في إطار استعدادات القطاع الصحي لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي تستضيفها دولة قطر، نظّمت وزارة الصحة العامة مؤخراً،" مؤتمر قطر للصحة 2020"، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومستشفى سبيتار. ويعد "مؤتمر قطر للصحة 2020 "هو أول مؤتمر في قطر حول الرعاية الصحية خلال التجمعات البشرية الحاشدة.
ويسعى المؤتمر الذي عقد خلال الفترة من 16 إلى 18 يناير الجاري في فندق ومنتجع شيراتون الدوحة إلى تعزيز خبرات كوادر الرعاية الصحية فيما يتعلق بتقديم خدمات الرعاية الصحية خلال التجمعات البشرية الحاشدة، وذلك ضمن استعدادات القطاع الصحي لبطولة كأس العالم 2022 والتي تُعد من أكبر الفعاليات الرياضية حول العالم.
وقد حضرت سعادة الدكتورة /حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة، حفل افتتاح المؤتمر، وأوضحت سعادتها أن كافة شركاء القطاع الصحي يعملون معاً لضمان جاهزية القطاع بشكل كامل للاستجابة للمتطلبات الخاصة التي تصاحب استضافة الفعاليات الرياضية العالمية الكبرى.
وقالت سعادتها: "استضافت دولة قطر على مدار الأعوام القليلة الماضية عدداً من الفعاليات الرياضية العالمية الكبرى التي شهدت تواجد عشرات الآلاف من الجماهير في مكان واحد. يمكن لمختلف الفعاليات الجماهيرية بشكل عام أن تمثل عبئاً على الأنظمة الصحية. ولذلك فإننا نولي أهمية كبيرة لضمان الجاهزية التامة للقطاع الصحي بأكمله لهذه الفعاليات وضمان قدرة القطاع الصحي على الاستجابة بشكل مناسب لها".
وأضافت سعادتها: " تعتبر الرعاية الصحية للتجمعّات البشرية الحاشدة أحد المجالات الطبية الجديدة التي تركّز على المخاطر الصحية المترتبة على احتشاد الجماهير أثناء الفعاليات الكبرى، ويمثل تنظيم مؤتمر قطر للصحة 2020 جزءاً من جهودنا المستمرة لضمان جاهزية نظامنا الصحي وكوادر الرعاية الصحية لدينا لتقديم خدمات الرعاية الصحية اللازمة خلال فعاليات كأس العالم 2022 التي تستضيفها دولة قطر".
وقد وفّر مؤتمر قطر للصحة 2020 –وهو الأول من نوعه في قطر- للمشاركين فرصة للتعرّف بصورة أفضل على المبادئ التوجيهية لعملية التخطيط المسبق للفعاليات الجماهيرية، كما مثّل المؤتمر منبراً للتشجيع على بناء العلاقات التعاونية بين الكوادر المشاركة وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال الصحة العامة والأمن وإدارة الحشود. وبالإضافة لذلك، فقد أتاح المؤتمر الفرصة للاطلاع على آخر التطورات في مجال التخطيط للفعاليات الجماهيرية والاستعداد لها وذلك في إطار الجهود الرامية للاستعداد على نحو أمثل لبطولة كأس العالم 2022 في دولة قطر والمساهمة في إنجاحها.
من جانبه قال الدكتور/ عبد الوهاب المصلح –رئيس مؤتمر قطر للصحة 2020 ورئيس لجنة الرعاية الصحية ومكافحة المنشّطات في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022: "لقد ساهم قطاع الرعاية الصحية على مدار الأشهر الاثني عشر الماضية في دعم تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية الكبرى في دولة قطر، مثل بطولة العالم لألعاب القوى (الدوحة 2019) وكأس العالم للأندية لكرة القدم، حيث قدم القطاع الصحي لهذه الفعاليات مجموعة كبيرة من الخدمات عن طريق أقسام الطوارئ وخدمة الإسعاف في مؤسسة حمد الطبية وأطباء الرعاية الأولية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وخبراء الطب الرياضي من مستشفى سبيتار. لقد ساهمت هذه الفعاليات في تمكيننا من الاستجابة بشكل عملي لمتطلبات الفعاليات الجماهيرية الحاشدة ومن ثم تقييم هذه الاستجابة وقدراتنا المختلفة في هذا المجال مع مواصلتنا جهود الاستعداد لبطولة كاس العالم لكرة القدم 2022".
وأضاف الدكتور/ المصلح: "تناول هذا المؤتمر جانباً مهماً للغاية من عملية تقديم الرعاية الصحية، ونحن سعداء جداً بنتائج مؤتمر قطر للصحة 2020. لقد حضر فعاليات هذا المؤتمر المميز أكثر من 3000 مشارك معظمهم من مكوّنات قطاع الرعاية الصحية المختلفة في دولة قطر، وقد أتاح المؤتمر للمشاركين فرصة الاطلاع على مجموعة من المواضيع المرتبطة بالرعاية الصحية خلال الفعاليات الجماهيرية، مثل، مراقبة الصحة العامة، والتواصل الفعال خلال الأزمات والحالات الطارئة، وإدارة الحشود والبيئة المحيطة بهم، والوقاية من الأمراض المعدية، وكيفية إدارة عملية الاستجابة للحوادث الكبرى والحالات الطارئة، وتعزيز الصحة العامة".
ومن جانبها صرحت الدكتورة مريم عبد الملك – مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية قائلة : " إن الجهود المتكاملة بين جميع تخصصات القطاع الصحي لمواجهة جميع التحديات ، تعد البنية الأساسية للجهود المبذولة في مجال الرعاية الصحية الأولية ، حيث تعزز من قدرتنا على تقديم خدمات الرعاية الأولية الشاملة والفعالة للمواطنين والمقيمين على حد سواء. وهدفنا الأساسي هو ضمان توفير خدمات الرعاية الصحية. ولضمان ذلك، شملت التدابير التي اتخذناها فريقًا مدربًا ومتعدد التخصصات، ومجتمعًا واعيًا، ومرافق مجهزة وفي متناول الجميع بسهولة، ومُدرجة بشكل كامل في بيئة الرعاية الصحية الأولية."
وقد شهد المؤتمر إلقاء عدة محاضرات رئيسية من قِبل مجموعة من الخبراء الدوليين في مجال إدارة الرعاية الصحية للتجمعات البشرية الحاشدة وممثلين لدول سبق لها استضافة فعاليات كأس العالم مثل، روسيا والبرازيل. كما شارك في المؤتمر متحدثين بارزين من أشهر المؤسسات الأكاديمية والصحية الدولية ومتخصصين في مجال إدارة الكوارث من هيئات حكومية مختلفة.