تشير العديد من التقارير الإحصائية إلى زيادة تسجيل الحساسية الغذائية للسمسم في جميع أنحاء العالم بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين. في عام 2021، تم تصنيف السمسم على أنه تاسع مسبب شائع للحساسية الغذائية في العالم. طلبت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مصانع الأغذية أن تشير إلى السمسم على أنه مادة مسببة للحساسية الغذائية على جميع الأطعمة المعبأة التي تحتوي عليه ابتداءً من 1 يناير 2023. لذلك من الضروري أن يدرك الأطباء المسارات التشخيصية الحالية لحساسية السمسم وذلك لتحقيق نتائج أفضل للمرضى.
أكثر اختبارات حساسية السمسم دقة والمتاحة اليوم هي اختبار التحدي الغذائي عبر الفم كما هو معروف لباقي أنواع الحساسية الغذائية. عادة ما يتم إجراؤه بعد إجراء تقييم شامل لتاريخ المريض والفحص السريري والاختبارات التشخيصية الأخرى وهي: اختبار خدش الجلد واختبار الدم للكشف عن الغلوبيولين المناعي ي ضد مسبب الحساسية.
يسمح اختبار التحدي الغذائي عبر الفم للأطباء والمرضى بمراقبة كيفية ظهور رد الفعل التحسسي في غضون دقائق. لكن جدولة مواعيد اختبار التحدي الغذائي عبر الفم يستغرق الكثير من الوقت، والاختبار يتضمن مجموعة من الإجراءات التي قد تستغرق وقتًا طويلاً، لذلك قد ييسبب الانتظار الطويل بعض القلق للمرضى. بالإضافة إلى أن اختبار التحدي الغذائي (في حالات نادرة) يمكن أن يؤدي إلى خطر الإصابة بالحساسية المفرط أثناء إجرائه.
أما اختبار خدش الجلد فهو يكشف عن الغلوبيولين المناعي ي ضد مسبب الحساسية في الجلد، ويعد أكثر أمانًا من اختبار التحدي الغذائي. لكن من سلبيات هذا الاختبار احتمالية وجود نتائج إيجابية كاذبة فيكون الاختبار إيجابيًا مع أن المريض ليس لديه حساسية وذلك بسبب التفاعلات المتصالبة، حيث يمكن التعرف بشكل خاطئ على حساسية حبوب اللقاح أو الفول السوداني على أنها حساسية للسمسم. بالإضافة إلى ذلك، فهو لا يشير إلى خطر احتمالية حدوث ردود فعل تحسسية شديدة (الحساسية المفرطة).
بالنسبة إلى اختبار الدم فهو يكشف عن الغلوبيولين المناعي ي ضد السمسم الكامل داخل عينة دم المريض، لكنه لا يمكنه تحديد البروتين المحدد الذي يسبب التفاعل التحسسي. كما أنه مثل اختبار خدش الجلد لا يشير إلى خطر احتمالية حدوث ردود فعل تحسسية شديدة (الحساسية المفرطة) ويمكن أن يعطي نتائج إيجابية كاذبة بسبب التفاعلات المتصالبة.
أشارت الأبحاث إلى أن تحديد البروتينات التي تسبب الحساسية للمريض يمكن أن يؤدي إلى تدبير سريري أفضل لحالتهم.
يحتوي السمسم على سبعة مكونات مسببة للحساسية. يعدSes i 1 أحد المكونات الرئيسية المسببة للحساسية السمسم. تم تحديد Ses i 1 كمؤشر ذو صلة سريرية بتفاعلات الحساسية الشديدة (الحساسية المفرطة)، ففي دراسة أجريت في إيطاليا لعشرة مرضى يعانون من حساسية السمسم (تفاعلات عامة شديدة) أظهر 100% من المرضى تفاعلًا إيجابيًا للغلوبيولين المناعي ي ضد Ses i 1 . كما وجدت دراسة أخرى أجريت في اليابان شملت 90 طفلًا لديهم حساسية للسمسم مستويات أعلى بكثير من الغلوبيولين المناعي ي ضد Ses i 1 في 18 مريضًا كانت لديهم نتائج اختبار التحدي الغذائي إيجابيًا مقارنة مع 72 مريضًا كانت لديهم نتائج اختبار التحدي الغذائي سلبيًا. وأيضًا في دراسة أخرى أجريت في اليابان، تم تقسيم 92 طفلاً مصابًا بحساسية السمسم إلى 36 مريضًا يعانون من الأعراض (كان اختبار التحدي الغذائي إيجابيًا أو أن تاريخ مرضهم يؤكد حساسيتهم للسمسم)، و56 مريضًا بدون أعراض (كان اختبار التحدي الغذائي سلبيًا أو كانوا يتحملون أكل السمسم). وأظهرت نتائج هذه الدراسة وجود علاقة بين حساسية Ses i 1 ووجود أعراض الحساسية (أعراض جلدية وتنفسية وهضمية وقلبية) لدى 33 طفلًا من أصل 36 الذين يعانون من الأعراض مقارنة مع 18 طفلًا من أصل 56 الذين لا يعانون من أعراض.
في النهاية، ومن خلال الدراسات تم اقتراح مكون السمسم Ses i 1 ليكون أفضل مؤشر لحساسية السمسم الأولية، حيث يمكنه أن يسهل تشخيص حساسية السمسم، ويساعد في تقييم مخاطر حدوث التفاعلات الشديدة، وتقييم الحاجة إلى إجراء اختبار التحدي الغذائي والنتائج المحتملة له، ويسمح للأطباء بوضع خطط أفضل لتدبير حالة مرضاهم. كما أن هذا الاختبار متوفر، ولا يتطلب أي تقنيات أو احتياطات خاصة، ولا يحمل أي مخاطر لحدوث تفاعلات تحسسية شديدة.