الدوحة، 18 يناير 2020: افتتح مركز العظام والمفاصل التابع لمؤسسة حمد الطبية خلال شهر نوفمبر الماضي عيادة متعددة التخصصات الطبية لتقديم الرعاية الصحية الوقائية لمرضى العظام الذين يعانون من نزف الدم الوراثي (الهيموفيليا) والحدّ من مضاعفات الأمراض العضلية العظمية، و منذ افتتاح هذه العيادة التي تعدّ الأولى من نوعها في دولة قطر، قام المشرفون عليها بتقديم الخدمات الطبية التخصصية لما يزيد على 25 من هؤلاء المرضى، وهو ما يعني أن مرضى العظام الذين يعانون في الأساس من (الهيموفيليا) قد أتيح لهم الحصول على الرعاية الصحية المتكاملة التي تتناسب مع حالتهم الصحية عند زيارتهم لمركز العظام والمفاصل.
وفي إشارة إلى تمكّن مرضى (الهيموفيليا) من الحصول على الخدمات العلاجية لأمراض العظام التي يحتاجون إليها في موقع واحد، قال الدكتور/ محمد مبارك العتيق الدوسري، استشاري أول ورئيس قسم جراحة العظام ومدير مركز العظام والمفاصل في مؤسسة حمد الطبية:" الهيموفيليا من الأمراض المزمنة التي تلازم المريض طيلة حياته وتحتاج إلى المعالجة من قِبل فريق متعدد التخصصات الطبية ، وتنبع أهمية العيادة الجديدة التي تمّ استحداثها في مركز العظام والمفاصل من كونها توفّر للمريض الرعاية الصحية على يد فريق عمل ذا خبرة واسعة في معالجة الأمراض العضلية العظمية والأمراض المصاحبة لها في بيئة عالية التنظيم قلّما تتوفّر في مكان آخر".
من جانبه قال الدكتور/ حسن عزام أبو حجلة، الاستشاري المشارك لجراحة العظام في مركز العظام والمفاصل:" الهيموفيليا، مرض نادر يتمثّل في نزف دموي يعود إلى أسباب وراثية، وعندما يتعرض مريض الهيموفيليا للنزف فإن هذا النزف يحتاج إلى وقت أطول ليتوقّف ويرجع السبب في ذلك إلى اضطراب في بروتين تخثّر الدم لدى مريض الهيموفيليا، وتعتمد درجة الحالة المرضية على كمية العامل (8) والعامل (9) التي يحتويها دم المريض ويتم تصنيف حالات الإصابة بالهيموفيليا ضمن ثلاث فئات: الطفيفة، والمتوسّطة، والشديدة".
ويضيف الدكتور/ حسن أبو حجلة:" عندما يتعرّض مريض الهيموفيليا للنزف، بسب إصابة أو جرح في جسده، فإن هذا النزف يستغرق فترة زمنية طويلة نسبياً مقارنة بالشخص السليم، كما أن مريض الهيموفيليا قد يتعرّض للنزف الداخلي خاصة في مناطق الركبة والكاحل والمرفق (الكوع)، ويتعرّض مريض الهيموفيليا الشديدة عادة لنزف دموي تلقائي متكرّر في العضلات والمفاصل مما قد يؤدي إلى حدوث تلف في أعضاء وأنسجة الجسم وبالتالي فإن ذلك يشكل خطراً على حياته، ويعتبر التلف الذي يلحق بالعضلات والعظام والمفاصل من أهم المضاعفات المترتبة على مرض الهيموفيليا".
وأوضح الدكتور/ حسن أبو حجلة، أنه على الرغم من ندرة الإصابة بمرض الهيموفيليا والذي يبلغ معدّل الإصابة بالفئة (أ) منه ( 1- 10,000) والفئة (ب) منه (1-50,000) فإن غالبية المرضى البالغين المصابين يعانون من تغيّرات تنكّسية مزمنة (تآكل مزمن) في أجزاء رئيسية متعددة من الهيكل العظمي لديهم، لذا يتعيّن على هؤلاء المرضى مراجعة أطباء العظام للحصول على الرعاية الصحية الوقائية التي من شأنها تحسين حالتهم الصحية، منوّهاً إلى أن العيادة الجديدة تساعد مرضى الهيموفيليا في الاستفادة من الخطط العلاجية التي يتمّ وضعها بحيث تتناسب مع الحالة الفردية للمريض، كما أنها تقدّم لمرضى الهيموفيليا في دولة قطر خدمات رعاية صحية عالية الجودة تشمل تخصصات طبية متعددة من بينها طب العظام والعلاج الطبيعي جميعها في نفس الموقع .
وحول الحلول الطبية للمشاكل الصحية التي يعاني منها مرضى الهيموفيليا قال الدكتور أبوحجلة:" يعاني غالبية المرضى البالغين المصابين بالهيموفيليا الشديدة من تلف في مفاصل الركبة والكاحل و/ أو الكوع، وينجم عن التلف المزمن في هذه المفاصل آلام شديدة تؤثر على النشاطات اليومية للمريض وتحدّ من قدراته الحركية، وغالباً ما يكون الخيار الأمثل لحلّ هذه المشكلة هو الجراحة، وعلى الرغم من أن النتائج المشجعة للعمليات الجراحية التي أجريت للكثير من المرضى والتي أسفرت عن انخفاض في مستوى الألم لدى هؤلاء المرضى وتحسّن ملحوظ في النمط الحياتي لديهم، فإن الأساليب العلاجية الوقائية المتخصصة وجيّدة التنظيم يمكن أن تجنّب المريض الحاجة للعلاج الجراحي أو تؤخر الحاجة إليه."
السيد/ محمد رفيقي، أخصائي العلاج الطبيعي والمختص في رعاية مرضى العظام المصابين بالهيموفيليا، في مركز العظام والمفاصل قال:" يعتبر العلاج الطبيعي جزءاً لا يتجزأ من المسار العلاجي لمرضى العظام المصابين الذين يتعايشون مع الهيموفيليا. يقدم اختصاصيو العلاج الطبيعي تحت إشراف السيدة/ نورة المضاحكة –رئيس قسم العلاج الطبيعي بمستشفى حمد العام - العلاج للمرضى من خلال تحديد مستوى التدهور في وظائف المفاصل والمساعدة في تخفيف الألم وزيادة مدى أو نطاق الحركة للمفصل وزيادة قوته ومرونته".
وأضاف السيد/ محمد رفيقي:" يكون العلاج الطبيعي للكثير من المرضى الفرصة المثلى لاستعادة مستوى معقول من العمل الوظائفي لأعضاء الجسم ،علاوة على أنه يؤدي دوراً محورياً في إعادة تأهيل المريض بعد عملية العلاج، وبالنسبة لمرضى العظام الذين يعانون من الهيموفيليا هناك مقاييس يتمّ من خلالها تقييم حالاتهم وتحديد مدى تدني القدرات الوظائفية لديهم وبالتالي اتخاذ الإجراءات الوقائية في أسرع وقت ممكن تجنباً للمزيد من التدهور في أوضاعهم الصحية".