الدوحة، 23 سبتمبر 2019: تشارك مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب مؤسسات الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم خلال شهر سبتمبر الجاري في تنظيم حملات للتوعية بالأمراض السرطانية لدى الأطفال، وتقيم حمد الطبية سلسلة من الفعاليات التوعوية وفعاليات إشراك المجتمع بهدف تثقيف الجمهور ورفع مستوى وعيه حول الأمراض السرطانية بما فيها تلك التي تصيب الأطفال ومساندة المصابين بهذه الأمراض وأفراد أسرهم والتأكيد على أن كلّ شخص معرّض للإصابة بالسرطان بغضّ النظر عن الفئة العمرية التي ينتمي إليها ، والتوعية بالآثار المترتبة على هذا المرض. وتأتي تلك الفعاليات في إطار مساندة مؤسسة حمد الطبية لأهداف الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان.
من جهتها قالت السيدة/ كاثرين آن جيليسيبي_ المدير التنفيذي للتمريض في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، ومدير البرنامج الوطني للسرطان :" تعمل مؤسسة حمد الطبية جنباً إلى جنب مع سدرة للطب في معالجة الأطفال والمراهقين المصابين بالأمراض السرطانية، وتقوم سدرة للطب، من خلال الفرق الطبية متعددة التخصصات والتي تتمتع بمستوى عال ٍمن الكفاءة من أطباء أمراض الدم المتخصصين في رعاية الأطفال، وأطباء الأورام، وكوادر التمريض السريري، واختصاصيي الخدمات الطبية المساندة، بتقديم خدمات رعاية صحية شاملة للأطفال والمراهقين المصابين بالأمراض السرطانية ".
وأوضحت السيدة / كاثرين آن جيليسيبي أن الأمراض السرطانية لدى الأطفال تعبير يقصد به الأمراض السرطانية التي تصيب الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 15 عاماً، وذكرت أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن هذه الأمراض تكون في العادة نادرة الحدوث حيث لا يتجاوز معدّل انتشارها على الصعيد العالمي 50 – 200 حالة من بين كل مليون طفل.
تختلف الأمراض السرطانية التي تصيب الأطفال والمراهقين عن تلك التي تصيب البالغين من حيث طريقة انتشار الخلايا السرطانية في الجسم ومن حيث طرق معالجتها ونسب استجابة هذه الأمراض للعلاج، كما أن هذه الأمراض تكون في العادة أشدّ خطورة وضراوة منها لدى البالغين، ومن النادر جداً أن يصاب الأطفال بأنواع السرطان التي تصيب البالغين مثل سرطان الرئة وسرطان الثدي، وسرطان القولون، وسرطان البروستاتا، في حين تعتبر الأمراض السرطانية التي تؤثّر على خلايا الدم والغدد اللمفاوية والدماغ والكبد والعظام الأكثر شيوعاً بين الأطفال والمراهقين.
وتحدث الأمراض السرطانية لدى الأطفال والمراهقين نتيجة للتغيّرات المفاجئة في سلسلة الحمض النووي أو الكروموسومات الخاصة بالخلايا في الجسم، حيث لم يثبت بالوجه القاطع أن إصابة الأطفال بهذه الأمراض ناجم عن أسباب بيئية أو أسباب أخرى متصلة بالأنماط الحياتية كما هي الحال بالنسبة للمرضى البالغين.
من جهة أخرى أشارت الدكتورة/ كاثرين كول- رئيس قسم الأورام وأمراض الدم في سدرة للطب- إلى أنه من الممكن علاج معظم الأمراض السرطانية التي تصيب الأطفال مؤكدة على ضرورة الكشف المبكّر عن الإصابة بالسرطان باعتبار أن الكشف المتأخّر من شأنه أن يقلل من فرص نجاة الطفل المصاب بهذا المرض، ونوّهت إلى أن من الصعب تفادي إصابة الأطفال بالسرطان إلا أن البحث عن طرق وأساليب علاجية مبتكرة ضروري من أجل تحسين النتائج العلاجية لدى مرضى السرطان من الأطفال والمراهقين.
وقالت الدكتورة /كاثرين كول:" لا يمكننا منع إصابة الأطفال والمراهقين بالأمراض السرطانية ولكن الأساليب العلاجية الحديثة تعني بالضرورة ارتفاع عدد الأطفال الذين ينجون من الأمراض السرطانية ويتماثلون للشفاء منها، ونحن نعمل من أجل البحث عن أسباب الإصابة بهذه الأمراض وإيجاد الحلول الفعالة والآمنة لمعالجتها، وتعتبر مساندة المجتمع لنا في الأبحاث التي نجريها في هذا المضمار أمراً في غاية الأهمية. إن تشخيص مرض سرطاني لدى طفل ما يمكن أن يقلب حياة أسرته رأساً على عقب، لذا فإننا ندعو من أصيب أحد أحبائه بهذا المرض أن يبدّل خوفه من السرطان وعدم إلمامه به إلى حنوّ وتعاطف وتفهّم لكي يتمكّن المريض المصاب من التعايش مع المرض".
وتضيف الدكتورة/ كاثرين كول:" تتطلّب المعالجة المثلى للأمراض السرطانية لدى الأطفال والمراهقين أن يكون لدى كوادر الرعاية الصحية من أطباء أمراض الدم المتخصصين ، وأطباء الأورام، وكوادر التمريض السريري، واختصاصيي الخدمات الطبية المساندة مستوى عال من الخبرة والكفاءة، وتتم معالجة كافة أنواع السرطان لدى الأطفال من قِبل فرق متعددة التخصصات الطبية في مجال طب الأورام، باعتبار، أن هذه المنهجية تعدّ الأكثر فاعلية والتي تضمن حصول الأطفال المصابين بهذه الأمراض على الرعاية الصحية التي يحتاجونها للنجاة من هذه الأمراض والعودة إلى ممارسة حياتهم بصورة طبيعية".