• 22/06/2016
    الدوحة، 21 يونيو 2016: أشار الدكتور سعد النعيمي، استشاري أول بقسم الطوارئ في مؤسسة حمد الطبية، إلى أن قسم الطوارئ بمستشفى حمد العام لم يشهد زيادة في إجمالي عدد زيارات المرضى منذ بداية شهر رمضان، وذلك على الرغم من حلول شهر رمضان لهذا العام في أحد أكثر شهور الصيف حرارة في دولة قطر. 

    وأضاف الدكتور النعيمي: " لم نسجل أي تغير ملحوظ في أعداد المرضى الذين تتطلب حالاتهم رعاية طارئة، سواءً كان ذلك بسبب صيام شهر رمضان أو لأسباب أخرى، ويمكن القول بأن المعدلات الخاصة بأعداد المرضى خلال هذا الشهر كانت مماثلة تقريبًا لمعدلات زيارات قسم الطوارئ خلال أشهر السنة الأخرى". وأشار الدكتور النعيمي إلى حدوث تغير طفيف في تدفق المرضى بقسم الطوارئ، حيث تصل معدلات زيارة المرضى للقسم في شهر رمضان إلى ذروتها خلال الفترة من الإفطار إلى السحور، إلا أن نوعية الحالات تتشابه مع الأعوام السابقة.  

    وأردف الدكتور النعيمي بقوله: "على الرغم من أننا لم نشهد أي زيادة غير طبيعية في معدلات تدفق المرضى بقسم الطوارئ خلال هذه الفترة، إلا أنه من الطبيعي رؤية المزيد من الحالات لمرضى يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، وذلك بسبب إقدام بعض الصائمين على الإفراط في الأكل وتناول وجبات غير صحية وغير متوازنة بالإضافة إلى تناول المشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على نسبة سكريات عالية عند الإفطار. وتتراوح شكاوى معظم هذه الحالات بين آلام المعدة والانتفاخ والقيء والإمساك".   

    وأضاف الدكتور النعيمي: " لتجنب مثل هذه الحالات والأعراض، ننصح الصائمين بتناول وجبات بسيطة وسهلة الهضم عند الإفطار، كالإفطار على ثلاث تمرات وكأس من شوربة الخضار ونصف كأس من عصير البرتقال، حيث يساعد ذلك الصائم على استعادة مستويات الجلوكوز الطبيعية في الدم، كما يساعده ذلك على التحكم في شهيته أثناء تناول الوجبة الرئيسية. وبالإضافة لذلك، فمن الضروري أن تكون الوجبة الرئيسية التي يتناولها الصائم بعد صلاة المغرب متوازنة وغنية بالألياف، كما ينبغي تناول كميات متوسطة ومناسبة من الطعام وعدم الإفراط في الأكل، وينصح أيضًا بتجنب تناول المشروبات الغازية".

    وأشار الدكتور النعيمي إلى أن بعض الأشخاص يعانون من الإمساك نتيجة نقص النشاط البدني أثناء الصيام أو بسبب تناول أغذية غير غنية بالألياف، كما أن الجفاف بسبب الصيام قد يؤدي إلى أن تسوء الحالة أكثر. ولتجنب الإمساك ينصح الدكتور النعيمي بالإكثار من شرب الماء وتناول العصائر الطبيعية والخضروات والفواكه، بالإضافة إلى زيادة مستوى النشاط البدني خلال الفترة بين الإفطار والسحور.

    ووفقًا للدكتور النعيمي، تتضمن الحالات الشائعة والمعتادة خلال شهر رمضان أيضًا حالات الصداع وآلام الجسم والتقلصات العضلية، بالإضافة إلى الإصابات الناتجة عن الحوادث المنزلية والحوادث المرورية. 

    وبالنسبة للصائمين الذي يرغبون في تجنب الإصابة بالصداع خلال الصيام، ينصح الدكتور النعيمي بعدم الإكثار في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية عند الإفطار أو السحور بغرض تعويض الساعات التي لا يتناول فيها الصائم هذه المشروبات، حيث قد يؤدي الانخفاض المفاجئ لنسبة الكافيين فيما بعد أثناء الصيام إلى الصداع والتقلبات المزاجية والشعور بالانزعاج والعصبية.    

    وأوضح الدكتور النعيمي أن الإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية خلال شهر رمضان تزيد عادةً قبيل الإفطار، حيث يحاول بعض السائقين الإسراع في الطريق حرصًا على الوصول إلى المنزل قبل أذان المغرب، وأضاف: " تنجم هذه الحوادث عادةً بسبب السرعة وقلة التركيز، وخصوصًا إذا ما حاول السائق استخدام هاتفه المحمول لإجراء مكالمات أو إرسال رسالة أثناء القيادة، بالإضافة إلى مخالفة القواعد المرورية".   

    وتتضمن الحوادث المنزلية الشائعة خلال هذا الشهر حالات السقوط، والحروق (الناجمة عن غلي الماء أو الزيت أو استخدام الفرن)، بالإضافة إلى الجروح الناجمة عن استخدام أدوات المطبخ. يقول الدكتور النعيمي: " للأسف فإن معظم مصابي الحوادث المنزلية يكونون عادةً من الأطفال، ولذلك ننصح بإبقاء الأطفال بعيدين عن المطبخ أثناء إعداد وجبة الإفطار، بالإضافة إلى عدم تركهم بمفردهم أبدًا. كما يجب أيضًا الحرص على توفير صندوق إسعافات أولية في المنزل". 

    وأكد الدكتور النعيمي بقوله: "ومع حلول شهر رمضان في فصل الصيف هذا العام، فقد يعاني الصائمون الذين يعملون في أماكن مفتوحة أو تحت أشعة الشمس المباشرة من الجفاف أو حالات مرضية أخرى مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، مثل التقلصات العضلية والإجهاد الحراري أو ضربات الشمس في الحالات الأكثر خطورة. ولذلك ينصح بشرب كميات كبيرة من الماء خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور. ولمزيد من الوقاية والحماية الإضافية من التعرض للجفاف، فإنه يتوجب الحد من التعرض للشمس أو القيام بالأنشطة في الأماكن المفتوحة خلال ساعات الصيام".     

    وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، فقد تتزايد فرص زيارتهم لقسم الطوارئ بسبب تعرضهم لمشاكل في التحكم في ضغط الدم أو مستوى السكر في الدم أو تعرض المريض لتفاقم حاد في المشكلة التي يعاني منها في القلب بسبب الصيام.

    وفي هذا الصدد يقول الدكتور النعيمي: " قد تحدث مثل هذه الحالات بسبب عدم تناول الأدوية بسبب الصيام أو عدم تناولها في مواعيدها، ولذلك فإنه ينبغي على جميع المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة زيارة الطبيب للحصول على بعض الإرشادات والنصائح حول الصيام وكيفية تعديل مواعيد وجرعات الأدوية خلال هذا الشهر. كما يجب أن يدرك هؤلاء المرضى أن الشريعة الإسلامية قد وضعت بدائل للأشخاص الذين لا يستطيعون الصيام خلال شهر رمضان بسبب حالاتهم الطبية أو لأسباب أخرى".