واحدة من بين خمس أمهات تعاني من شكل من أشكال الاكتئاب خلال السنة الأولى بعد الولادة
الدوحة، 28 أبريل 2019: حذرت الدكتورة داليا البحري، أخصائية الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية من تعرض النساء للاكتئاب الناجم عن الولادة ، مؤكدة على أن إهمال معالجة هذا الإضطراب النفسي قد ينعكس سلباً على صحة الأم كما يؤثر على العلاقة التي تربط الأم بطفلها. وشددت الدكتورة البحري على ضرورة رفع مستوى الوعي الصحي بالتفريق بين أحزان ما بعد الولادة واضطراب التقلّب المزاجي والذي غالباً ما يتخذ طابعاً حاداً في أوساط الآباء والأمهات الجدد، لافتة الى أن أحزان ما بعد الولادة لدى الأمهات تمتاز بتقلبات مزاجية بسيطة وشعور بالحزن وحالة من الإكتئاب الطفيف خلال الأسبوع الأول اللاحق للولادة.
وتشير الإحصائيات العالمية الى أن واحدة من بين كل خمس أمهات وواحد من بين كل عشرة آباء يعانون من شكل من أشكال إضطراب التقلّب المزاجي خلال فترة حمل الزوجة والسنة التي تلي الولادة، كما تشير هذه الإحصائيات الى أن 75% من النساء اللاتي يعانين من هذه الإضطراب لا يتلقّين التشخيص والعلاج والدعم اللازم والذي يتناسب مع حالاتهن.
وتقول الدكتورة داليا البحري:" تصاب بعض النساء، ولأسباب عدّة، بنوع حاد من الإكتئاب يُعرف باكتئاب ما بعد الولادة ولكن ينبغي عدم الخلط بين أحزان ما بعد الولادة والإكتئاب اللاحق للولادة " . وأضافت قائلة : " تعاني 80% من النساء من نوبات البكاء وعدم الإستقرار النفسي والعاطفي في الأيام أو الأسابيع اللاحقة للولادة، ولا تستمر أعراض هذه النوبات - التي يُعتقد أنها ناجمة عن تغيّرات هرمونية وكيميائية مفاجئة تحدث في جسم المرأة بعد الولادة- سوى يومين أو ثلاثة أيام".
ويمكن أن تعاني النساء، على اختلاف الثقافات والأعراق والفئات العمرية والمستويات الإقتصادية التي ينتمين اليها، خلال فترة الحمل ومرحلة ما بعد الولادة من إضطراب نفسي مثل القلق والتقلبات المزاجية، وقد تظهر أعراض هذا الإضطراب في أي وقت خلال فترة الحمل أو خلال الإثني عشر شهراً اللاحقة للولادة، ومن العوامل التي تحول دون حصول هؤلاء النساء على الرعاية الصحية اللازمة الوصمة المرتبطة بالإضطرابات النفسية السائدة في بعض المجتمعات لذا يتعيّن بذل المزيد من الجهد لتوعية الجمهور حول اكتئاب ما بعد الولادة وضرورة المبادرة الى معالجة هذا الإضطراب.
وتقول الدكتورة داليا البحري: "غالباً ما يلاحظ الزوج أو أحد أفراد الأسرة تغيّراً في الوضع النفسي قد ظهر على الأم، وفي هذه الحالة يتوجّب على أفراد الأسرة تجنّب توجيه أي انتقاد لها على هذا التغيّر بل وعلى العكس فإنه يتعيّن على أفراد الأسرة تشجيع الأم على طلب الرعاية الصحية النفسية وتقديم الدعم لها خلال هذه المرحلة الحرجة".
وأوضحت الدكتورة داليا البحري أن المجتمع ينظر الى الحمل والولادة على أنها مناسبات سعيدة ، ولهذا فإن الأم التي تعاني من نوع من التقلبات المزاجية والقلق أو الإنزعاج بعد الولادة تشعر بالخجل والذنب مما ينتابها من شعور وهو ما قد يؤدي الى التأخر في طلب الرعاية الصحية النفسية لذا يتعيّن على صديقاتها وأفراد الأسرة تقديم كل دعم ممكن لهذه الأم.
وتشارك مؤسسة حمد الطبية المجتمع الدولي في الإحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية للأمهات الذي يتم الإحتفال به في يوم الأربعاء الأول من شهر مايو من كل عام ويصادف هذا اليوم 1 مايو 2019، ويهدف الإحتفال بهذا اليوم إلى جلب الإنتباه الى بعض المسائل التي تثير مخاوف الأمهات وأفراد أسرهن وإلى حقيقة أن المرأة في فترة الحمل وما بعدها تكون أكثر عرضة للإصابة بالإضطرابات النفسية والتي من بينها اكتئاب ما بعد الولادة، علماً بأن تشخيص هذا الإضطراب ومعالجته في مرحلة مبكّرة يفضي الى نتائج علاجية جيدة وناجحة.