
تعتبر حشرة عث الغبار من المحرضات الرئيسية داخل المنزل للأمراض التحسسية مثل الربو والتهاب الأنف التحسسي. تم اعتماد أقراص العلاج المناعي تحت اللسان لعلاج البالغين المصابين بالتهاب الأنف التحسسي المحرض بحشرة عث الغبار في أنحاء العالم والمراهقين في بعض البلدان. والدراسات حول فعالية وأمان هذا العلاج لدى الأطفال الصغار قليلة. لذلك أجريت دراسة في اليابان لتقييم فعالية وأمان أقراص العلاج المناعي تحت اللسان لحشرة عث الغبار لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 إلى 4 سنوات على مدار عام واحد.
شملت الدراسة 22 طفلاً في مجموعة العلاج و12 في مجموعة الشاهد. في البداية، كان لدى كلتا المجموعتين متوسط درجة أعراض التهاب الأنف التحسسي 4. بدأ الأطفال في مجموعة العلاج بتلقي قرص العلاج المناعي تحت اللسان بجرعة 3300 وحدة حساسية يابانية في المستشفى. ثم تابع أولئك الأطفال بأخذ جرعات يومية من 3300 وحدة حساسية يابانية في المنزل لمدة أسبوع. بعد ذلك، تم زيادة الجرعة وتحت إشراف طبي في المستشفى إلى 10,000 وحدة حساسية يابانية، وهو ما يعادل 6 وحدات من حشرة عث الغبار المستخدمة في الولايات المتحدة. ثم تم أخذ قرص العلاج المناعي تحت اللسان في المنزل يوميًا لمدة 12 شهرًا.
أظهرت النتائج أن متوسط درجة أعراض التهاب الأنف التحسسي انخفض من 4 في البداية إلى 3 في الشهر 12 في مجموعة العلاج. ولكن في مجموعة الشاهد، ارتفع متوسط درجة أعراض التهاب الأنف التحسسي من 4 إلى 6. كما شهدت مجموعة العلاج انخفاضًا كبيرًا في متوسط درجة الحاجة لاستخدام الدواء، حيث انخفض من 3 في البداية إلى 0 في الشهر 12، بينما لم يتغير في مجموعة الشاهد.
كان هناك زيادة كبيرة في متوسط مستوى الغلوبيولين المناعي ي الخاص بحشرة عث الغبار نوع D. farinae إلى 134 في الشهر 6 في مجموعة العلاج، ولكن المستويات انخفضت بعد ذلك إلى 77 في الشهر 12. بينما في مجموعة الشاهد، ارتفعت المستويات إلى 163 في الشهر 12. كما شهدت مجموعة العلاج زيادة كبيرة في متوسط مستوى الصنف رقم 4 من الغلوبيولين المناعي ج الخاص بـ D. farinae عند الشهر 6 و الشهر 12، ولكن مجموعة الشاهد لم تشهد سوى زيادة كبيرة عند الشهر 6.
لاحظ الباحثون أن التغيرات في مستويات الغلوبيولين المناعي ي والصنف رقم 4 من الغلوبيولين المناعي ج الخاص بنوع Dermatophagoides pteronyssinus خلال فترة العلاج كانت مشابهة لنوع D. farinae.
أما التأثيرات الجانبية لأقراص العلاج المناعي تحت اللسان، فقد تم الإبلاغ عن 72 تأثيرًا فقط من مجمل 6401 جرعة من العلاج المناعي تحت اللسان بين ثمانية أطفال في مجموعة العلاج. وقد تم تصنيفها على أنها خفيفة وشملت الحكة وعدم الراحة في الفم واللسان وحكة في الجلد والعطاس، ولم يتم الإبلاغ عن أي حالة من الحساسية المفرطة.
استنتاج الباحثون من خلال هذه النتائج إلى أن أقراص العلاج المناعي تحت اللسان لعث الغبار جيدة التحمل، وأنها قادرة على تحسين أعراض التهاب الأنف التحسسي، وتمنع تفاقم الأعراض، وتغير الجهاز المناعي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 إلى 4 سنوات.
لكن وعلى الرغم من هذه الدراسة، فإن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات مع أعداد أكبر من المشاركين للتأكد من فعالية وأمان العلاج المناعي تحت اللسان لدى الأطفال الصغار.