• 07/10/2019

    الدوحة، 6 أكتوبر 2019: تمكّن فريق جراحي في مؤسسة حمد الطبية في أواخر الشهر الماضي من إجراء عملية تحويلة شريان دماغي لمريض فلبيني يعاني من مرض (مويا مويا) يبلغ من العمر 30 عاماً، وكانت هذه العملية الجراحية العاشرة منذ بدء برنامج إعادة هيكلة الشرايين الدماغية في مؤسسة حمد الطبية قبل عامين، وتعتبر المؤسسة المزوّد الوحيد للرعاية الصحية في المنطقة القادر على توفير هذا النوع من الجراحة الذي يعتبر الملاذ الأخير لعلاج هذا المرض.


    وأوضح الدكتور/ سراج الدين بالخير_ استشاري أول جراحة الأعصاب ورئيس قسم جراحة الأعصاب في مستشفى حمد العام_ بأن مرض ( مويامويا) هو اضطراب في الأوعية الدموية يحدث تدريجيًّا على مدى شهور أو أعوام وينجم عن تضيّق في الشرايين في قاع  الجمجمة ولا تتحسن حالة المصاب به من دون العلاج ، وهو مرض نادر لا تتجاوز نسبة انتشاره حالة واحدة من بين كل مليون شخص ويعدّ أكثر شيوعاً بين الأطفال.

    وقال الدكتور/ بالخير:"مويامويا" عبارة يابانية تعني"نفخة الدخان" وهي عبارة لوصف مظهر مجموعة الأوعية الدموية الدقيقة التي تتشكّل لتعويض النقص في إمدادات الدم الناجم عن تضيّق الأوعية الدموية في الدماغ والذي قد يؤدي بدوره إلى إصابة المريض بالجلطة الدماغية، وعلى الرغم من أن مرض (مويا مويا ) نفسه غير قابل للشفاء فإن العلاج الجراحي يوفر مصدراً بديلاً لتدفق الدم إلى الدماغ ويحد من أعراض المرض وبالتالي يجنّب المريض مخاطر الإصابة بالجلطة الدماغية".

    وفي إشارة إلى العوامل الرئيسية المسبّبة لمرض (مويا مويا)، قال الدكتور/ بالخير:" لا تعرف على وجه التحديد العوامل المسببة لهذا المرض، إلا أنه يمكن القول بأن عوامل وراثية يمكن أن تكون وراء الإصابة به، والشاهد على ذلك انتشار هذا المرض في الدول الآسيوية، الأمر الذي ساعد في إنجاح البرنامج الذي تبنّته مؤسسة حمد الطبية لعلاج هذا المرض".

    وأضاف الدكتور/ بالخير:" لا زلنا في طوّر البحث والدراسة فيما يتعلّق بآلية تطوّر هذا المرض لدى المرضى، ويعتقد بعض الباحثين بأن تشوّهات في الأوعية الدموية الدماغية متوارثة بين الأجيال ربما تكون وراء الإصابة بهذا المرض، في حين يعتقد آخرون أن هناك صلة بين الإصابة بهذا المرض ووجود اضطرابات وأمراض أخرى لدى المريض مثل متلازمة داون ومرض فقر الدم المنجلي، وعلى الرغم من أن هذا المرض ينتشر بين الأطفال إلا أنه قد يصيب البالغين أيضاً حيث يكون أول أعراضه الإصابة بالجلطة الدماغية".


    من جانبه قال الدكتور/ علي عيّاد، استشاري أول جراحة الأعصاب ورئيس الفريق الذي قام بإجراء العملية الجراحية للمريض المذكور:" تعتبر الجراحة العلاج الموصى به لمرضى (مويا مويا) الذين يعانون من نوبات نقص التروية بصورة متكررة أو من الجلطات الدماغية وذلك من خلال إعادة هيكلة أو ترميم الأوعية الدموية في المناطق المصابة من الدماغ وبالتالي منع تكرار إصابة المرضى بهذه النوبات والجلطات، وقد قامت مؤسسة حمد الطبية بإدخال برنامج إعادة هيكلة الأوعية الدموية لمعالجة المرضى في قطر باعتبار أن هذا النوع من الجراحة المعقّدة الذي تنفرد به المؤسسة على صعيد الشرق الأوسط يعدّ الملاذ الأخير لعلاج هذا المرض".

    وأضاف الدكتور/ عيّاد قائلاً: "لا يقتصر استخدام أسلوب إعادة هيكلة الأوعية الدموية في معالجة مرضى( مويا مويا) المعرضين للإصابة بالجلطات الدماغية فحسب، بل يعتبر من الحلول العلاجية لحالات مرض تمدد الأوعية الدموية المشرّحة في الدماغ التي لا تستجيب للطرق العلاجية التقليدية، وقد قمنا في مؤسسة حمد الطبية حتى الآن بإجراء تسع عمليات جراحية لمرضى (مويا مويا) وعملية واحدة لمريض مصاب بتمدد الأوعية الدموية المشرّحة".

    وأوضح الدكتور/ عيّاد، أن العملية الجراحية تتطلّب استئصال أوعية دموية من فروة رأس المريض وإحداث فتحة في جمجمته ومن ثمّ وصل أو ربط هذه الأوعية الدموية بتلك الموجودة داخل الدماغ، وقد أثبت هذا الأسلوب نجاحه في التخفيف من أعراض المرض وزيادة تدفّق الدم إلى الدماغ.