يقدم خدمات هي الأولى من نوعها في المنطقة
المركز الوطني لعلاج السمنة بمؤسسة حمد الطبية أحد أكبر مراكز علاج السمنة في العالم
الدوحة، 21 نوفمبر 2020: قال البروفيسور شاهراد طاهري –رئيس لجنة الأبحاث بالمعهد الوطني للسكري وأمراض الأيض واستشاري أول بالمركز الوطني لعلاج السمنة التابع لمؤسسة حمد الطبية – أن المركز قد واصل التوسع في خدماته العلاجية منذ افتتاحه عام 2017 ليصبح اليوم أحد أكبر مراكز علاج السمنة في العالم.
تم افتتاح المركز الوطني لعلاج السمنة لدعم أهداف الاستراتيجية الوطنية للصحة في دولة قطر ودعماً لالتزام دولة قطر بتوفير حلول فعالة ومبنية على الأدلة العلمية للوقاية من الأمراض المرتبطة بالوزن، حيث يقدم المركز رعاية صحية شاملة ومتعددة التخصصات للمرضى الذين يحتاجون متابعة طبية وتعديلات في نمط الحياة، وعلاجات إنقاص الوزن، والتنظير الداخلي".
وأردف البروفيسور طاهري بقوله: " قمنا بزيادة خدمات الرعاية المقدمة لمرضانا عاماً بعد عام، و بلغ عدد الزيارات العلاجية للمركز في العام الماضي ما يقرب من 12 ألف زيارة، وهو ما يجعل المركز الوطني لعلاج السمنة أحد أكبر المراكز من هذا النوع في العالم. كما قمنا بإطلاق خدمة مخصصة للمراهقين الذين تبلغ أعمارهم 14 عاماً فما فوق، وخدمة لرعاية المرضى ذوي الاحتياجات الخاصة".
وأوضح البروفيسور طاهري أن خطر السمنة بين فئة المراهقين لا يقتصر فقط على إمكانية التسبب في مشكلات صحية خطيرة، بل قد تتسبب السمنة أيضاً في مشكلات اجتماعية ونفسية للمراهقين، مشيراً إلى أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة يرجح عادةً أن يظلوا مصابين بالسمنة كأشخاص بالغين، ولذلك فإنهم يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالوزن التي تصيب البالغين مثل أمراض القلب، وداء السكري من النوع الثاني، والجلطة الدماغية، وأنواع عديدة من السرطان، والالتهاب المفصلي العظمي، وهو ما يزيد من أهمية الخدمة المقدمة للمراهقين.
الأشخاص الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 30 – وهو ما يقارب 30 رطلاً من الوزن الزائد – معرضون لخطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة. وبعد أن يدرك الشخص العوامل التي تساهم في زيادة الوزن يصبح بمقدور اختصاصي الرعاية الصحية المساعدة في تحديد أهداف إنقاص الوزن المناسبة له. وتعتبر الخدمة التي يوفرها المركز الوطني لعلاج السمنة للمراهقين هي برنامج إدارة الوزن الوحيد الذي يخضع للإشراف الطبي في دولة قطر والذي يلبي احتياجات هذه الفئة العمرية.
وأضاف البروفيسور طاهري قائلاً: "هناك أسباب متعددة للسمنة، من بينها عوامل مترابطة مثل العامل الوراثي، نمط الحياة، النظام الغذائي، والظروف الصحية للشخص مثل الإصابة بأمراض مزمنة، وكيفية استخدام جسم كل فرد للطاقة. قد لا يكون من السهل دائماً إدراك أهمية إجراء تغييرات على نمط الحياة اليومي والقيام بتنفيذ هذه التغييرات، إلا أن أعضاء فريقنا يتمتعون بخبرات كبيرة في مجالات إنقاص وإدارة الوزن، كما أن برامجنا قد تم تصميمها لتلبية الاحتياجات الفردية لكل مريض".
وأوضح البروفيسور طاهري أن المركز الوطني لعلاج السمنة قد أنشأ أيضاً عيادة جديدة متخصصة لعلاج داء السكري من النوع الثاني عن طريق تغيير نمط الحياة، وتعتمد هذه العيادة على نتائج دراسة علمية تم نشرها مؤخراً في مجلة "ذي لانسيت" المتخصصة في مجال السكري والغدد الصمّاء وهي مجلة طبية عالمية مرموقة.
خلصت الدراسة التي أجرتها فرق من المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بمؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والجمعية القطرية للسكري، وكلية طب وايل كورنيل في قطر، وموّلها الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي إلى أنه من الممكن عكس مسار الإصابة بسكري النوع الثاني لدى أكثر من 60% من المشاركين في الدراسة من خلال تغيير نظامهم الغذائي، وممارسة الرياضة والنشاط البدني، وتغيير عاداتهم السلوكية، دون اللجوء لاستخدام الأدوية أو لجراحات إنقاص الوزن".
وأثبتت هذه الدراسة البحثية أنه من الممكن عكس مسار الإصابة بداء السكري من خلال إدخال تعديلات على نمط الحياة وأن هذا المسار العلاجي يؤدي إلى نتائج أفضل من أدوية علاج السكري وجراحات إنقاص الوزن. يمثّل إنشاء هذه العيادات الجديدة المتخصصة لعلاج داء السكري من النوع الثاني عن طريق تغيير نمط الحياة إنجازاً في حد ذاته، حيث أنها تُعد الأولى من نوعها في المنطقة".
وأوضح البروفيسور طاهري أن الهدف من علاج السمنة هو الوصول إلى وزن صحي والمحافظة عليه، الأمر الذي يحسّن الحالة الصحية العامة للفرد ويقلل من خطر إصابته بالمضاعفات المرتبطة بالسمنة.
واختتم البروفيسور طاهري حديثه بالقول: "يستفيد السكان في دولة قطر من الطبيعة الفريدة لمركز علاج السمنة، حيث يمثل التثقيف الصحي حول السمنة عنصراً أساسياً من برامجنا، وهو ما يساعد العديد من المرضى على فهم حالاتهم بشكل أفضل والشعور بمزيد من القدرة على السيطرة على نمط حياتهم والالتزام بخطة العلاج. وقد جعل كل ما سبق من المركز الوطني لعلاج السمنة مركزاً رائداً في المنطقة في مجال تقديم أفضل رعاية ودعم لمرضى السمنة".