• 13/02/2020

    ** د.العيسائي: نوجّه نصائح للجمهور للوقاية من الحروق الناجمة عن الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة 
    **تزيد خطورة أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون على الأطفال والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة في القلب أو الجهاز التنفسي أو فقر الدم

    الدوحة- 12 فبراير 2020: حذرت مؤسسة حمد الطبية من استخدام الفحم أو الأخشاب للتدفئة في أماكن مغلقة بسبب احتمال التعرض للاختناق أو التسمم أو الإصابة بمضاعفات أخرى قد تسبب الوفاة . ويأتي ذلك بالتزامن مع موجة البرد التي تجتاح البلاد حالياً وزيادة الاقبال على التعامل مع وسائل التدفئة حيث يتم ذلك في بعض الأحيان بطرق غير صحيحة قد تؤدي للإصابة بالاختناق نتيجة إشعال الفحم للتدفئة في غرف مغلقة أو في الخيام.

    وفي هذا السياق أكد الدكتور/ جلال صالح العيسائي- استشاري طب الطوارئ ونائب الرئيس للشؤون المؤسسية بقسم الطوارئ في مؤسسة حمد الطبية ، أن إشعال الفحم للتدفئة في غرفة مغلقة ينتج عنه تعبئة المكان بغاز أول أكسيد الكربون السام الذي قد يتنفسه الإنسان ويصل إلى الدم ويرتبط بهيموجلوبين الدم الحامل للأوكسجين مما يتنج عنه إزاحة الأوكسجين من الهيموجلوبين، لذلك فأن أول أكسيد الكربون يقلل  من نسبة الأوكسجين التي يحتاجها الجسم للتنفس . وأضاف د. جلال : " في غضون 5-20 دقيقة من إشعال فحم التدفئة أو الخشب قد تظهر أعراض التسمم وقد يتأخر ظهور هذه الأعراض إلى ساعات أو أحياناً لعدة أيام وأسابيع بعد التعرض لاستنشاق أول أكسيد الكربون. وأعراض التسمم قد تكون على شكل صداع ودوخة وغثيان وأعراض أخرى تشبه أعراض الزكام ، وفي الحالات الأكثر خطورة تظهر تشنجات بالعضلات وإغماء نتيجة نقص التروية الدموية اللازمة للقلب وللدماغ ، وتزيد خطورة هذه الأعراض على الأطفال والسيدات الحوامل والأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة في القلب أو مشاكل في الجهاز التنفسي أو فقر الدم " .

    وأكد د. جلال العيسائي على أنه مع ظهور أعراض الاختناق من الفحم يجب أن يتم فوراً فتح النوافذ للتهوية وإطفاء الفحم والخروج إلى مكان مفتوح لاستنشاق هواء نقي ، وطلب الإسعاف فوراً للمساعدة . وأوضح إنه يتم التعامل في قسم الطوارئ مع هذه الحالات بإعطاء المصاب جرعات من غاز الأكسجين النقي الخاص بالتنفس ومن ثم قياس نسبة أول أكسيد الكربون في الدم بين فترة وأخرى لملاحظة مدى انخفاضها تدريجياً في الجسم ، ويظل المصاب تحت الملاحظة السريرية بالطوارئ لفترة تتراوح بين 24-48 ساعة . وبالنسبة للحالات الأشد تعرضاً لغاز أول أكسيد الكربون فيتم إدخالهم إلى غرفة خاصه لتنفس الأكسجين حيث يستنشق فيها الأوكسجين بنسبة ١٠٠٪ وتحت ضغط جوي عالي يعادل حوالي عشرة أضعاف الضغط الطبيعي. 

    ولضمان أفضل الممارسات التي يتعيّن على الجمهور اتباعها من أجل الدفء والأمان خلال فصل الشتاء؛ نصح استشاري طبّ الطوارئ بضرورة الاستعاضة عن التدفئة بالفحم باستخدام أجهزة التدفئة الكهربائية أو السخانات الخاصة بالتدفئة مع التأكد من شراء المدفأة الكهربائية أو السخان من متجر معروف وموثوق وتكون مطابقة للمواصفات القياسية الدولية ، وإبقاء المدفأة الكهربائية على مسافة متر واحد على الأقل عن المواد القابلة للإشتعال مثل الستائر وأغطية الطاولات والبطانيات وأغطية الأسرّة، كما يتعين  توصيل المدافىء الكهربائية بالقبس الكهربائي بصورة مباشرة وليس عن طريق وصلة سلكية حيث أن استخدام الوصلات السلكية ، خاصة تلك المزودة بعدة مخارج، يعمل على زيادة الحمل الكهربائي والذي يؤدي بالتالي إلى احتراق صهيرة الأمان (الفيوز) أو إلى حدوث حريق بسبب تزايد الحرارة وانصهار الوصلة السلكية. 
    ومن الضروري أيضاً الحرص على إبقاء المدفأة الكهربائية على مسافة بعيدة عن المنطقة التي يتواجد فيها الأطفال، ويستحسن وضع المدفأة في منطقة لا يصل اليها الأطفال دون الرابعة من العمر، مع تثقيف وتعليم الأطفال بأن المدفأة الكهربائية مصدر للحرارة الشديدة وأن ملامستها تتسبب في الإصابة بالحروق. ويجب إبقاء المدافىء الكهربائية بعيدة عن الممرات والأماكن التي تكثر فيها حركة الأطفال. كما يجب التأكد من أن أنظمة التوقيت الأتوماتيكية (تايمر) في المدافىء الكهربائية تعمل بصورة جيدة، والتأكّد من إطفاء المدفأة عند مغادرة الغرفة لتلافي وقوع حريق. 

    التدفئة في أماكن التخييم 
    ويشدد الدكتور جلال العيسائي على الأشخاص الذين يقومون بالتخييم ضرورة الانتباه إلى خطورة التدفئة من خلال حرق الفحم والحطب داخل أماكن التخييم المغلقة ، ما يتسبب في إشعال الحرائق بالإضافة إلى التسمم بغاز أول أكسيد الكربون.

    ويشير د.العيسائي الى ضرورة الامتناع عن استخدام وسائل التدفئة التقليدية مثل أوعية الحرق،  والمشاعل، وأفران الشواء، ومواقد التدفئة، وأفران الغاز وغيرها والإستعاضة عنها باستخدام المدافئ المرخصة والآمنة. كما يجب الحذر من اشعال النيران بالأماكن المغلقة؛ تجنباً لحدوث إصابات بالعين مثل الحساسية والاحمرار مما يتسبب في حكة بالعين وقد يؤدي الأمر لحدوث إصابات بالغة بها، ويجب التوجه إلى الطبيب على الفور في حالة حدوث أي إصابة. أما عند إشعال النار للضرورة كطهي الطعام فيجب أن يتم ذلك في حفرة بعيدة عن الخيام لا يقل عمقها عن 60 سم لدفن الفحم فيها وعند مسافة لا تقل عن 5 أمتار بعيداً عن الخيمة . 
    وينصح د.العيسائي المخيمين بالحرص على توافر وسائل إطفاء الحرائق البسيطة في مناطق التخييم مثل طفاية الحريق أو البطانية الحرارية داخل أماكن التخييم ، مع توفر بعض الإسعافات الأولية البسيطة مثل مراهم الحروق والمطهرات الطبية وذلك للتدخل السريع عند حدوث أى حريق. 

    وتتضمن نصائح السلامة التي يتم تقديمها دائماً للمخيّمين ضرورة اختيار خيام مصنوعة من مواد مقاومة للحريق والحرارة والبرودة، كما يجب الامتناع عن التدخين في الأماكن التي يوجد بها مواد قابلة للاشتعال ويمكن حدوث حريق بها، بالإضافة إلى ضرورة إغلاق صمامات مواقد الغاز المحمولة بإحكام في حال عدم استخدامها، وتخزين صفائح الوقود بشكل آمن ، وإذا تواجد أطفال مع المخيمين ينصح بمتابعة الأطفال بشكل دائم أثناء مشاركتهم في الأنشطة الترفيهية المختلفة حرصاً على سلامتهم. وفى حال استخدام مشعل الفحم (الدوه) داخل الخيمة أثناء الجلوس وفي حال اليقظة يجب التأكد قبل ادخال المشعل للخيمة أن الفحم قد أصبح في حالة تجمر مع ترك فتحات فى الخيمة لدخول تيار الهواء بحيث يصبح الهواء داخل الخيمة متجددًا باستمرار ، وفي جميع الأحوال يجب إطفاء مشعل الفحم (الدوه) قبل النوم ، وإذا تواجد الأطفال في مناطق التخييم فيجب مراقبتهم باستمرار والتأكد من ابتعادهم عن مشعل الفحم أو أى مصادر أخرى للنار أو الحرارة العالية أو الأسطح الساخنة .