تأخير السحور وزيادة كمية السوائل يضمنان صوم صحي للأطفال
الدوحة- 14 أبريل 2019: أكدت السيدة فاطمة سويكاي مشرفة التغذية العلاجية بمستشفى حمد العام التابع لمؤسسة حمد الطبية أن قدرة الأطفال على الصيام تتفاوت تبعاً للعديد من العوامل ومنها بنية الطفل وحالته الصحية والطقس المناخي ، ولذا يجب ضبط مسألة صيام الأطفال في مرحلة ما قبل البلوغ ، ونصحت بأن يكون صيام الأطفال دون سن البلوغ لمدة نصف النهار فقط لضمان عدم تأثر صحتهم خلال فترة الصيام.
كما نصحت أخصائية التغذية الأمهات وخاصة اللاتي يصوم أطفالهن لأول مرة ، بضرورة تأخير السحور إلى ما قبل آذان الفجر حتى لا تطول ساعات صيام الطفل مما قد يتسبب في إجهاده وتأثر صحته بسبب تعريضه للجفاف أو نقص حاد في مستوى السكر. ولكي تتحقق الطريقة المثلى لتناول طعام الإفطار بالنسبة للطفل الصائم ، يفضل التدرج في تقديم الأطباق له بالبدء بالعصائر والتمور أولاً ، وعدم تركه يتناول الوجبة دفعة واحدة حتى لا يصاب بالاضطرابات المعوية، على أن تراعي الأم التنوع في طريقة طهي الوجبات حتى لايشعر الطفل بالملل، كما يجب الاهتمام بزيادة كمية السوائل من الماء والعصائر الطبيعية التي يتناولها أثناء وبعد وجبة الإفطار.
وشددت فاطمة سويكاي على ضرورة انتباه أولياء الأمور لأية علامات قد تدل على انخفاض مستوى السكر بشكل كبير لدى الطفل، أو ظهور علامات تؤشر لإصابته بالجفاف حيث يجب في هذه الحالة أن يفطر الطفل قبل تعرضه لمخاطر صحية، كما أن السماح لأطفال مرضى السكري بالصيام يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب المختص واختصاصية التغذية . ففي بعض الأحيان قد ينخفض تركيز السكر لديهم إلى مستويات خطيرة. أما الأطفال المصابين بالسمنة أو ممن يعانون من زيادة في الوزن فقد يعتبر الصيام فرصة لهم لضبط نظامهم الغذائي.
وأكدت أخصائية التغذية العلاجية على ضرورة تقديم وجبة إفطار متوازنة تحتوي على النشويات والبروتينات والدهون غير الضارة وكذلك الفواكه والخضروات للحصول على الاحتياجات اللازمة من الفيتامينات والمعادن لمنح الطفل كافة احتياجاته الغذائية، على أن تحتوي وجبة السحور على الألياف حيث تساعد على الشبع لفترات أطول، كما يجب أن تحتوي على الحليب ومشتقاته لمنح الطفل احتياجاته الأساسية من الكالسيوم، كما يجب الحد من الأطعمة المقلية والحلويات وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية لأنها تسبب فقدان الماء من الجسم. كما يمكن للأطفال وخاصة من هم دون سن البلوغ ممارسة الرياضة، ولكن يجب ضبط نشاط الطفل أثناء ساعات الصيام وإبعاده عن ممارسة الأنشطة البدنية العنيفة حتى لا يزيد إحساسه بالعطش والجوع وتجنباً لحدوث جفاف.
من جانب آخر أكد الدكتور عطيه إبراهيم طبيب عام بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية ؛ أن رمضان أفضل فترة لتدريب الأطفال على الصيام وتناول الأطعمة المفيدة والابتعاد قليلاً عن الوجبات السريعة من خلال تعود الأطفال على الإبتعاد عن الطعام بالتدريج. وقال : " لا مانع أن يبدأ الصوم مع سن التاسعة بعد التأكد من أنّ الطفل لا يُعاني من فقر الدم أو السكري أو أمراض التغذية ، ويتزامن ذلك من خلال تدرج الطفل في الصيام لعدة ساعات تزيد يوميًا على مدار الشهر كتخطي وجبة الفطور إلى وقت صلاة الظهر ثم تقديم وجبة الغداء لكسر صيام الطفل المبتدئ ، بينما يستمر التدرج مع الطفل في ترك الحرية له في كسر صيامه متى شاء ومتى توفرت لديه الرغبة والقدرة الجسدية على تحمل الصيام مع ضرورة الثناء عليه وترغيبه بالجوائز".
ونوه د.عطيه بأنه من الضروري احتواء الوجبات الرمضانية على البروتينات والنشويات والخضار والعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الصائم، ويجب احتواء وجبة السحور قبيل الفجر على بروتين نباتي كالفول وبعض منتجات الألبان والحليب وشيء من الفاكهة وشرب الماء ؛ لأن هذه الوجبة ستظل في المعدة لساعات طويلة مما يُقلل من الشعور بالجوع وتجنب تناول الحلويات في السحور لأنها تمتص سريعًا ويشعر الطفل بعدها بالجوع سريعًا.
وأضاف د. إبراهيم بأنه من المهم إعطاء الطفل خلال شهر رمضان كمية كافية من الماء والحليب والفواكه وتغذيته بوجبات خفيفة بعد الفطور تحتوي على البروتين الحيواني والنباتي والحبوب الكاملة لتجنب الإمساك والجفاف والتهاب المسالك البولية، كما يجب البعد عن العصائر الجاهزة لامتلائها بالسكر واستبدالها بالعصائر الطازجة المحلاة بالعسل لما لها من فوائد صحية.
واختتم بضرورة عدم اتباع نظام حمية قاس أثناء شهر رمضان، وعدم ممارسة تمارين رياضية قاسية أثناء الصيام لتأثيرها الخطير على صحة الصائم ، وضرورة تجنب الأطفال الصائمين ممارسة الرياضة أثناء صيامهم ، وتجنب تناول الأطعمة المُشبعة بالدهون خصوصًا أثناء وجبة " الغبقة" لأن معدّل حرق الجسم للدهون والسعرات الحرارية قليل نسبيًا باعتبار أن وجبة السحور هي الوجبة الأخيرة ؛ فاحتواء الغبقة على أطعمة مُشبعة بالدهون مع تناول وجبة إضافية كالسحور يزيد من تراكم الدهون في الجسم ويقل معدل عمليات الأيض في الجسم، والنتيجة الحتمية زيادة الوزن إذا ما استمر الصائم على هذا النظام خلال الشهر الفضيل.
وبمناسبة شهر رمضان، تودُّ وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية تذكير الجمهور بالموقع الإلكتروني "صحتك في رمضان" والذي تم تطويره بالتعاون بين الجهات الثلاث بهدف توفير معلومات للجمهور حول المشاكل الصحية الأكثر شيوعاً في رمضان، ويعتبر هذا الموقع هو أول موقع إلكتروني في دولة قطر يختص بتقديم معلومات ونصائح حول الصحة والصيام خلال شهر رمضان. كما تم أيضاً تطوير هذه المبادرة من خلال إضافة تطبيق إلكتروني بعنوان "صحة قطر" Qatar Health ) ) يمكن تحميله على أجهزة الهاتف الجوال وأجهزة التابليت. يمكنم زيارة الموقع الإلكتروني على الرابط التالي: www.hamad.qa/ramadanhealth أو تحميل التطبيق الإلكتروني عن طريق البحث عن عبارة(Qatar Health) في متجر التطبيقات الإلكترونية، علماً بأن التطبيق متوفر للأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد ونظام iOS.