• 07/03/2023

    د.دربالة: أصحاب حالات الكبد المستقرة يستطيعون الصيام دون مضاعفات محتملة

    **المرضى خلال السنة الأولى بعد اتمام زراعة الكبد لا يمكنهم الصوم لأسباب طبية

    أكد الدكتور معتز دربالة- استشاري أول الجهاز الهضمي وأمراض الكبد بمؤسسة حمد الطبية ، أن غالبية مرضى الكبد من ذوي الحالات المستقرة يستطيعون صيام رمضان من دون مضاعفات محتملة . ولكنه أوضح أيضًا بعض الحالات التي يتعين على المريض فيها عدم الصوم حفاظاً على صحته مثل : مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد ، و مرضى دوالي المرئ ، والاستسقاء ، و الغيبوبة الكبدية.

    وحول تصنيف مرضى الكبد بالنسبة للصوم، قال د.معتز : "هناك حالات مرضية حادة مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد من الأنواع أ، ب،ج. فهؤلاء يمتنع عليهم الصوم والرخصة الشرعية هنا تمنع الصوم . أما بالنسبة للحالات المزمنة المستقرة فيمكنهم الصوم مثل حالات الفيروس أو الالتهاب الكبدي أو الخلل في وظائف الكبد أو المصابين بدهون على الكبد ؛ فهؤلاء المرضى إذن يمكنهم الصوم وربما كان الصوم مفيداً لهم حيث يفيد بحرق هذه الدهون" .

    ويضيف قائلاً :" أما أصحاب الحالات المزمنة ولكنها في درجات متأخرة من المرض مثل مرضى دوالي المرئ والاستسقاء والغيبوبة الكبدية و مرضى الكبد المزمن المصحوب بمرض السكري فهؤلاء يستحب لهم الإفطار من الناحية الطبية . ولدينا مجموعة أخرى من المرضى وهم الغالبية مثل مرضى الخلل المناعي للكبد و أمراض الكبد الوراثية وأمراض كبدية منذ الطفولة ومصابي فيروس الكبد ب،ج ، فهؤلاء يمكنهم الصوم ولكن بعد استشارة الطبيب المعالج أولاً".

    ويوضح د.دربالة العادات الغذائية التي ُينصح بها مريض الكبد في رمضان قائلاً : "من المهم اختيار نوعية الأطعمة التي لا تضر بصحة مريض الكبد ولعل رمضان فرصة لتنظيم مواعيد الغذاء والوجبات ، ولذا ننصح المريض الصائم أن يبدأ فطوره بمشروب سكري خفيف ومن ثم يصلي المغرب ثم يعود لتناول إفطاره ، وننصح أن تشتمل الوجبة على النشويات والسكريات والبروتينات ، وتقل بها كمية الدهون للحد الأدنى وخاصة لمرضى الدهون على الكبد ، كما يفضل أن تحتوي الوجبة على الفواكه لتمده بالسكريات مع شرب السوائل ، والابتعاد عن الكثير من الأطعمة المقلية بما في ذلك الوجبات السريعة والمحار النيء أو غير المطبوخ ، ويتعين لمريض الكبد أن يتناول نظامًا غذائيًا متوازنًا يضم جميع المجموعات الغذائية كالحبوب والفواكه والخضروات واللحوم والفاصوليا والحليب والزيت،وتناول الطعام الذي يحتوي على الألياف لأنها تساعد الكبد على العمل على المستوى الأمثل فيمكن للفواكه والخضروات وخبز الحبوب الكاملة والأرز والحبوب أن تعتني باحتياجات الجسم من الألياف، وبالإضافة لذلك يجب ُشرب الكثير من الماء حيث يمنع الجفاف ويساعد الكبد على العمل بشكل أفضل.

    مرضى زراعة الكبد

    وعن صوم المرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة كبد يوضح د.دربالة أن هؤلاء المرضى لهم خصوصية فخلال السنة الأولى بعد اتمام زراعة الكبد لا يمكنهم الصوم لأسباب طبية .أما بعد مرور السنة الأولى فعلى المريض مراجعة طبيبه قبل الصوم للتأكد من حالة الكبد المزروع ، فالصوم مقبول بعد مرور سنة على الزراعة بشرط مراجعة الطبيب المعالج أولاً.

    ويمكن لمريض الكبد الصائم تنظيم جرعات أدويته فبالنسبة للمرضى الذين يعالجون بالأقراص يمكنهم تناول الجرعات عند الافطار والسحور ،وبالنسبة لمرضى زرع الكبد الذين يسمح لهم بالصوم حسب الشروط الموضحة ، فيتناولون الأدوية المثبتة للكبد المزروع عند الافطار والسحور، ويبقى لدينا نوع من المرضى الذين يتناولون أدوية مدرة للبول أو أدوية لعلاج دوالي المرئ فقاعدة طبية أن هؤلاء لا يمكنهم الصوم حيث لايمكن إعادة توزيع وقت تناول الأدوية ولا يمكن منع الأدوية عنهم ، فليأخذوا بالرخصة الشرعية المبيحة للافطار... ولدينا أيضاً مرضى الكبد المصابين بأمراض أخرى مصاحبة مثل الضغط أو السكري أو الربو فهؤلاء يحتاجون لمراجعة الطبيب من أجل تنظيم مواعيد تعاطي الأدوية في رمضان.

    وعن الحالات الطارئة التي يمكن أن تواجه مريض الكبد أثناء صومه، يشير د.دربالة بأنه إذا كانت حالة مريض الكبد مستقرة وغير متقدمة فلن يواجه متاعب أثناء الصوم ، وهناك المتاعب الشائعة لدى بعض المرضى فهي تبدأ بالدوخة ومن ثم قد يظهر الاصفرار على المريض ، وهنا ننصحه بالإفطار . وينوه د. دربالة أنه بالنسبة لمدمني المشروبات الكحولية يعتبر صيام رمضان فرصة ذهبية أمامهم للتخلص من مشاكل الكبد حين يمتنعون عن تناول تلك المشروبات ، ولعل الاختلاف هنا بين من يصاب بتليف الكبد نتيجة الكحول عن غيره من أسباب الاصابة أنه عند الامتناع عن شرب الكحوليات يتوقف التليف الكبدي ولا يتطور في بقية مراحله ومن ثم يسترد الكبد عافيته . أما المدخنين من مرضى الكبد فنؤكد عليهم مراراً ان التدخين يسبب الإصابة بأمراض أخرى تضاف الى مرضهم بالكبد وبالتالي فقد تمنع تلك الأمراض الناشئة عن التدخين المريض من تناول أدوية هامة لعلاج الكبد ، ويبقى أن الصوم فرصة مواتية للتوقف والامتناع عن التدخين مدى الحياة .