أجرى فريق زراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية مؤخراً ست عمليات زرع كلى ، وعملية واحدة لزرع الكبد خلال خمسة أيام لإنقاذ حياة مرضى كانوا بحاجة ماسّة لهذه الأعضاء، وقد تمّ التبرّع بالأعضاء لهذا العدد الكبير من عمليات الزراعة من قبل أربعة من المتبرّعين الأحياء من أقرباء المرضى في حين تم الحصول على بقية الأعضاء من متبرّع متوفّى حيث تمّ زرع هذه الأعضاء لمرضى من سبع جنسيات مختلفة – القطرية، والسورية، والبنغالية، والتونسية، واليمنية، والفلبينية، والمصرية.
وقد تمّ الاحتفال بهذا الإنجاز الكبير خلال احتفالية خاصة أقيمت في أحد مرافق مؤسسة حمد الطبية الأسبوع الماضي بحضور عدد من الكوادر الطبية والكوادر المساندة وأفراد أسرهم.
وثمّن الدكتور يوسف المسلماني، المدير الطبي لمستشفى حمد العام ومدير مركز قطر لزراعة الأعضاء، هذا الإنجاز وأرجع السبب في نجاح عمليات استئصال الأعضاء من المتبرّعين وزرعها لدى المرضى والتي بلغ مجموعها اثنتي عشرة عملية الى العمل بروح الفريق الواحد والخبرة والكفاءة التي تتمتع بها الفرق الطبية المتخصصة التي قامت بإجراء هذه العمليات. وقال الدكتور المسلماني:"يشمل فريق زراعة الأعضاء أطباء ومنسّقي زراعة أعضاء وكوادر تمريضية وكوادر طبية مساندة من مختلف التخصصات في مؤسسة حمد الطبية بما في ذلك الجراحة وطب الكلى والتخدير الطبي والرعاية الحرجة والتصوير الإشعاعي والمختبرات الطبية".
ويضيف الدكتور المسلماني:" لقد تمخّضت الجهود المبذولة من قبل الفريق عن ست عمليات زرع كلى وعملية زرع كبد واحدة تكلّل جميعها بالنجاح وغيّرت حياة المرضى المتلقّين لهذه الأعضاء ، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتمنى للمرضى الشفاء العاجل ونعبّر عن تقديرنا للمتبرعين الأحياء ونسأل الله العلي القدير حسن الثواب للمتبرع المتوفّى، مصداقاً لقوله تعالى " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" .
تجدر الإشارة الى أن أحد المتبرعين وهو طالب من بنغلاديش يدرس في كندا كان قد قدم الى الدوحة للتبرع بكليته لصالح والده المريض المقيم في قطر. وقال المتبرع في تعليق مقتضب له حول ما لمسه من رعاية للمرضى في المستشفى:" يحظى كل مريض باهتمام وعناية بالغين من قبل فريق زراعة الأعضاء والكوادر التمريضية ويتلقى المريض الرعاية الصحية السابقة للعملية واللاحقة لها وفق أفضل الممارسات العالمية المتعارف عليها".
من جانبه عبّر الدكتور عبدالله الأنصاري، الرئيس الطبي بالوكالة لمؤسسة حمد الطبية، عن اعتزازه بمستوى جودة وسلامة الرعاية الصحية التي قدّمها الفريق الذي أجرى عمليات زراعة الأعضاء، وقال:" تضاهي نتائج عمليات برامج زراعة الأعضاء في قطر مثيلاتها العالمية من حيث المعايير، وما كان ذلك ليتحقق لولا الدعم المباشر واللامحدود الذي تتلقّاه هذه البرامج من قبل سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة".
بدوره أشار الدكتور حسن المالكي، رئيس قسم أمراض الكلي في مؤسسة حمد الطبية، الى أنه لا حاجة للمرضى الى السفر خارج دولة قطر لإجراء عمليات زراعة للأعضاء لديهم، وقال:" تقدّم مؤسسة حمد الطبية مستوى عال من الرعاية الصحية والنتائج الإيجابية لعمليات زراعة الأعضاء التي يتم إجراؤها في قطر تعدّ بمثابة حافز لكافة المرضى لإجراء عمليات زراعة الأعضاء والمتابعة الطبية لمرحلة ما بعد زراعة الأعضاء هنا في دولة قطر، فالمرضى في مستشفياتنا يتلقون الرعاية الصحية الآمنة والفعالة والحانية التي يتطلّعون للحصول عليها بدلاً من الذهاب خارج الدولة".
من جهته أشار الدكتور رياض فاضل، مدير مركز قطر للتبرع بالأعضاء (هبة) الى أن برنامج قطر للتبرع بالأعضاء يعدّ من أنجح البرامج المشهود لها عالمياً، وقال:" لقد سرّنا أن عدد الأعضاء المتبرّع بها حتى اليوم من العام 2019 قد فاق العدد الذي سُجل العام الماضي، وقد أصبح النموذج القطري للتبرع بالأعضاء - الذي يتميّز بقائمة انتظار موحّدة لكافة المرضى المحتاجين لزراعة الأعضاء – نموذجاً عالمياً يحتذى به من حيث الفعالية وتكافؤ الفرص واحترام الكرامة الإنسانية".