• 16/05/2020

    د.هنادي الحمد تحث على مواصلة  الالتزام بتدابير وإجرءات التباعد الجسدي خلال شهر رمضان وعيد الفطر بهدف حماية الأفراد الأكثر ضعفاً في مجتمعنا.

    الدوحة، 16 مايو 2020: دعت الدكتورة هنادي الحمد، قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة بدولة قطر- كافة أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين إلى اتخاذ جميع التدابير والإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة كبار السن وحمايتهم من فيروس كورونا (كوفيد-19)، خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك. 

    أظهرت الأدلة العالمية أنه في حين يمكن للأشخاص من جميع الأعمار والحالات الصحية أن يصابوا بفيروس كوفيد-19، إلا أن كبار السن أكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض حادة وبالتالي هم أكثر عرضة لتفاقم حالتهم الصحية إذا أصيبوا بالمرض. وأمام هذا الواقع وللاستجابة لهذه الأدلة ، قامت مؤسسة حمد الطبية  ، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بوضع خطة شاملة للمساعدة في حماية هذه الفئة الضعيفة من المجتمع.

    تتضمن الخطة حملة تثقيف وتوعية عامة وشاملة لإرشاد المواطنين من كبار السن وأسرهم بضرورة الالتزام بإرشادات السلامة الهامة في سبيل حماية صحتهم.

    وشرحت الدكتورة هنادي الحمد، وهي أيضاً المدير الطبي لمسشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل ، في مؤتمر صحفي عقد مؤخرًا أنه مع تقدم العمر ، يصبح جهاز المناعة الطبيعي لدى الأشخاص أقل قدرة على التعامل مع الأعراض التي يسببها الفيروس.

    وقالت الدكتورة الحمد، " يمكن أن تشمل أعراض كوفيد-19 الحمى الشديدة والسعال الجاف المستمر والأوجاع والآلام والإرهاق الشديد ، وقد تكون هذه الأعراض صعبة على أي شخص ، ولكن غالبًا ما تكون أصعب مع تقدمنا في السن وضعف قدرتنا على التعامل مع أعراض العدوى. وتتفاقم المشاكل عندما يعاني الأشخاص من حالات صحية مزمنة ، مثل مرض السكري وأمراض القلب والكلى أو ما شابه ذلك ، والعديد من هذه الأمراض يصبح أكثر انتشارًا مع تقدم العمر."

    تطلبت الجائحة إجراء تغييرات في العديد من جوانب وطرق تقديم خدمات الرعاية الصحية للسكان، بالأخص الكبار في السن منهم. وشمل ذلك الحد من المخالطة المباشرة وجهًا لوجه للحد من خطر انتشار العدوى. من هنا ، تم إنشاء مرافق للعلاج عن بعد لمجموعة متنوعة من التخصصات وقد أثبتت نجاحًا كبيرًا. خلال الأشهر الماضية ، تم تقديم أكثر من 1000 استشارة افتراضية إلى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا ، بدءًا من الاستشارات الطبية وصولًا إلى تقديم المشورة للعلاج الطبيعي.

    إدراكًا لأهمية مواصلة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة بتناول أدويتهم ، دعمت الدولة برنامج توصيل الدواء إلى المنازل. وقد تم صرف أكثر من 14500 طلب دواء من قبل فرق قسم الصيدلة في مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية لضمان حصول المرضى على الأدوية التي يحتاجونها.

    وقد وفرت خدمة التواصل عبر الهاتف التي تم إنشاؤها مؤخرًا لكبار السن قناة مهمة أخرى للتواصل مع المرضى الأكبر سنًا المعرضين للخطر وتضم الخدمة فريقًا من المتخصصين من قسم أمراض الشيخوخة والرعاية المطوّلة الذين يقومون بالاتصال بشكل استباقي بالأشخاص تتراوح أعمارهم بين 60 عامًا وأكثر لتقديم المشورة والنصح والدعم حول كيفية الحفاظ على سلامتهم خلال فترة انتشار الفيروس.

    وأضافت الدكتورة الحمد، "نحن ندرك أن الشعور بالوحدة نتيجة العزلة الاجتماعية قد يصعب تحمله في بعض الأحيان وقد يكون بنفس صعوبة تحمل أي مرض آخر، خاصة بالنسبة لفئة كبار السن. لذلك قمنا بإنشاء مركز اتصال يضم أطباء وممرضات وممرضين متخصصين في طب الشيخوخة. وحتى اليوم ، أجرى فريق مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية حوالي 20,000 مكالمة هاتفية، شملت توفير خدمات كثيرة من تقديم المشورة الطبية ، إلى ترتيب زيارة منزلية خاصة وصولًا إلى إعطاء الوصفات الطبية. وأحيانًا تقدم فرقنا فقط الدعم النفسي والاجتماعي من خلال مجرد الاتصال للتواصل مع الشخص والسؤال عن صحته وعن أحواله وهذا يساعد على تعزيز الرفاهية والعافية بشكل عام."

    وعلى الرغم من تزايد أهمية الاستشارات الطبية الافتراضية ، إلا أن هناك أوقات يكون فيها الفحص البدني ضروريًا وتواصل فرق خدمة الرعاية المنزلية بمؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية إجراء زيارات منزلية في الحالات العاجلة والطارئة. وقد تم إجراء أكثر من 12000 زيارة خلال الأشهر القليلة الماضية لتقديم الخدمات الضرورية مثل حَقن الأنسولين أو تضميد الجروح أو فحص العلامات الحيوية للجسم.

    ومن التبعات الأخرى للجائحة هي انخفاض عدد الطلبات من قبل كبار السن لرؤية أخصائيين لعلاج الأمراض. إذ يخشى عدد من كبار السن ، أو أسرهم ، الخروج في الوقت الحالي ، وهذا يمنعهم من رؤية الطبيب عندما يحتاجون إلى ذلك، مما قد يؤدي إلى تدهور بعض الحالات البسيطة مع مرور الوقت وتحولها إلى مشاكل صحية حادة تحتاج إلى رعاية طارئة.

    تم إنشاء وحدة رعاية نهارية لكبار السن في مستشفى الرميلة مؤخرًا ، مصممة لتوفير الرعاية  للحالات غير الطارئة و التي لا تشكل تهديدًا على الحياة في بيئة أكثر ملاءمة لكبار السن حيث يمكن للفرق الطبية الالتزام بقواعد السلامة المتعلقة بالمسافة الآمنة.

    وقالت الدكتورة الحمد، "من أجل الحد من خطر تفاقم حالة أو مشكلة بسيطة نسبيًا إلى حالة أكثر خطورة ، تقدم وحدة الرعاية النهارية لكبار السن خدمات طبية هامة ولكنها روتينية من أجل علاج الحالات قبل أن تصبح حادة. تتمثل الفائدة الإضافية لهذه الخدمة في الحد من مخاطر أو حاجة الشخص الكبير في السن إلى زيارة قسم الطوارئ إذا لم يكن بحاجة إلى ذلك. وحتى اليوم، استخدم حوالي 100 مريض هذا المرفق."

    وحتى يتم العثور على خيارات علاج أفضل لفيروس كوفيد-19 وحتى نشهد انخفاضًا في مخاطر عدوى الفيروس، سيبقى من الضروري الالتزام بالتباعد الجسدي لحماية الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع. فكما رأينا في البلدان حول العالم ، إذا تم تجاهل تدابير السلامة هذه أو تخفيفها قبل الأوان ، فإن الإصابات سترتفع بشكل واضح. 

    وقالت الدكتورة هنادي، :"نحن نتفهم تمامًا أن الوضع مع إجراءات الإغلاق يشكل عبئًا حقيقيًا على العائلات ، خاصة خلال شهر رمضان. ونحن نقدر أن الناس يريدون الاجتماع مع العائلة والأصدقاء خاصة خلال فترة العيد. ولكن في الوقت الحالي نحن بحاجة إلى دعم وتضافر المجتمع بأكمله للبقاء في المنزل للحفاظ على سلامة وصحة الجميع. هذه هي الطريقة الأمثل لإظهار حبنا لكبار السن في عائلتنا."