استطاع أن يعبر عن ذوي الاحتياجات الخاصة في لوحات فنية مميزة
"عبدالرحمن" شاب قطري يتحدى المرض بمركز قطر لإعادة التأهيل
الدوحة، 25 مايو 2019: عبد الرحمن شاهين النعيمي شاب قطري لم يتجاوز عمره الستة عشر عاماً، يعاني منذ الولادة من ضعف عام بالحركة، وفي سن أربعة أشهر تم تشخيص حالته بمرض ضمور العضلات النخاعي؛ وهو مرض جيني عصبي يؤثر على الجهاز العصبي المحيطي ويؤدي إلى ضمور عام في العضلات يليه تشوهات في المفاصل، يتلقى عبد الرحمن علاجه الآن على أيدي فريق من المتخصصين الأكفاء من العاملين بمركز قطر لإعادة التأهيل.
عبد الرحمن نموذج لقصة نجاح تدعو للتفاؤل و تحفز على الإصرار وعدم الاستسلام لأي ظروف مهما كانت صعوبتها، فرغم تطور حالته المرضية التي تتطور مع نموه الجسدي، إلا أنه يتمتع بموهبة الرسم والتلوين التي اكتشفها فريق إعادة التأهيل أثناء تلقيه العلاج التأهيلي بوحدة الرعاية التأهيلية اليومية بمركز قطر لإعادة التأهيل، مما دفعهم لمساعدته على ممارسة تلك الهواية من خلال وسائل معينة له على الرسم والتلوين، ليتمكن بأنامله الضعيفة من إبداع العديد من اللوحات والأعمال الفنية الرائعة والمميزة، وكنوع من التشجيع والدعم احتفل القائمون على حالته به وأقاموا له معرضاً فنياً للوحات التي قام بإنهائها.
يقول الدكتور أحمد سامر القوادري- اختصاصي في الطب الطبيعي والتأهيل والطبيب المشرف على حالة عبد الرحمن-:" مع نمو عبد الرحمن و تطور المرض أصبح لديه ضمور شديد في كل عضلات جسمه و تشوهات في مفاصل الأطراف و العمود الفقري، و تطور تشوه العمود الفقري لدرجة شديدة أثرت على قدرته على الجلوس والتوازن كما أثرت على وظيفته التنفسية. مما اضطر الأطباء للتدخل من أجل إجراء عمل جراحي لتصحيح تشوه العمود الفقري والذي تم إجراؤه في ألمانيا في شهر أغسطس عام 2018، تلاه برنامج تأهيلي من أجل تحسين السيطرة على الجذع والتوازن واستعمال اليدين.
تم قبول عبد الرحمن مباشرة بعد عودته من ألمانيا من أجل استكمال العلاج التأهيلي في برنامج التأهيل اليومي Day Care Rehabilitation في مركز قطر لإعادة التأهيل، هذا البرنامج الذي يقدم علاجاً تأهيلياً بشكل يومي ومكثف من أجل تحسين القدرة الوظيفية والاستقلالية للمرضى.
ومن خلال الفترة التأهيلية التي قضاها في هذا البرنامج تحسنت الوظيفة التنفسية وأصبح لدى عبد الرحمن قدرة أفضل على التحكم بالرأس والجذع والسيطرة على التوازن أثناء الجلوس.
بدورها تؤكد أنتينا عزيز-اختصاصية العلاج الوظائفي بمركز قطر لإعادة التأهيل والمشرفة على حالة عبد الرحمن- أنه أثناء العلاج التأهيلي لاحظ فريق إعادة التأهيل أن لدى عبد الرحمن موهبة الرسم والتلوين والتي بدأ بممارستها بعد تحسن حالته بعد إجراء العمل الجراحي، إلا أن الضعف العضلي الشديد والتشوهات المفصلية منعته من القدرة على ممارسة هذه الهواية، لذلك جرى التركيز من خلال العلاج الوظائفي على التدريب على استعمال اليدين، كما تم تزويده بوسائل مساعدة تعينه على الرسم والتلوين من أجل تحقيق هذه الهواية، وبذلك أصبح عبد الرحمن من خلال البرنامج التأهيلي ووسائل المساعدة المقدمة له قادراً على الرسم والتلوين بشكل جيد.
يقول عبد الرحمن الذي يكمل دراسته حالياً بالصف العاشر بمدرسة خليفة الثانوية للبنين: " بدأت مزاولة الرسم أثناء تواجدي بالمصحة العلاجية بألمانيا، وعندما أتيت إلى قطر بدأت اختصاصية العلاج الوظائفي في مركز قطر لإعادة التأهيل بتشجيعي وحثي على تطوير أدائي في الرسم والتلوين بعد تزويدي بوسيلة معينة تم تصميمها خصيصاً لمساعدتي على الرسم والتلوين وكذلك الكتابة، وليس ذلك فحسب بل زودتني أيضاً بألوان وأدوات رسم وأفكار من على الإنترنت استوحيت منها أعمالي الفنية وساعدتني على تعلم طرق الرسم الصحيحة، وحرصت من خلال لوحاتي التعبير عن ذوي الاحتياجات الخاصة".
وعبر عبد الرحمن عن امتنانه وتقديره لمؤسسة حمد الطبية وخاصة الفريق القائم على رعايته بوحدة الرعاية التأهيلية اليومية بمركز قطر لإعادة التأهيل، لما قدموه له من رعاية صحية عالية الجودة واهتمامهم بحالته.
وحول وحدة الرعاية التأهيلية اليومية تقول سلام نصار-منسقة برنامج الرعاية التأهيلية اليومية بمركز قطر لإعادة التاهيل- : "إن الوحدة تم افتتاحها عام 2017 تحت إشراف الدكتورة وفاء اليزيدي، وتتلقى المرضى المصابين بحالات السكتة الدماغية، إصابات الحبل الشوكي وكذلك إصابات الدماغ وإصابات العمود الفقري، وقد استقبلت الوحدة منذ افتتاحها مئات المرضى، ويتلقى المصاب خلال فترة علاجه وتأهيله بالوحدة برنامج تأهيلي مكثف لمدة شهرين أو يزيد حسب حالة المريض، وبعد انتهاء البرنامج يتم تحويل المريض للعيادات الخارجية لاستكمال العلاج".