إطلاق خدمة للاتصال والتواصل الهاتفي بكبار السن
الدوحة، 21 أبريل 2020: ضمن الإجراءات التي يتم تنفيذها حالياً لمواجهة أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19) قامت مؤسسة حمدالطبية بإعداد خطة لوقاية كبار السن من مخاطر فيروس كورونا (كوفيد – 19) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ، حيث تشير الأبحاث التي تمّ إجراؤها على الصعيد العالمي إلى أن كبار السن، خاصة الذين يعانون من أمراض كامنة ومزمنة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات المرضية الشديدة إذا ما أصيبوا بعدوى فيروس كورونا (كوفيد – 19).
تعتبر دولة قطر شريكاً استراتيجياً لمنظمة الصحة العالمية في الجهود المبذولة من أجل وضع القواعد التوجيهية لمجابهة تفشي الفيروس مع التركيز على سبل وقاية الفئات عالية الخطورة من المرضى، خاصة كبار السن منهم.
وفي هذا الإطار فقد أطلق قسم أمراض الشيخوخة والرعاية المطوّلة في مؤسسة حمد الطبية في الثامن عشر من أبريل الجاري خدمة الاتصال الهاتفي لطمأنة كبار السن والتي تعدّ إحدى المبادرات الرائدة حيث يقوم موظفو القسم بالاتصال هاتفياً بالأشخاص الذين تجاوزوا الستين عاماً وما فوق من العمر بهدف طمأنتهم وتحديد المخاطر الصحية المرتبطة بهم في وقت مبكّر وإجراء الترتيبات اللازمة لتوفير الرعاية الطبية التي قد يحتاجونها تجنّباً لأي تدهور محتمل في أوضاعهم الصحية يضطرّهم للدخول إلى المستشفى لتلقّي العلاج.
وتذكر الدكتورة هنادي الحمد، استشاري أول أمراض الشيخوخة والقيادية في الاستراتيجية الوطنية للصحة فيما يتعلّق برعاية الشيخوخة، والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل، والتي تعدّ من أبرز الخبراء العالميين الذين يسهمون في سجلّ منظمة الصحة العالمية لاضطرابات الخرف، أنه من المهم أن ندرك تماماً التحدّيات التي يواجهها كبار السن جرّاء ما يعانونه من أمراض مزمنة، خاصة في الظروف الحالية التي حتّمت وضع القيود على التفاعل الاجتماعي بين الناس، وفي الوقت الذي تعمل الإجراءات الاحترازية على الحد من مخاطر انتشار الفيروس وتعرض كبار السن للعدوى به فإن الشعور بالعزلة الاجتماعية يزيد من وطأة الصعوبات التي يواجهونها.
وقالت الدكتورة هنادي:" يعتبر كبار السن من الفئات الأكثر عرضة للعدوى بالأمراض نظراً لضعف الجهاز المناعي لديهم مقارنة بمن هم أصغر سناً، خاصة إذا كان كبار السن يعانون من أمراض كامنة ومزمنة مثل أمراض القلب، وأمراض الكلى، أو كانوا يخضعون للعلاج من الأمراض السرطانية وغيرها من الأمراض المستعصية، ونظراً لهذا الضعف في الجهاز المناعي فإن مقاومة أجسامهم للعدوى الفيروسية تكون ضعيفة، وفي غياب اللقاحات الواقية من فيروس كورونا (كوفيد – 19) يظلّ اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية السلاح الأقوى في مواجهة هذا الفيروس والحدّ من تفشّيه".
وأضافت الدكتورة هنادي:" من الهام جداً أن يلتزم كبار السن بإجراءات التباعد الاجتماعي التي أوصت بها الجهات الحكومية المختصة حماية لهم وللآخرين من هذا المرض، وقد يستمر تطبيق هذه الإجراءات خلال شهر رمضان، وربما لفترة عيد الفطر، ولكن ما يعادل ذلك في الأهمية هو أن لا يُفهم التباعد الاجتماعي الموصى به على أنه عزلة إجتماعية باعتبار أن مفهوم العزلة الاجتماعية يضرّ بالصحة الجسدية والنفسية لكبار السن، فضلاً عن أن عدم حصول هذه الفئة من المرضى على معلومات ذات مصداقية حول فيروس كورونا (كوفيد – 19) أو حصولهم على معلومات تفتقر إلى الدقة عبر منصات التواصل الاجتماعي يزيد من تعقيد تحدّيات الحفاظ على صحتهم وسلامتهم وتجنّب مراجعتهم للمستشفيات، ومن منطلق قناعتنا بأهمية التواصل مع كبار السن قمنا بوضع برنامج شامل للتواصل هاتفياً معهم لتزويدهم بالمعلومات التي قد يكونوا لم يسمعوا بها ومساعدتهم في الحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجونها، وسواء كانت المكالمات الهاتفية التي تُجرى معهم بغرض تفقّد ما إذا كان لديهم ما يكفي من الأدوية، أو لتذكيرهم بالحفاظ على التباعد الاجتماعي، أو لمجرّد الاستفسار عن أحوالهم فإنها كفيلة بطمأنتهم بأنهم ليسوا وحدهم وبأن فريقاً من الكوادر الطبية سيقدّم لهم الرعاية الصحية التي قد يحتاجوا إليها".
يذكر أن الدكتورة هنادي الحمد كانت قد انضمت إلى فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية لوضع دليل إرشادي لمكافحة العدوى في مرافق الرعاية المطوّلة وذلك في إطار جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19)، كما تقوم الدكتورة هنادي الحمد بالعمل مع منظمة الصحة العالمية على وضع دليل خاص بوقاية كبار السن من فيروس كورونا (كوفيد – 19) ويركّز على كبار السن ومن يقومون على رعايتهم في المنزل، وعلى أخصائيي العمل الاجتماعي، والمجتمع ككل، ويُتوقع أن تثمر هذه الجهود في إحداث قفزة نوعية ذات أثر بعيد المدى على صعيد خدمات الرعاية المقدمة لكبار السن.
وكانت الإنجازات التي حققتها الدكتورة هنادي الحمد في مجال خدمات الرعاية المقدمة لكبار السن في دولة قطر الدافع الأساسي وراء دعوة منظمة الصحة العالمية لها للدخول في عضوية الشبكة العالمية للرعاية المطوّلة، وهي مجموعة من الخبراء العالميين تمّ تكليفها بصياغة ووضع القواعد اللازمة لتطبيق الاستراتيجية والخطة الإجرائية للشيخوخة والصحة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، خاصة ما يتعلّق منها بالرعاية المطوّلة.