• 02/11/2023
    ​الدوحة، 29 أكتوبر 2023: تجاوزت خدمات السكتة الدماغية في مؤسسة حمد الطبية المعايير الدولية لجودة الرعاية الصحية حيث حققت بنجاح علاج 69% من مرضى السكتة الدماغية الحادة في غضون 60 دقيقة من وصولهم إلى قسم الطوارئ، وهو ما يتجاوز المعيار الدولي الذي يحقق علاج 50% فقط من المرضى خلال 60 دقيقة.

    وقال الدكتور/ أحمد محمد عبدالله عون، رئيس معهد العلوم العصبية بمؤسسة حمد الطبية:" تعتبر السرعة التي يتم بها تقديم العلاج لمرضى السكتة الدماغية أمراً حيوياً وهاماً لتحقيق نتيجة ناجحة. تؤدي السكتة الدماغية إلى تقييد تدفق الدم بشكل كامل أو جزئي في الدماغ مما يتسبب  في إتلاف خلايا الدماغ بحيث لا يمكنها العمل بصورة صحيحة، كلما تمكنا من تقديم العلاج بشكل أسرع بعد الإصابة بالسكتة الدماغية كلما زادت فرص الشفاء، وكلما زاد الوقت بين حدوث السكتة الدماغية والتدخل الطبي كلما زاد الضرر الذي يمكن حدوثه."

    وأوضح الدكتور/ عون حديثه، قائلاً:" لقد ساهمت الطبيعة متعددة التخصصات لخدمات السكتة الدماغية بحمد الطبية بشكل كبير في ضمان حصول المرضى في دولة قطر على رعاية صحية آمنة، وحانية وفعالة. يمثل الفريق الشامل المشارك في علاج كل مريض بالسكتة الدماغية الأساس في تقديم الرعاية متعددة التخصصات التي يتلقاها المرضى. يقدم كل من أطباء الأعصاب، والأطباء الممارسين، وخدمات الطوارئ الطبية، وفريق قسم الطوارئ، والأشعة، وجناح السكتة الدماغية، والكادر التمريضي الخاص بالسكتة الدماغية، والمتخصصين في المجالات الصحية المساندة، وفريق إعادة التأهيل، وأخصائيي التمريض السريري للسكتة الدماغية والمتدربين خبراتهم في تصميم خطط العلاج للمرضى وفقاً للاحتياجات الفردية لكل مريض."

    وصرح الدكتور/ عون، قائلاً:"نقوم في اليوم العالمي للسكتة الدماغية والذي يصادف 29 أكتوبر برفع مستوى الوعي بالسكتة الدماغية، والتعريف  بطرق الوقاية منها والعلاجات المتوفرة، وضمان تقديم رعاية ودعم أفضل للناجين منها، حيث أن السكتة الدماغية لا تزال المسبب الرئيسي الثاني للوفاة في جميع أنحاء العالم والسبب الرئيسي الثالث للإصابة بالعجز". 

    وأشار الدكتور/ عون إلى أنه تم علاج حوالي 2500 مريض يشتبه في إصابتهم بالسكتة الدماغية في قسم الطوارئ بمؤسسة حمد الطبية، حيث أن واحداً من بين كل أربعة أشخاص سيصاب بالسكتة الدماغية في مرحلة من حياته. ويمكن الوقاية من 90% من هذه السكتات الدماغية عن طريق إدارة عدد صغير من عوامل الخطر والتي تتضمن ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب (الرجفان الأذيني)، والتدخين، وسوء التغذية ، وعدم ممارسة التمارين الرياضة. وأكد قائلاً:" نحن ندعم هذا العام مجتمع السكتة الدماغية العالمي من خلال تركيز الاهتمام على السكتة الدماغية والحالات أو العادات المزمنة التي يمكن أن تعرض الشخص لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية."

    ومن جانبه سلط الدكتور/ نافيد أخطر، رئيس خدمات السكتة الدماغية في مستشفى حمد العام، واستشاري أول طب الأعصاب الضوء على الحالات والعادات المزمنة التي تشكل عوامل خطر للإصابة بالسكتة الدماغية والتي تشمل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وسوء التغذية، ونمط الحياة الخامل والتدخين، قائلاً:"يؤثر ارتفاع ضغط الدم على حوالي نصف عدد الأشخاص في العالم وغالباً لا يكون له أي أعراض ملحوظة. ترتبط أكثر من نصف السكتات الدماغية بارتفاع ضغط الدم. يمكن لفحص ضغط الدم البسيط أن يحدد ما إذا كان الشخص يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، ويمكن لأخصائي الرعاية الصحية أن يقدم المشورة فيما يتعلق بإدارة حالة المريض من خلال إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة أو استخدام الدواء المناسب."

    وأوضح الدكتور/ أخطر، قائلاً:" يساهم مرض السكري من النوع الأول أو الثاني أو سكري الحمل في تصلب الشرايين مما يزيد من خطر تجلط الدم أو حدوث تمزق في الأوعية الدموية. كما أنه من المرجح أيضاً تعرض الأشخاص المصابين بالسكري لعدد من عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والمتمثلة في السمنة، وسوء التغذية، والخمول، وارتفاع نسبة الكوليسترول. كما أن تدخين منتجات التبغ تزيد أيضاً  من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، حيث أن الشخص الذي يدخن 20 سيجارة في اليوم هو أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بست مرات مقارنةً  بالشخص غير المدخن. وينصح بالإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخناً وهذا سيقلل من خطر إصابتك بالسكتة الدماغية ومجموعة من الأمراض الأخرى، وإذا كنت تعيش مع شخص غير مدخن، فإن إقلاعك عن التدخين سيقلل من خطر إصابته هو أيضاً بالسكتة الدماغية."

    من جهته سلط الدكتور/ أسامة العلمي،  رئيس قسم الدماغ والأعصاب بمستشفى حمد العام الضوء على ست حقائق رئيسية حول علاج السكتة الدماغية والمتمثلة في التشخيص المبكر للسكتة الدماغية، والحصول على العلاج بسرعة، واستخدام أدوية إذابة الجلطات (منشط مولد البلازمين النسيجي أو دواء تحلل الخثرات) أو إجراء عملية سحب الجلطه باستخدام  القسطره، وإعادة التأهيل، ومنع تكرار حدوث السكتة الدماغية من خلال تناول أدوية خفض ضغط الدم والكوليسترول، والعلاجات المضادة للصفيحات، ومنع تخثر الدم في حالة الرجفان الأذيني، والجراحة أو الدعامات للمرضى الذين يعانون من ضيق شديد في الشريان السباتي. 

    واختتم الدكتور/ العلمي حديثه قائلاً:" أصيب حوالي 80 مليون شخص حول العالم بالسكتة الدماغية . ويمكن للسكتة الدماغية أن تؤثر على طريقة تفكير الشخص وكلامه وحركته وشعوره. يعيش العديد من الناجين بقية حياتهم مع شكل من أشكال العجز أو الضعف الذي يسبب تحديات عملية وعاطفية ومالية، ولكن يمكن للناجين من خلال الحصول على خدمات إعادة التأهيل والدعم المتخصص التعافي أو العثور على "طبيعتهم الجديدة" والاستمتاع بالحياة. كما يمكن لإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسكتة دماغية أخرى. تتضمن هذه التغييرات تناول الطعام الصحي والمفيد، وممارسة التمارين الرياضية، والامتناع عن التدخين، وإدارة التوتر، والحد من استهلاك الكحول."