدي على شكل فراشة في منطقة الصدغين والأنف، وحيث أنه لا يوجد علاج شاف لمرض الذئبة الحمراء وأن أعراض هذا المرض تختلف من مريض لآخر فإن الضرورة تقتضي وضع خطة علاجية لكلّ مريض على حدة، ويتعيّن على المريض مراجعة الطبيب فور ظهور أي من هذه الأعراض".


    تجدر الإشارة الى أن قسم المفاصل وأمراض الروماتيزم  قد نظّم في مطلع الشهر الجاري عدداً من الفعاليات التثقيفية في مستشفى حمد العام ومركز صحة المرأة والأبحاث الرامية الى توعية الجمهور بمرض الذئبة الحمراء وتفنيد بعض المفاهيم الخاطئة حوله وذلك تزامناً مع الإحتفال باليوم العالمي لمرض الذئبة الحمراء الذي يصادف 10 مايو 2019.

    وحول بعض المفاهيم المغلوطة التي تحيط بمرض الذئبة الحمراء، قال الدكتور عمر السعيد:"يفيدنا الكثير من المرضى بأن من أهمّ التحديات التي تواجه المصابين بهذا المرض هي الوصمة الإجتماعية المرتبطة به والتي تترك أثراً سلبياً لدى المريض والإعتقاد الخاطىء بأنه من الأمراض المعدية، ويسهم تدنّي الوعي حول هذا المرض في تأخّر تشخيص وعلاج المرض باعتبار أن التشخيص المبكّر يساعد في وضعه تحت السيطرة ، ولا بدّ من التأكيد على أن مرض الذئبة الحمراء غير معدٍ وهو قابل للعلاج وأنه لا يسبب العقم".