• 23/04/2019

    ​يوم التهاب السحايا العالمي 24 أبريل

    الدوحة، 23 أبريل، 2019: أكدت الدكتورة منى المسلماني، المدير الطبي لمركز الأمراض الانتقالية التابع لمؤسسة حمد الطبية أن الرضع، والأطفال الصغار والطلاب الذين يسافرون إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تزيد فرصة إصابتهم بالتهاب السحايا الجرثومي، مشددة على أهمية التطعيم المضاد لهذا المرض وزيادة التوعية بالعوامل التي تزيد من خطر الاصابة به وعلاماته وأعراضه.

    وفي هذا السياق، أفادت الدكتورة المسلماني قائلة:" يمكن الإصابة بالتهاب السحايا الجرثومي في كافة الأعمار، ولكن الأطفال الرضع والأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للإصابة ويرجع ذلك إلى كون نظامهم المناعي في طور النمو. ويزداد أيضاً خطر إصابة الأشخاص الذين يمضون وقتاً طويلاً في المرافق المجتمعية، كالمدارس وحرم الجامعات، لاسيما وأن الأمراض المعدية تميل إلى الانتشار في الأماكن التي تشهد تجمع عدد كبير من الناس. تُعرف الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى بكونها منطقة "حزام التهاب السحايا"، ما يعني أن السفر إلى تلك المنطقة يعزز من احتمال إصابة الفرد بهذا المرض".

    والتهاب السحايا مصطلح شامل يغطي خمس أنواع مختلفة من المرض (تشمل المجموعات المصلية من النيسرية السحائية A و B و C و W و Y). وهو يتميز بالتهاب (تورم) الأغشية الواقية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي ويكون في أغلب الأحيان ناجماً عن عدوي بكتيرية أو فيروسية. غير أن الإصابات، والأورام السرطانية، وتناول بعض الأدوية وأنواع أخرى من العدوى قد تتسبب أيضاً بالتهاب السحايا.

    وأردفت الدكتورة المسلماني قائلة:" يظهر التهاب السحايا الجرثومي، الذي يعدّ من الأنواع الأكثر خطورة، عند دخول البكتيريا في مجرى الدم لتنتقل بعدها إلى الدماغ والحبل الشوكي. يعتبر التهاب السحايا الجرثومي من الحالات الطبية الطارئة التي قد تؤدي إلى الموت أو الإعاقة الدائمة. ولكن الخبر السار هو أنه تتوفر إجراءات متعددة تساعد على الوقاية من التهاب السحايا الجرثومي. فالتطعيم والتدابير الوقائية كغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون والحد من التلامس مع الأشخاص المصابين بالمرض يمكن أن يساعد على الوقاية منه".

    في العام الماضي، تمكن مركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية من تأمين حوالى 200 تطعيم مضاد لالتهاب السحايا الجرثومي. وأشارت الدكتورة المسلماني إلى أن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها توصي كافة الأطفال حتى سن 18 بتلقي التطعيم المضاد للمكورات السحائية، فضلاً عن كل من تعرّض لالتهاب السحايا في مرحلة تفشيه، وكل من يسافر أو يقيم في منطقة يعدّ فيها التهاب السحايا من الأمراض الشائعة، كما هي الحال في الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، إلى جانب المجندين العسكريين والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات على مستوى النظام المناعي أو الطحال أو خضعوا لعملية استئصال الطحال.

    وتوجهت الدكتورة المسلماني إلى الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم بعد مشددة على ضرورة مراجعة الطبيب للتأكد ما إذا كان التطعيم مناسباً لهم. وأشارت إلى أنه من المهم على الأقل أن يكونوا على بيّنة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض والعلامات والأعراض الشائعة المصاحبة له.

    واستطردت الدكتورة منى قائلة:" يُسهم العلاج الفوري في تعزيز شفاء المصابين بالعدوى، إلا أنه قد تطرأ عليهم مضاعفات خطيرة، كتلف الدماغ، وفقدان السمع، أو إعاقات متعلقة بالتعلم. تتمثل الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من بعض أنواع التهاب السحايا الجرثومي في الالتزام بجدول التطعيم الموصى به، والإلمام بعوامل الخطورة، والتعرّف على العلامات والأعراض. هذا ومن الضروري ضمان التشخيص المبكر والمعالجة الفورية".

    تنتقل البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر، بما في ذلك مثلاً القطرات المتطايرة عند العطس أو السعال، أو عبر اللعاب أو البصق. تشمل عادة أعراض المرض الحمى الشديدة والمفاجئة، والصداع، وظهور بقع قرمزية اللون على الجلد أشبه بالكدمات، وتيبس الرقبة. كما يعتبر أيضاً الغثيان، والقيء، والحساسية المفرطة للضوء من الأعراض الشائعة.

    وتقول الدكتورة المسلماني إن أعراض التهاب السحايا الجرثومي تظهر بسرعة ولكنها قد تتشابه مع أعراض حالات مرضية أقل خطورة كالإنفلونزا. ويشكل يوم التهاب السحايا العالمي الذي نحييه سنوياً في الرابع والعشرين من أبريل خير فرصة لزيادة الوعي بالمرض مشيرة إلى أن الشعار الذي تم اختياره لهذا العام " الحياة عقب التهاب السحايا" يبرز أهمية الوقاية والعلاج الفوري.   

    واختتمت الدكتورة المسلماني بقولها:" قد يظهر التهاب السحايا في غضون ساعات ولكن آثاره تبقى مدى الحياة. تركز حملة التوعية بيوم التهاب السحايا في هذا العام على الآثار المترتبة عن هذا المرض، والتي قد تغير مجرى حياة المريض إلى الأبد. لهذا السبب، ينبغي على كل شخص يعتبر نفسه عرضة للإصابة بالتهاب السحايا أن يتلقى التطعيم ، وينبغي على كل شخص يشتبه في إصابته بالتهاب السحايا مراجعة الطبيب على وجه السرعة إذ يمكن معالجة التهاب السحايا الجرثومي معالجة فعالة بالمضادات الحيوية ولكن من المهم المباشرة بالعلاج في أقرب فرصة ممكنة".