مع حلول فصل الشتاء
حمد الطبية تحذر من مخاطر التسمم بغاز أول أكسيد الكربون
علاج ما بين 70 إلى 100 حالة إصابة شهرياً خلال الشتاء الماضي في أقسام الطوارئ بمؤسسة حمد الطبية بسبب التسمم بغاز أول أكسيد الكربون
الدوحة، 22 نوفمبر 2020: حذر الدكتور جلال العيسائي-استشاري طب الطوارئ والسموم بمؤسسة حمد الطبية- الجمهور من مخاطر التسمم بغاز أول أكسيد الكربون جراء إشعال الفحم والحطب داخل المنازل، مؤكداً على زيادة حالات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون خلال فصل الشتاء؛ حيث تراوح عدد حالات الإصابة التي تم علاجها بأقسام الطوارئ بمؤسسة حمد الطبية خلال الشتاء الماضي بين 70 إلى 100 مريض شهرياً.
أضاف الدكتور العيسائي قائلاً:" إن التعرض لغاز أول أكسيد الكربون يعتبر المسبب الرئيسي لحالات التسمم غير المقصودة أكثر من أي عامل آخر، ومع الانخفاض النسبي في درجات حرارة الجو خلال أشهر الشتاء، تشهد أقسام الطوارئ لدينا زيادة كبيرة في أعداد المرضى الذين يعانون من التسمم بغاز أول أكسيد الكربون".
أول أكسيد الكربون هو غاز ليس له لون ، ولا رائحة، وغير مهيج ينتج عن الاحتراق غير التام للوقود الكربوني، يتواجد أول أكسيد الكربون في الأدخنة التي تنتجها الأفران، والمركبات، والمولدات المحمولة، والمواقد، والفوانيس، وحرق الفحم أو الحطب.
وشدد الدكتور العيسائي قائلاً:" من المهم جداً مع اقتراب حلول فصل الشتاء البارد أن يدرك الأفراد مخاطر التسمم بغاز أول أكسيد الكربون واتخاذ تدابير إضافية للوقاية؛ حيث يقوم البعض بحرق الفحم أو الحطب لتدفئة بيوتهم خلال أشهر الشتاء دون إدراك خطورة التسمم بغاز أول أكسيد الكربون. ومع الأسف، تحدث بعض حالات الوفاة سنوياً جراء التسمم بهذا الغاز وتحديداً استنشاق الدخان الناتج عن حرق الفحم والحطب في الأماكن المغلقة. كما أن هناك مصادر أخرى قد لا يكون الناس على دراية بها وتسبب التسمم بغاز أول أكسيد الكربون مثل تدخين الشيشة، حيث أن الفحم المستخدم لتسخين التبغ في الشيشة ينبعث منه كميات من غاز أول أكسيد الكربون والتي يحتمل أن تكون سامة".
وأضاف الدكتور/ العيسائي قائلاً: " إن التسمم بغاز أول أكسيد الكربون خطير للغاية لأن العلامات والأعراض يمكن أن تكون غير ملحوظة بشكل خاص وتتشابه إلى حد كبير مع أعراض الإنفلونزا ويمكن أن تظهر في صورة صداع خفيف، إحساس بالتعب، دوار، غثيان أو قئ، و ضيق في التنفس، تشوش الرؤية، وفقدان للوعي.
وتزداد خطورة أول أكسيد الكربون عندما يتراكم في الأماكن المغلقة تماماً أو المغلقة جزئياً بسرعة كبيرة، مما يكون من الصعب اكتشافه، وقد يموت الأشخاص النائمون جراء التسمم بأول أكسيد الكربون قبل ظهور الأعراض المرتبطة به".
أوضح الدكتور العيسائي أن جميع الأشخاص معرضون لخطر الإصابة بالتسمم ولكن هناك فئات أكثر عرضة للإصابة بهذا التسمم منها، النساء الحوامل، المواليد الجدد، الأطفال الصغار وكبار السن، وكذلك الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض الرئة والجهاز التنفسي، ومرضى القلب وفقر الدم".
وأشار الدكتور/ العيسائي قائلاً:" يمكن أن يتسبب التسمم بغاز أول أكسيد الكربون اعتماداً على درجة ومدة التعرض له لتلف دائم في الدماغ، و تلف بالقلب، وحتى الوفاة. يعتقد الكثير من الأشخاص المصابين بالتسمم الخفيف بغاز أول أكسيد الكربون أنهم مصابون بتسمم غذائي أو إنفلونزا وبالتالي يتجاهلون الأعراض. يمكن أن تبدأ أعراض التسمم بالظهور في غضون خمس دقائق من التعرض للغاز، ولكن قد تؤدي التركيزات المنخفضة للغاز إلى تأخير ظهور الأعراض. يجب على أي شخص يشتبه في إصابته بأعراض التسمم بغاز أول أكسيد الكربون أن يستنشق هواء نقي على الفور وطلب المساعدة الطبية الطارئة".
وشدد الدكتور العيسائي على ضرورة توخي الحذر عند التعامل مع المذيبات في الأماكن المغلقة، حيث من الممكن أن يتحلل كلوريد الميثيلين، وهو مذيب شائع يتواجد في مزيلات الطلاء والورنيش إلى أول أكسيد الكربون عند استنشاقه ويمكن أن يسبب التسمم بغاز أول أكسيد الكربون".
وبدوره يقدم الدكتور العيسائي بعض النصائح لتجنب التعرض لتسمم غاز أول أكسيد الكربون أهمها:" الامتناع عن تشغيل مولدات الطاقة التي تعمل بالبنزين داخل المنزل والأماكن المغلقة بما في ذلك الخيام ومقصورات التخييم، و الامتناع عن حرق الفحم والحطب داخل المنازل، إلا إذا كان ذلك في مدفأة مرخصة مخصصة لهذه الغاية، الامتناع عن استخدام أفران أو مواقد الطبخ لأغراض التدفئة واستخدام مواقد الغاز المحمولة في الأماكن المفتوحة فقط، ويفضل استخدام الأجهزة التي تعمل بحرق الوقود مثل أجهزة التدفئة، والأفران، وشوايات الفحم، ومواقد الطهي، وسخانات المياه، ومدافئ الحطب، والمولدات المحمولة، ومواقد الحطب في الأماكن ذات التهوية المناسبة. ويجب التحدث عند الشعور بعدم الأمان، حيث أنه من الضروري أن نتعاون جميعاً لرفع الوعي حول مخاطر التسمم بغاز أول أكسيد الكربون".