الدوحة: 1 يوليو2021: دعت مؤسسة حمد الطبية الأشخاص المصابين باضطرابات الدم النزفية إلى أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا (كوفيد-19)، وذلك تزامناً مع مواصلة المؤسسة جهودها لرفع الوعي بمرض الهيموفيليا وتثقيف المرضى وأسرهم بالأسباب، والأعراض، وخيارات العلاج المتاحة المتعلقة بهذا المرض.
تصف منظمة الصحة العالمية مرض الهيموفيليا على أنه اضطراب نزفي وراثي ينتج عن نقص جزئي أو كلي في عامل تخثر الدم الأساسي. يمكن أن تختلف درجة أعراض الهيموفيليا بين بسيطة، متوسطة إلى شديدة، وقد تكون حالات النزيف التلقائي المتكررة مهددة للحياة في حالة عدم الحصول على العلاج. تشمل الأعراض الشائعة لاضطرابات الدم النزفية على نزيف أنفي متكرر، ونزيف غير مبرر لا يمكن التحكم فيه، وظهور كدمات بالجسم.
يتم تصنيف مرض الهيموفيليا إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي: الهيموفيليا (أ): ناجم عن نقص في عامل التخثر رقم (8)، وهو النوع الأكثر شيوعاً، حيث أنه يمثل حوالي 80% من الحالات، و الهيموفيليا (ب): ناجم عن نقص في عامل التخثر رقم (9) ويعتبر اضطراب متنحي يرتبط بالجنس، حيث أنه أكثر شيوعاً عند الذكور منه لدى الإناث، و الهيموفيليا (ج): ناجم عن نقص في مستويات عامل التخثر رقم (11)، ويرتبط بالنزيف ولكنه يختلف عن الهيموفيليا (أ) و (ب) في مسبباته وخصائصه المتعلقة بالنزيف.
تظهر الدراسات العلمية أن 1 من بين كل 5000 من المواليد الذكور يكون مصاباً بالهيموفيليا (أ) أو (ب). تؤثر الهيموفيليا على كل من الذكور والإناث من كافة الخلفيات العرقية والإثنية، كما أن نحو 30% من مرضى الهيموفيليا (أ) الذين يتلقون علاج لعامل التخثر رقم (8) قد تظهر لديهم مثبطات توقف قدرة العلاج عن العمل.
من جانبه أوضح الدكتور/ أسامة الحمصي، رئيس قسم أمراض الدم والأورام بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، قائلاً:" عندما ينزف شخص غير مصاب بمرض الهيموفيليا، فإن المستويات الطبيعية بالدم لعامل التخثر، والذي يكون في شكل بروتين في الدم تعمل على تحفيز الدم للتخثر ووقف النزيف، ولكن في حالة الشخص المصاب بالهيموفيليا فإن مستويات عامل التخثر في الدم لديهم تكون منخفضة مما يؤدي إلى استمرار النزيف لفترة أطول بكثير".
وأضاف الدكتور/ الحمصي، قائلاً:" نقدم مجموعة متكاملة من الخدمات الخاصة برعاية مرضى الهيموفيليا، ويركز خبراؤنا على تشخيص وعلاج جميع أنواع اضطرابات الدم ، بما في ذلك الهيموفيليا، حيث أننا نعمل بصورة تعاونية مع زملائنا وشركائنا لضمان حصول مرضانا على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب، كجزء من التزامنا بتحسين صحة ورفاهية مرضانا".
بدوره قال الدكتور/ أحمد عبد العزيز باهي عبد الباري، صيدلاني إكلينيكي في مؤسسة حمد الطبية:" يكرس فريقنا جهوده لرفع الوعي ودعم الأشخاص المصابين بكافة الأنواع المختلفة من اضطرابات الدم في دولة قطر. يحتاج مرضى الهيموفيليا إلى الحصول على بروتين التخثر الناقص عن طريق الوريد مرة إلى ثلاث مرات أسبوعياً، لمنع حدوث نزيف في المفاصل والعضلات. ويتم حالياً اختبار علاج جيني للهيموفيليا من النوعين (أ) و (ب) مع التوصل لنتائج مبشرة شهدت تحقيق ارتفاع في مستويات عامل التخثر التي تعمل على منع النزيف التلقائي بعد أخذ حقنة واحدة فقط من هذا العلاج".
كما و أكد الدكتور/ أحمد عبد العزيز باهي، على أهمية الحفاظ على نمط حياة صحي مع اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة لتقوية جهاز المناعة و الحفاظ على إمدادات كافية من عوامل التخثر أثناء السفر إلى خارج دولة قطر لتجنب حدوث حالات نزيف طارئ أو علاجها حال حدوثها.
وأعرب الدكتور/ محمد أبو لبن، استشاري أول طب الأطفال، ورئيس قسم أمراض الدم عند الأطفال، عن دعمه للجهود التوعوية في هذا المجال لأهميتها في تثقيف أفراد المجتمع، والمرضى، و أسرهم حول هذا المرض، وزيادة فهمهم لكيفية التعامل مع النزيف في الحالات الطارئة.
واختتم الدكتور/الحمصي، حديثه قائلاً:" تتمثل إحدى أهم أولوياتنا خلال جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) في ضمان استعداد الأفراد للحصول على اللقاح المضاد للفيروس، حيث أننا نشجع الأفراد المصابين بالهيموفيليا على الحصول على التطعيم عندما تتاح الفرصة لهم نظراً لأن فيروس كورونا (كوفيد-19) لا يزال يشكل تهديداً على صحة السكان. يعتبر اللقاح المضاد لفيروس كورونا (كوفيد-19) آمن وفعال ولا توجد هناك مضاعفات مرتبطة بالتطعيم لمرضى الهيموفيليا".
يمكن للمرضى البالغين (16 عاماً وما فوق) الحصول على المساعدة و متابعة حالتهم الصحية في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان. بينما يمكن للمرضى الأطفال (أقل من 16 عاماً) المتابعة في عيادة الرعاية المستمرة للأطفال بمستشفى حمد العام أو سدرة للطب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمرضى الهيموفيليا الحصول على التقييمات المتخصصة بالعضلات والعظام في مركز العظام والمفاصل بمؤسسة حمد الطبية، ويتوجب على المصابين بالهيموفيليا زيارة أحد أقسام الطوارئ بمؤسسة حمد الطبية على الفور في حال وقوع حدث نزفي خطير وغير معتاد.
