الدوحة: 7 أكتوبر 2019 – يتلقى أكثر من 1000 مريض مصاب بالشلل الدماغي من الأطفال والبالغين العلاج بمستشفيات مؤسسة حمد الطبية كما تستقبل المؤسسة سنوياً ما بين 60 إلى 80 حالة جديدة مصابة بالمرض. ويتم تنفيذ برامج الرعاية لمرضى الشلل الدماغي في مركز قطر لإعادة التأهيل، والتي تتوافق مع حاجات المريض من خلال عيادات التأهيل والخدمات المتعددة المتخصصة كعيادات علاج اضطرابات البلع وتقييم وعلاج اضطرابات الحركة وعيادة تقييم حالات الطلاب المصابين بهذا المرض وعيادة فرط التوتر التشنجي وعيادة تم إنشاؤها مؤخرا لتصحيح وضعيات الجلوس. وقد شاركت مؤسسة حمد الطبية الجهات الصحية حول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للشلل الدماغي الذي يوافق السادس من أكتوبر.
وفي هذا الإطار قال الدكتور/ محمود إبراهيم عبيدة- رئيس قسم تأهيل الأطفال بمركز قطر لإعادة التأهيل التابع لمؤسسة حمد الطبية : " يعتبر الشلل الدماغي أكبر مسبب للإعاقات الحركية لدى الأطفال وعادة ما تظهر الأعراض قبل بلوغ الطفل سن الثالثة. يصيب الشلل الدماغي كل طفل بطريقة مختلفة، فلا توجد عائلتين لديهما نفس التجارب مع أطفالهم المصابين فالأعراض تختلف من كونها متوسطة إلى شديدة الحدة، كما أن بعض الأعراض يمكن أن تتغير مع مرور الوقت. هناك العديد من المعتقدات والمفاهيم الخاطئة حول الشلل الدماغي من بينها أن مريض الشلل الدماغي لديه مستقبل محدود ولن يتمكن من العيش بصورة مستقلة مما ينعكس سلبياً على نظرتنا إلى هذه الفئة من مجتمعنا."
وشدد الدكتور/ عبيدة على أهمية تغيير نظرتنا إلى مرض الشلل الدماغي، لما لذلك من دور كبير في ضمان حصول المرضى المصابين بالمرض على الرعاية الطبية التي يحتاجونها وتقليل الوصمة والأفكار المغلوطة عن هذا المرض العصبي. وقال: " قديماً، كان يعتبر مرض الشلل الدماغي حالة تصيب الأطفال فقط، إلا أن الطب الحديث والمعايير الصحية الجيدة المتبعة مع هذا المرض جعلت معظم الأطفال المصابين قادرين على التعايش مع المرض والنمو لمرحلة البلوغ."
ويعرف مرض الشلل الدماغي بأنه مجموعة من العوامل التي تتسبب في إعاقة حركة العضلات والتنسيق وقوام الجسم وفي العديد من الحالات قد يؤثر على النظر والسمع والإحساس. وحسب مراكز أمريكية تعنى بمكافحة المرض، يصيب الشلل الدماغي 4 أطفال من بين كل 1000 طفل حول العالم .
ويضيف د.عبيدة قائلاً : "معظم الأطفال الذين يولدون وهو مصابون بالشلل الدماغي لا تظهر الأعراض لديهم حتى بلوغهم بضع شهور أو عمر السنة. وعلى الرغم من اختلاف الأعراض، إلا أن بعض الأعراض الأولى تتشابه فقد يلاحظ الآباء تأخرًا في تحقيق أهداف النمو عند الطفل كالقدرة على التدحرج والزحف كما يلاحظ اختلاف شكل العضلات وصعوبة في الكلام والرجفان وزيادة إفراز اللعاب والتشنجات."
ولا تعرف الأسباب الحقيقية لمرض الشلل الدماغي، وترتبط الحالة بحدوث تطور غير عادي أو تلف في دماغ الطفل أثناء النمو. هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر حدوث الشلل الدماغي كصحة الأم أثناء الحمل ومرض الطفل ومضاعفات الحمل والولادة. ويقول الدكتور/ محمود عبيدة : "قد يكون المسبب خلقي أو جيني أو ناجم عن حدوث التهاب أو نقص الأكسجين أو إصابة معينة أو قد يرتبط بالأيض في الجسم. قد تكون إصابة دماغ الطفل أثناء الحمل أو عند الولادة أو بعد الولادة وفي بعض الحالات النادرة يصاب الطفل بالمرض نتيجة حدوث خطأ ما أثناء الولادة. إن أكثر العوامل التي تشكل خطراً على إصابة الطفل بالشلل الدماغي هي الولادة المبكرة وانخفاض وزن الطفل عند الولادة."
ويشير الدكتور/ عبيدة إلى أنه على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لهذا المرض، إلا أن التدخل المبكر والعلاج الطبي المستمر أمران أساسيان فهناك علاج للحركة والتعلم والكلام والسمع والمهارات الاجتماعية والتي تشكل جميعها جزءاً هاماً في حصول الطفل على أعلى مستوى علاجي له . مضيفاً أن العلاج الدوائي والعمليات الجراحية قد تكون أحياناً ضرورية للمساعدة في علاج آلام العضلات وتيبسها عند بعض المرضى أو لعلاج حالات الخلع الوركي أو انحراف العمود الفقري.
ويقول الدكتور/ عبيدة: "ندعو الآباء الذين يشعرون بأن طفلهم قد يكون مصاباً بمرض الشلل الدماغي باستشارة طبيب الرعاية الصحية الأولية للحصول على التشخيص السليم ومن ثم العلاج. تقدم مؤسسة حمد الطبية نموذجاً للرعاية التي تتمحور حول أسرة المريض مما يعني مشاركة الأسرة في العلاج جنباً إلى جنب مع مقدمي الرعاية في كافة القرارات الطبية التي يتم اتخاذها فيما يتعلق بصحة طفلهم. إن فرق الرعاية متعددة الاختصاصات والتي تشمل الأطباء والمعالجون الفيزيائيون والوظائفيون ومعالجو النطق وخبراء التغذية تعمل معاً إلى جانب الأسر لمساعدة الأطفال على الاندماج في المجتمع."
ويضيف الدكتور/ عبيدة أن رعاية معظم مرضى الشلل الدماغي تتم في العيادات الخارجية ، كما يتوفر في مركز قطر لإعادة التأهيل برنامج لإعادة التأهيل خلال فترات النهار يتيح للأطفال والشباب المصابين بالشلل الدماغي في المستشفى الخضوع لفترات أطول من العلاج المكثف.