الدوحة، 3 يوليو 2022: احتفل خط المساعدة الوطني لمرضى الزهايمر وضعف الذاكرة "راحة" في شهر مايو الماضي بالذكرى السنوية الثانية لإطلاقه. وقد شهدت هذه الخدمة على مدار العامين الماضيين تطوراً هائلاً لتصبح مورداً أساسياً للأسر التي ترعى شخصاً يعاني من فقدان الذاكرة أو تدهور في القدرات المعرفية نتيجة الإصابة بمرض الزهايمر أو أحد الأمراض الأخرى. وقد تم إطلاق خط المساعدة "راحة" في شهر مايو من عام 2020 في إطار التزام استراتيجي بتحسين الرعاية المقدمة للأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة المرتبط بمرض الزهايمر أو غير المرتبط به.
من جانبها أوضحت الدكتورة هنادي الحمد، قائد أولوية شيخوخة صحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 ورئيس قسم طب الشيخوخة والرعاية المطوّلة بمؤسسة حمد الطبية، مدى الحاجة لهذه الخدمة وقالت: "يمكن أن يمثل فقدان الذاكرة والخرف – وخاصةً مرض الزهايمر وهو أكثر أشكال الخرف شيوعاً – تحدياً كبيراً للأشخاص المصابين به ولمن يقوم على رعايتهم، والذين غالباً ما يكونون من أفراد الأسرة".
وأوضحت الدكتورة هنادي الحمد أنه قد تم اختيار اسم "راحة" لخط المساعدة بما يعكس الهدف من إنشائه، وقالت: "إن الحصول على رعاية مهنية متخصصة وحانية هو أمر بالغ الأهمية للأسر. لقد مثلت خدمة "راحة" شريان حياة حقيقي لكثير من الأفراد، وخاصةً أثناء جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19). ومنذ إنشاء خط المساعدة وحتى الآن، تمكن الفريق من إدارة أكثر من 5000 اتصال هاتفي مع المرضى ومقدمي الرعاية لهم".
وأشارت الدكتورة هنادي الحمد، وهي أيضاً قائد بالمرصد العالمي لمرض الخرف والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل بمؤسسة حمد الطبية، إلى أن إنشاء خط المساعدة كان أحد النتائج الاستراتيجية للخطة الوطنية للخرف في عام 2018، وأضافت قائلة: "تتمثل رؤية خطة قطر الوطنية للخرف في تقديم الرعاية والدعم للمصابين بالخرف ومقدمي الرعاية لهم وأسرهم لتمكينهم من العيش باحترام واستقلالية ومساواة. وقد تمثلت إحدى الطرق المهمة بالنسبة لنا لتحقيق ذلك في إنشاء خط مساعدة يضمن سرية وخصوصية المتصلين ويعمل به كوادر رعاية صحية متخصصة في هذا المجال لتقديم رعاية حانية للمرضى. تُعد دولة قطر هي الدولة العربية الأولى التي تضع خطة وطنية للخرف، ويعزز تنفيذ هذه المبادرة التزام دولة قطر بتقديم أفضل الممارسات المعتمدة لرعاية مرضى الخرف ".
تم إنشاء خط المساعدة من قِبل قسم طب الشيخوخة والرعاية المطوّلة بمؤسسة حمد الطبية تحت إشراف وتوجيه الدكتورة هنادي الحمد. وفي هذا الصدد تقول الدكتورة هنادي: "تتواجد كوادر الرعاية الصحية المتخصصة لدينا لتقديم الدعم عبر الهاتف ومساعدة الأفراد على فهم الأعراض المحتملة التي قد يعانون منها والترتيب لإجراء تقييم متخصص لحالاتهم. وبمجرد أن يتم التشخيص، يمكن للمرضى ومقدمي الرعاية لهم الاتصال بخط المساعدة للحصول على المساعدة في إدارة الحالة المرضية وتخفيف آثارها".
بدورها قالت الدكتورة برافيجا مانيكوث، استشاري الطب النفسي للمسنين بمؤسسة حمد الطبية: "يوفر خط المساعدة "راحة" خدمة تضمن السرية والخصوصية للمتصلين، وهي خدمة مخصصة للأفراد فوق عمر 60 عاماً الذين لديهم مخاوف بشأن ذاكرتهم وأيضًا للأسر ومقدمي الرعاية الذين لديهم مخاوف أو استفسارات بشأن احتمالية تعرض أحد أفراد الأسرة لمشاكل في الذاكرة. يقدم خط المساعدة "راحة" أيضًا الدعم للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالخرف ولمقدمي الرعاية لهم، حيث نعمل على طمأنتهم أنهم ليسوا وحدهم في هذه الرحلة وأننا سنقدم لهم كل ما يمكننا من دعم ومساعدة".
وأضافت قائلة: "يتولى فريق متعدد التخصصات يجيد أعضاؤه أكثر من لغة ويضم أطباء شيخوخة وأطباء نفسيين لكبار السن واختصاصيي علم نفس وكوادر تمريض متخصصة تقديم الدعم للمتصلين الذين يتصلون بخط المساعدة، ويقوم أعضاء الفريق بالاستماع للمتصلين ثم توجيههم إلى الخدمة المناسبة لهم أو يقدمون لهم إرشادات لمساعدتهم على التغلب على التحديات التي قد يواجهونها فيما يتعلق بهذه الحالة".
يتمثل الهدف الثانوي لخط المساعدة "راحة" في رفع الوعي العام حول مرض الخرف وفقدان الذاكرة وخدمات الرعاية ذات الصلة بهما. ويمكن الاتصال بهذا الخط على الرقم 40262222 من الساعة 8 صباحاً حتى 3 مساءً من الأحد إلى الخميس.
وقد نظّم الفريق المشرف على خط المساعدة "راحة" احتفالاً مع الموظفين ومقدمي الرعاية بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لإنشاء هذه الخدمة الناجحة والمهمة.
ويعرّف مرض الزهايمر ومرض الخرف بمختلف أنواعه على أنه مجموعة من الأعراض التي قد تتضمن اضطرابات في الذاكرة والتفكير والإدراك والقدرة على فهم المعلومات، ويمكن أن تؤثر أيضاً على لغة الشخص وقدرته على اتخاذ القرارات. وبالإضافة لذلك فقد ينجم عن الإصابة بالزهايمر أو الخرف تغيرات في سلوك الفرد وقد تزيد حدة الأعراض لدرجة تؤدي إلى الحدّ من قدرة المصاب على أداء أنشطته اليومية.