استقبلت وحدة أمراض الغدة الدرقية بمؤسسة حمد الطبية منذ افتتاحها عام 2015 أكثر من 1200 مريض، وفي هذا الصدد يقول الدكتور/ محمد سالم الحسن رئيس جراحة الأورام بمؤسسة حمد الطبية ورئيس فريق أمراض الغدة الدرقية متعدد التخصصات:" أن هذا العدد يضم 681 حالة إصابة بأورام حميدة و 549 حالة إصابة بأورام خبيثة" مشيراً إلى تسجيل زيادة في عدد حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية الخبيث التي يتم تشخيصها سنوياً منذ تأسيس وحدة أمراض الغدة الدرقية.
وأوضح الدكتور/ الحسن قائلاً: "بلغ إجمالي عدد حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية التي تم تشخيصها خلال الفترة من 2015 إلى 2019 نحو 549 حالة جديدة، 20% منها لمرضى قطريين و 80% لمرضى غير قطريين، وقد تم تسجيل زيادة سنوية في أعداد المرضى الذين يتم تشخيص إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية. جدير بالذكر أن معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية في دولة قطر تماثل معدلات الإصابة بذات المرض في غيرها من الدول المتقدمة".
وأشار الدكتور/ الحسن إلى أن وحدة أمراض الغدة الدرقية قدمت في عام 2015 -الذي افتتحت فيه الوحدة -خدمات الرعاية الصحية لـ 101 مريض (يتألفون من 58 مصاب بأورام خبيثة و 43 مصاب بأورام حميدة)، وبعد مرور خمس سنوات زادت أعداد المرضى بمقدار أربعة أمثال، حيث استقبلت الوحدة 406 مريضاً في عام 2019.
وفي معرض حديثه عن سرطان الغدة الدرقية أوضح الدكتور/ الحسن أنه توجد أربعة أنواع رئيسية من سرطان الغدة الدرقية، أكثرها شيوعاً هو سرطان الغدة الدرقية الحُلًيمِي والذي تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة به، وأضاف بقوله: "يُعد سرطان الغدة الدرقية ثاني أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء في دولة قطر بعد سرطان الثدي، ويُعد سرطان الغدة الدرقية الحُلًيمِي أكثر أنواع سرطان الغدة الدرقية انتشاراً في دولة قطر يليه سرطان الغدة الدرقية الجُرَيبِي. يُعتبر سرطان الغدة الدرقية الحُلًيمِي من أنواع السرطان التي تنمو ببطء ويمكن عادةً الشفاء منها، على العكس من سرطان الغدة الدرقية الجُرَيبِي الذي يكون عادةً أكثر خطورة. وتُعد الإصابة بسرطان الغدة الدرقية الجُرَيبِي أقل انتشاراً بين الأطفال حيث ينتشر بصورة أكبر بين الفئات السنية الأكبر عمراً بالمقارنة مع سرطان الغدة الدرقية الحُلًيمِي".
الغدة الدرقية ،هي غدة صغيرة الحجم تأخذ شكل فراشة وتوجد أسفل الرقبة وتقوم بإفراز هرمون الثيروكسين وهرمون ثلاثي يود الثيرونين حيث تسهم هذه الهرمونات في تنظيم بعض وظائف الجسم مثل درجة حرارة الجسم، والحالة المزاجية، ومعدل نبضات القلب، والهضم. ويوضح الدكتور/ الحسن أن الغدة الدرقية تؤثر من خلال الهرمونات التي تفرزها تقريباً على جميع العمليات الاستقلابية (التمثيل الغذائي) بالجسم.
ترتبط الإصابة بسرطان الغدة الدرقية عادةً ببعض عوامل الخطورة مثل وجود تاريخ لتعرّض الشخص لمستويات عالية من الإشعاع أو وجود تاريخ للإصابة بهذا المرض بين أفراد العائلة أو تجاوز عمر 40 عاماً، وعلى الرغم من ذلك فإنه من الممكن أن يصيب هذا المرض العديد من الأشخاص دون توفر أي من عوامل الخطورة هذه. ويوضح الدكتور/ الحسن أنه من الممكن معالجة معظم حالات الإصابة بأمراض الغدة الدرقية على النحو الأمثل في حال تم تشخيصها بصورة صحيحة ومبكرة.
وختم الدكتور/ الحسن حديثه بالقول: "تتضمن خيارات علاج سرطان الغدة الدرقية الجراحة والعلاج باليود المشع والعلاج الهرموني، وفي بعض الحالات النادرة يتم اللجوء للعلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي".
-انتهى-