عيادة العيون بمستشفى حمد تستقبل حوالي 500 مريض جلوكوما شهرياً
** تزايد الوعي الصحي بمرض الجلوكوما يزيد من إقبال الجمهور على الرعاية الصحية للوقاية من الأمراض المسببة لفقدان البصر
الدوحة، 13 يناير 2020: أدّى تزايد الوعي الصحي حول ضرورة إجراء الفحوصات الدورية للعين بهدف الكشف المبكّر عن أمراض العين إلى زيادة في إقبال الجمهور في دولة قطر على الرعاية الصحية للوقاية من هذه الأمراض، وقالت الدكتورة زكية الأنصاري، استشاري الجلوكوما بقسم العيون بمستشفى حمد العام التابع لمؤسسة حمد الطبية أن عيادة أمراض العيون في مستشفى حمد العام تستقبل من 300 إلى 500 مريض شهرياً ممن يعانون من أشكال متعددّة من الجلوكوما (المياه الزرقاء) وهو من أهمّ الأمراض المسببة لفقدان البصر الدائم على مستوى العالم.
ويبذل قسم العيون بالمؤسسة الكثير من الجهد في سبيل رفع مستوى الوعي بصحة العين باعتبار أن الكشف المبكّر عن الجلوكوما والبدء في معالجته يحدّ من تفاقمه ويقي المريض من مخاطر فقدان البصر. ويحتاج المرضى المصابون بالجلوكوما الى العلاج طيلة حياتهم للمحافظة على البصر حيث أنه في غياب العلاج يمكن أن يتفاقم هذا المرض ليؤدّي في نهاية المطاف الى الفقدان التام للبصر، ونظراً لكون العديد من أنواع الجلوكوما لا تصاحبها في العادة أية أعراض ظاهرة فإن تشخيص هذا المرض يأتي عادة في مراحل متأخرة بعد أن تكون العين قد تضررت بالفعل.
وأوضحت الدكتورة الأنصاري بقولها : "الجلوكوما عبارة عن مجموعة من أمراض العين التي تؤدي إلى التلف التدريجي للعصب البصري والذي يعدّ العنصر الأساسي في عملية الإبصار، ولا تعرف على وجه التحديد مسببات هذه الحالة غير أنها غالباً ما ترتبط بنوع الجلوكوما التي يصاب بها المريض والمرحلة التي وصل إليها المرض ، وفي معظم الحالات المرضية لا يدرك المريض بأنه مصاب بالجلوكوما إلا بعد حدوث الضرر الذي لا يمكن علاجه، وعلى الرغم من أن الجلوكوما تعدّ من أهم مسببات فقدان البصر عادة لدى المرضى الذين يتجاوزون سن الستين إلا أن هذا المرض قد يصيب أي شخص بغض النظر عن الفئة العمرية، كما أن العديد من أشكال الجلوكوما لا تصاحبها أعراض ظاهرة ويكون أثرها في العادة تدريجياً تصعب معه ملاحظة التدني في القدرة على الإبصار إلى أن يصل المرض إلى مراحل متأخرة".
وأضافت الدكتورة الأنصاري:" إن فقدان البصر الناجم عن الإصابة بمرض الجلوكوما حالة لا يرجى شفاؤها لذا فإن من الضروري إجراء فحوصات دورية للعين تتضمّن قياس ضغط العين والذي يمكن من خلاله الإستدلال على وجود المرض والكشف المبكّر عنه ومعالجته بالطرق المناسبة وبالتالي يمكن تأخير الإصابة بفقدان البصر بل يمكن تفاديه كليّاً، ويتعيّن على الجميع إدراك حقيقة أن الجلوكوما من الأمراض الخطيرة التي تصيب العين وأن أكثر أنواع الجلوكوما انتشاراً لا يمكن تشخيصه إلا من خلال الفحوصات الشاملة للعين".
وأشارت الدكتورة الأنصاري إلى أن القطاع الصحي في دولة قطر قد قطع شوطاً طويلاً في نشر الوعي لدى الجمهور بأهمية إجراء الفحوصات الدورية للعين باعتبار ذلك يعدّ أكثر فعالية في الحفاظ على صحة العين ومنع الإصابة بفقدان البصر بسبب الجلوكوما.
وأفادت الدكتورة الأنصاري بأن قسم العيون في مؤسسة حمد الطبية قام بتطبيق تقنيات وأساليب تشخيصية متطوّرة تساعد في الكشف المبكّر عن مرض الجلوكوما والوقاية من فقدان البصر المرتبط به، وعلى الرغم من أهمية التقنيات المتطورة في التشخيص الصحيح لمرض الجلوكوما إلا أن الكشف المبكّر من خلال الفحوصات الدورية العادية يعدّ مهماً لوقف تفاقم المرض والمضاعفات المؤدية للإصابة بفقدان البصر.