الدوحة، 28 نوفمبر 2020 – أطلقت مؤسسة حمد الطبية برنامجًا تدريبيًا وتثقيفيًا للمختصين في الرعاية الصحية في قطر للتوعية بالصحة النفسية وطرق تشخيص الاضطرابات النفسية. وقد تم تطوير البرنامج التدريبي المعتمد والذي يستمر لمدة يوم واحد من قِبل فريق خدمات الصحة النفسية وبدعم من مركز حمد الدولي للتدريب. ويستهدف هذا البرنامج التدريبي كافة اختصاصيي الرعاية الصحية حيث تم تصميمه لتزويدهم بفهم جيد للاضطرابات النفسية الشائعة وكيفية تشخيصها.
أوضح الدكتور خالد عبد النور - مدير مركز حمد الدولي للتدريب واستشاري أول طب الطوارئ- أن الالتزام بتطوير الخبرات في مجال الصحة النفسية بين اختصاصييّ الرعاية الصحية كان قائمًا منذ فترة وكان لتفشي فيروس كوفيد-19 دوراً في تحفيز عملية تقديم هذا البرنامج؛ حيث برزت أهمية الصحة النفسية كجزء من الرعاية الشاملة بشكل كبير هذا العام وأصبحت هناك حاجة ملِّحة لدعم تطوير المهارات ودعم صحة العاملين في قطاع الرعاية الصحية.
وأضاف الدكتور عبد النور قائلاً: "إن تعزيز المهارات والقدرات المهنية بين العاملين في القطاعين العام والخاص سيعود بآثار إيجابية على الموظفين وعلى النتائج الصحية للمرضى في قطر. إننا في مركز حمد الدولي للتدريب نفخر بالمشاركة في هذا التعاون الذي يعتبر هامًا جدا بالنسبة إلينا لإيماننا بأهمية تطوير المهارات والمعارف بين اختصاصيي الرعاية الصحية."
أنهى فريق من كوادر طب الطوارئ مكون من 200 موظف البرنامج التدريبي أوائل هذا الشهر ضمن جهود تعزيز المهارات بين الموظفين، فيما تهدف المؤسسة إلى تدريب كافة العاملين في خدمة طب الطوارئ والبالغ عددهم 1500 موظف مع نهاية الربع الأول من العام القادم 2021. وسيتم إدراج هذا البرنامج التدريبي ضمن سلسلة البرامج التدريبية المتاحة بمركز حمد الدولي للتدريب بدءًا من شهر يناير القادم 2021.
وقد تمت تجربة البرنامج بنجاح أوائل هذا العام بمشاركة مجموعة مختارة من كوادر اللجنة العليا للمشاريع والإرث ضمن الاستعدادات لاستضافة الفعاليات واسعة النطاق في قطر بهدف دعم تدريب الفرق المختصة العاملة في قطاعات حكومية مختلفة وتعزيز مستوى الوعي لديهم بالصحة النفسية والمهارات اللازمة لتشخيصها، لما لذلك من فائدة محققة للفعاليات مثل فعالية كأس العالم 2022.
من جانبها أكدت السيدة/ كاتيا وورويك سميث- قائدة البرنامج ومساعد المدير التنفيذي لتطوير الخدمات الإكلينيكية بخدمات الصحة النفسية التابعة لمؤسسة حمد الطبية أن البرنامج التدريبي يركز على أهمية التعلم الأكاديمي والمشاركة الفعالة التي صممت لدعم صحة ورفاهية المشاركين وقالت: "أردنا أن نضمن حصول المشاركين الذين ينهون هذا البرنامج على فهم جيد لمبادئ الصحة النفسية؛ حيث يتم تغطيتها خلال مجموعة من المواضيع التي تتضمن التوجهات نحو الصحة النفسية وخيارات العلاج ومهارات التواصل وأدوات التشخيص لبعض المشكلات الشائعة. وحتى نتمكن من مساعدة الآخرين، من المهم أن ندرك أيضا الصحة النفسية لدينا وأن نتعرف على التحديات التي قد نواجهها لذا قمنابالسماح للمشاركين بالتحدث عن أفكارهم وتمكينهم من مناقشة المواقف الصعبة التي قد يمرون بها خلال العمل، مما يضمن مساعدتهم في التعرف على كيفية تحديد الأعراض المشابهة عند الآخرين وتقديم المساعدة لهم."
يقدَّم التدريب عبر الإنترنت من قبل اختصاصيين في الصحة النفسية و وتضم الجلسة الواحدة 45 مشاركًا لضمان ٍفرصة كافية للحوار البنَّاء، ويحصل المشاركون في البرنامج على 5 ساعات معتمدة من قِبل المجلس القطري للتخصصات الصحية ضمن برنامج التطوير المهني المستمر.
من جانبه، أوضح الدكتور ماجد العبدالله-رئيس خدمات الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية- أهمية البرنامج في تطوير خبرات الصحة النفسية في قطر قائلاً: "يعد البرنامج فرصة رائعة لتعزيز مستوى الوعي والتدريب لدى كوادر الرعاية الصحية حول الصحة النفسية وبدورنا نتطلع لتمكين اختصاصيي الرعاية الصحية في دولة قطر وبدعم من مركز حمد الدولي للتدريب لحضور هذه الدورة التدريبية مقابل رسوم بسيطة لتغطية التكاليف الإدارية."
وأضاف قائلاً: "تأتي هذه المبادرة كمكمل لجهود تعزيز الصحة النفسية والتي تضمنت إطلاق خط المساعدة الوطني للصحة النفسية، والذي شهد ارتفاعًا في عدد المكالمات من جميع شرائح السكان لدينا على مدار الأشهر الماضية مع استمرار تأثير جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) على حياة الناس. وقد تم فحص حوالي 13000 متصل عبر الخدمة وتقديم الدعم لهم دون الكشف عن الهوية وإحالة الحالات التي تحتاج لمزيد من الرعاية إلى الاستشارة الطبية الشاملة."
تتوفر خدمة خط المساعدة للصحة النفسية عبر الاتصال المجاني على الرقم 16000 من الساعة 9 صباحًا حتى 5 مساءً من السبت إلى الخميس من خلال عدة لغات تحت إشراف فريق من المختصين في الصحة النفسية.
كما تأتي هذه البرامج مكملة للحملة الشاملة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية لعام 2020 تحت عنوان: "عساك بخير؟" والتي تتبناها وزارة الصحة العامة بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وسدرة للطب ومركز نوفر. وقد بدأت الحملة في شهر أكتوبر واستمرت خلال أسبوع قطر للرعاية الصحية في شهر نوفمبر.
