• 21/02/2024

    الدوحة،21 فبراير 2024: أجريت في مؤسسة حمد الطبية دراسة بحثية حول مستوى الوعي بين العاملين في مجال الرعاية الصحية بالمؤسسة بأهمية الحدّ من مخاطر الإصابة بالخرف ، وقد أجريت الدراسة تحت إشراف الدكتورة هنادي الحمد، نائب رئيس الرعاية طويلة الأجل وإعادة التأهيل ورعاية أمراض الشيخوخة ومسؤول الخدمات العلاجية والخدمة الاجتماعية بمؤسسة حمد الطبية وذلك على مدار النصف الثاني من عام 2023، وتم نشرها في مجلة لانسيت الطبية الشهيرة ، وقد أظهرت الدراسة أن نحو 76٪ من كوادر الرعاية الصحية المشاركين في هذه الدراسة يعتقدون أن مرض الخرف يمكن الوقاية منه، كما اختار أكثر من 75% من المشاركين بالدراسة الحدّ من خطر الإصابة بمرض الخرف كأولوية قصوى لخطة قطر الوطنية لبحوث الخرف .

     تم إجراء هذه الدراسة الاستقصائية الشاملة بين كوادر الرعاية الصحية في مستشفيات ومرافق رعاية متعددة، وغطّت الدراسة عدة موضوعات بما في ذلك مستوى الوعي حول إمكانية الوقاية من الخرف، ومدى الاهتمام بالحصول على معلومات حول العوامل المرتبطة بنمط الحياة اليومي التي تؤثر على صحة الدماغ، ومستوى الوعي بالعوامل الديموغرافية المرتبطة بمرض الخرف، ومستوى الوعي حول خدمات عيادات الذاكرة، وسنوات الخبرة المهنية للكوادر المشاركة في المسح ونوع المرافق التي يعملون بها، ومستوى الوعي بعوامل الخطورة المرتبطة بالإصابة بالخرف ومصادر المعلومات حول مرض الخرف.

    من جانبها قالت الدكتورة/ هنادي الحمد وهي أيضاً رئيس المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية في مجال الشيخوخة الصحية والخرف بمؤسسة حمد الطبية: "يُمثل مرض الخرف تحدياً صحياً كبيراً على مستوى العالم، وهذه دراسة ضمن سلسلة من الدراسات البحثية التي أجراها فريقي لاستكشاف مدى الحاجة إلى رفع مستوى الوعي العام حول ممارسات الحدّ من مخاطر الإصابة بالخرف، والتوعية بتدابير الوقاية من هذا المرض وكيفية الحصول على الخدمات المتخصصة في هذا المجال بدولة قطر. أظهر المشاركون مستوى متوسطاً من المعرفة بعوامل الخطورة المختلفة المرتبطة بالإصابة بالخرف، مثل ارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، وتناول الكحوليات، ومستوى التعليم، والتدخين، وإصابات الرأس، وقلة النشاط البدني. ومع مواصلتنا إجراء حملات داخلية وخارجية سنوياً للتوعية بمرض الزهايمر، فقد أظهر هذا البحث أن هناك حاجة إلى مزيد من التوعية المستهدفة للموظفين".

    كان معظم المشاركين في المسح الاستقصائي يتمتعون بخبرة مهنية لأكثر من عشر سنوات وشغلوا وظائف متنوعة، إذ تضمنت الفئات المشاركة كوادر المهن الصحية المساندة وكوادر تمريضية وأطباء بمرافق رعاية الحالات الحادة والعيادات الخارجية ومرافق الرعاية المطوّلة.

    بدوره أوضح الدكتور/ بريجيش ساثيان، وهو باحث في إدارة طب الشيخوخة والإقامة المطوّلة بمؤسسة حمد الطبية ، أن نتائج المسح تشير إلى أن العديد من كوادر الرعاية الصحية (76٪ من المشاركين) يعتقدون أن مرض الخرف يمكن الوقاية منه، بينما أظهر 87.4٪ من المشاركين بالمسح اهتماماً قوياً بالحصول على معلومات حول العوامل المرتبطة بنمط الحياة التي تؤثر على صحة الدماغ وخطر الإصابة بمرض الخرف، كما اختار أكثر من 75% من المشاركين بالمسح الحدّ من خطر الإصابة بمرض الخرف كأولوية قصوى لخطة قطر الوطنية لبحوث الخرف.

    وأضافت الدكتورة/ هنادي قائلة: "من المهم للغاية فهم تصورات متخصصي الرعاية الصحية حول مرض الخرف ومستويات الوعي به، والعوامل التي قد تعوق الوقاية منه لتصميم البرامج التوعوية والتثقيفية وتخصيص الموارد لتعزيز نشر المعلومات الصحيحة حول الخرف وتشجيع أفراد الجمهور وكوادر الرعاية الصحية على تطبيق تدابير الوقاية منه. ونظراً لعدم توفر علاجات فعالة للشفاء من مرض الخرف، فإن الجهود الرامية إلى الحدّ من الزيادة المتوقعة في حالات الإصابة بالخرف يجب أن تركز على الوقاية من المرض من خلال التدخلات التي تستهدف عوامل الخطورة القابلة للتغيير".

    تهدف برامج التثقيف المنتظمة إلى تعزيز المعرفة لدى الأفراد والكوادر الإكلينيكية وغير الإكلينيكية حول ممارسات التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى تزويد كوادر الرعاية بمصادر محددة للمعلومات، مثل جمعيات الزهايمر المتخصصة والبرامج التدريبية بعيادة الذاكرة في مؤسسة حمد الطبية، بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني الخاص بالشيخوخة الصحية https://www.hamad.qa/AR/your%20health/Healthy-Ageing/Pages/default.aspx.

    تُعد المعلومات المستقاة من هذه الدراسة البحثية مهمة للغاية للتخطيط لقطاع الصحة العامة، وخاصةً من حيث زيادة توافر الموارد اللازمة لدعم الأفراد المصابين بالخرف ومقدمي الرعاية لهم. كما أن الزيادة المتوقعة في عدد الأشخاص المصابين بالخرف - والتي ترجع إلى حدٍ كبير إلى النمو السكاني وارتفاع متوسط العمر- تؤكد الحاجة المُلحة لتعزيز جهود البحث العلمي التي تركز على اكتشاف العلاجات التي تستهدف هذا المرض، واستكشاف المزيد من التدخلات العلاجية الفعالة من حيث التكلفة والمزيد من عوامل الخطورة القابلة للتغيير بهدف الوقاية من المرض أو تأخير الإصابة به.