الدوحة، 3 أكتوبر 2020: في إطار إحياء فعاليات اليوم العالمي لكبار السن أطلقت مؤسسة حمد الطبية موقعاً إلكترونيا جديداُ مخصصاً لكبار السن على شبكة الإنترنت ، ويشتمل هذا الموقع الذي يمكن الوصول إليه عبر الصفحة الرئيسية للموقع الإلكتروني الخاص بمؤسسة حمد الطبية(hamad.qa) على معلومات وإرشادات موجهة لكبار السن ومتعلقة بالشيخوخة الصحية، ويعتبر هذا الموقع الذي يعدّ الأول من نوعه في دولة قطر مصدراً رئيسياً للمعلومات والبيانات ذات المصداقية حول الشيخوخة الصحية.
وفي هذا الصدد أشارت الدكتورة هنادي الحمد، قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة ، والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل، إلى أن الحاجة المتزايدة إلى خدمات الرعاية الصحية لكبار السن تقتضي تعزيز تطبيق الإجراءات والتدابير الوقائية التي من شأنها تقديم الدعم لهذه الفئة من السكان، وقد أكّدت الاستراتيجية الوطنية للصحة (2018 – 2020) على الشيخوخة الصحية وعلى ضرورة خلق الظروف المناسبة التي تتيح زيادة نطاق الفترة العمرية النشطة والفعالة لكبار السن وضمان تمتعهم بشيخوخة صحية وظروف حياتية طبيعية.
وأضافت الدكتورة هنادي الحمد:" يأتي أطلاق مؤسسة حمد الطبية للموقع الالكتروني المخصص لخدمة كبار السن على شبكة الإنترنت كجزء من خطة شاملة لتحسين وتوسيع نطاق خدمات الرعاية المقدمة لهذه الفئة من المجتمع ، ويشتمل هذا الموقع على معلومات وإرشادات تثقيفية موجهة لكبار السن ومتعلقة بالشيخوخة الصحية ، كما يعتبر هذا الموقع عنصراً من عناصر المنهجية الاستراتيجية المبتكرة في الرعاية الصحية المقدمة لهذه الفئة".
تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن عدد كبار السن الذين تجاوزوا الخامسة والستين في مختلف دول العالم في العام 2019 قد بلغ 703 مليون شخص، وأن هذا العدد مرشّح للزيادة بمعدّل الضعف على مدى العقود الثلاثة القادمة ليصل إلى حوالي مليار ونصف المليار شخص بحلول العام 2050، ويعتبر العام 2020 الذكرى الثلاثين لإحياء اليوم العالمي لكبار السن والذي يُحتفل به في الأول من أكتوبر من كل عام".
وأضافت الدكتورة هنادي الحمد: " تختلف فترة الشيخوخة من شخص لآخر تبعاً للصفات الوراثية والنمط الحياتي للشخص، ومع أننا لا نستطيع تغيير صفاتنا الوراثية إلا أنه بمقدورنا تغيير أنماطنا الحياتية بما ينعكس إيجاباً على حالتنا الصحية، فيمكننا عند بلوغ سن الأربعين المباشرة في تبني بعض التدابير والإجراءات البسيطة التي من شأنها الحفاظ على صحتنا البدنية والنفسية لا سيما وأن الصلة بين هاتين الحالتين وثيقة، ومن هذه الإجراءات البقاء على اتصال مباشر بأفراد الأسرة والأصدقاء، وتناول الأطعمة الصحية، والابتعاد عن التدخين، وإجراء الفحوصات الطبية بصورة منتظمة".
تجدر الإشارة إلى أن إدارة طب الشيخوخة والرعاية المطوّلة في مؤسسة حمد الطبية والتي تقدّم خدماتها للمرضى الداخليين ومرضى العيادات الخارجية من كبار السن عبر مختلف مرافق الرعاية الصحية التابعة للمؤسسة قد قامت باستحداث عدد من العيادات الجديدة هذا العام، ومن هذه العيادات عيادة منع السقوط في مركز قطر لإعادة التأهيل، وعيادة الأمراض الجلدية لكبار السن.
من جانبه أكّد الدكتور عيسى مبارك السليطي، نائب قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة ، والمدير الطبي لخدمات الرعاية الصحية المنزلية بمؤسسة حمد االطبية على أهمية اتباع المنهجية الكلية والمتكاملة في الرعاية الصحية المتصلة بالشيخوخة، وقال:"في ظل تنامي فئة كبار السنّ في مجتمعنا فإننا نجدد التزامنا بتقديم وتكريس خدماتنا ومواردنا في سبيل تحقيق الرفاه الصحي لهذه الفئة، ويتعيّن علينا كمتخصصين في طب الشيخوخة أن نأخذ بعين الإعتبار كافة جوانب حياة المريض، بما في ذلك بالطبع الجانب الثقافي والعادات والتقاليد التي غالباً ما يكون لها أكبر الأثر في الأنماط الحياتية لهذا المريض، ولهذا السبب قمنا بتشكيل الفرق متعددة التخصصات الطبية التي تلقّت الكثير من التدريب في حقل طب الشيخوخة حيث تقوم هذه الفرق بوضع الخطط العلاجية الإنفرادية التي تتلاءم مع حالة كلّ مريض".
وأضاف الدكتور عيسى السليطي:"كان لتفشّي فيروس كورونا (كوفيد – 19) وما يشكّله من مخاطر تتهدد صحة كبار السن أثر كبير في تغيير الأساليب المتبعة في تقديم خدمات الرعاية الصحية في القطاع الصحي في الدولة حيث يتمّ حالياّ تقديم الكثير من الخدمات المرضى عن بُعد عبر الإنترنت أو من خلال المكالمات الهاتفية ، كما نقوم بتقديم الخدمات التخصصية لكبار السنّ عبر خط المساعدة للرعاية العاجلة فضلاً عن مواصلة تقديم خدمة طمأنة كبار السنّ عبر الهاتف والتي يقوم من خلالها الأخصائيون بالاتصال هاتفياً بكبار السن من المواطنين والمقيمين للاستفسار عن أوضاعهم الصحية وتقديم النصح والمشورة الخاصة بوقايتهم من العدوى والمضاعفات المتصلة بفيروس كورونا (كوفيد – 19) مثل الالتزام بالتباعد الاجتماعي؛ كون الكثير من كبار السن يعانون من أمراض مزمنة تجعلهم أكثر عرضة للمخاطر المرتبطة هذا الفيروس ، ولكن نظراً لكون التباعد الاجتماعي يزيد من الشعور بالعزلة لدى كبار السن فإن الاتصالات الهاتفية مع هؤلاء المرضى تكون دائماً موضع ترحيب".
قامت مؤسسة حمد الطبية خلال السنوات القليلة الماضية بإجراء تغييرات جذرية في الرعاية الصحية التخصصية المستمرة المقدمة لكبار السنّ في دولة قطر، فبالإضافة إلى مركزي "عناية " للرعاية التخصصية المطوّلة تقوم المؤسسة بإدارة اثنين من المرافق المجتمعية في منطقة معيذر، وخدمات الرعاية الصحية المنزلية التي تقدّم الرعاية التخصصية لما يزيد على 2500 من المرضى ومن الخدمات التخصصية المستحدثة لكبار السنّ خدمة "راحة" وغيرها من الخدمات المخصصة لمرضى الزهايمر وفقدان الذاكرة.