أصبحت ثلاث ممرضات من ممرضاتنا مؤخراً بطلات خارقات لقيامهن بإنقاذ أحد المقيمين في الدوحة من الموت المفاجئ أثناءتواجدهن على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الهندية، بعد ساعة واحدة من إقلاع رحلتهم من مانجالور إلى الدوحة.
وكانت الممرضات-شالي كيه. فيليبوس من إدارة الطوارئ، وزينيث سالدانها من خدمة التمريض الخاصة، وساريثا بييريرا من خدمة الصحة النفسية، قد سافروا معاً من الهند إلى قطر عندما تم الإعلان عن طلب عاجل للممارسين الطبيين على متن الطائرة من غرفة القيادة، وعلى الرغم من عدم توفر المعدات الطبية لديهن، إلا أن التدريب المهني عالي الكفاءة الذي يتمتعن به وحرصهن على مساعدة الآخرين تحركت الممرضات وبدأن تدخلاً سريريًا عاجلاً لإسعاف الراكب البالغ من العمر 63 عامًا، والذي كان فاقدا للوعي في ذلك الوقت.
"لقد مرت ساعة واحدة على الرحلة عندما صدر من غرفة القيادة نداءً يدعو إلى مساعدة عاجلة لراكب مريض. حيث كان فاقداً للوعي عندما رأيناه لذا، حاولنا إبقائه في وضع مائل من أجل الحفاظ على مجرى الهواء مفتوحاً ومنعه من الاختناق بلعابه نظراً لعدم وجود أداة لتزويده بالأنابيب اللازمة".
كما روت الممرضات كيف كافحن لإبقائه على قيد الحياة من خلال إجراء الإنعاش القلبي الرئوي للمريض بمساعدة راكب آخر غير مختص في مجال الرعاية الصحية.
"لقد تمكنا فقط من إجراء الإنعاش القلبي الرئوي للمريض لاستعادة نبضه مرة أخرى مع منحه أيضاً الأكسجين من أجل إبقائه على قيد الحياة. لم نتمكن من فعل أكثر من تدليك صدره لتحفيز تنفسه لأنه لم تكن لدينا معرفة بتاريخه الطبي ولم نتمكن من إعطائه أي أدوية. وعندما استعاد وعيه في مرحلة ما (لأنه فقد الوعي مرة أخرى قبل هبوط الطائرة)، تمكن من إبلاغنا بأنه مصاب بالسكري وارتفاع ضغط الدم. لذا، أعطيناه كمية قليلة من السكر للاشتباه في أنه قد يعاني من انخفاض السكر في الدم. لقد ساعدنا معرفة تاريخه المرضي في التوصل إلى أفضل تقدير لخطورة حالته، لذلك طلبنا هبوطاً اضطراريًا في أقرب مطار بحيث يمكنه الحصول على الرعاية الطبية اللازمة بشكل سريع. وبفضل الله، اتبع الطيار نصيحتنا وهبط بنا في مسقط حيث كانت هناك سيارة إسعاف في انتظار نقله إلى المستشفى".
على الرغم من أن الرحلة من مانجالور إلى الدوحة، كان من المفترض أن تستمر لمدة ثلاث ساعات فقط، إلا أنها استغرقت مع جهود الممرضات ما يصل إلى سبع ساعات للعودة إلى الدوحة. ومع ذلك، شعرت الممرضات بسعادة كبيرة لأنهن تمكنّ من المساعدة في إبقاء الراكب المريض على قيد الحياة على الرغم من حالته الخطيرة.
"لم نشعر بتأخير الرحلة لأننا كنا منشغلين طوال الوقت للتأكد من أن المريض لا يزال بخير مع الحرص على عدم تركه بمفرده وتأمينه حتى لا يفقد الوعي أثناء هبوط الطائرة لنقله إلى المستشفى.
وقالت السيدة/ نادية العنزي المديرالتنفيذي لخدمات التمريض الخاصة وخدمات الرعاية الصحية المنزلية: "نحن فخورون جداً بممرضاتنا لإظهارهن هذه الشجاعة والتعاطف في هذا الوضع الصعب للغاية. إن احترافهن، إلى جانب التزامهن بالقيام بكل ما في وسعهن للمساعدة في إنقاذ المريض، أمر جدير بالثناء. ويعكس هذا السلوك المهني والرعاية العمل الجاد والأخلاق الشخصية لممرضاتنا العاملات في مؤسسة حمد الطبية".
وعندما وصلت الممرضات إلى الدوحة، استقبلهن ابن المريض الذي أبلغهن بأن والده يستجيب بشكل جيد للعلاج في مستشفى مسقط.
يذكر أن فيليبوس، والتي من المقرر أن تعود قريباً إلى الهند بشكل نهائي، قد خدمت بمؤسسة حمد الطبية لمدة 14 عاماً في حين تعمل سالدانا بمؤسسة حمد منذ 13 عاماً وتعمل بيريرا منذ سنة واحدة.