NewsDetail
الدوحة 31 يوليو 2017: تواصل مؤسسة حمد الطبية دعم استراتيجية منظمة الصحة العالمية للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030، وتعد هذه الاستراتيجية الأولى من نوعها للمنظمة على مستوى قطاع الصحة العالمي، وتهدف إلى القضاء على التهاب الكبد الفيروسي من خلال رفع الوعي بهذا المرض وزيادة معدلات حصول مرضى التهاب الكبد الفيروسي في جميع أنحاء العالم على خدمات التشخيص والعلاج.
يحتفل العالم في الثامن والعشرين من يوليو من كل عام باليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، وتوفر هذه المناسبة الفرصة لإعطاء مزيد من الزخم للجهود المتواصلة لمنظمة الصحة العالمية للقضاء على الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد. كما يساعد الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد المنظمات المعنية في مختلف أنحاء العالم على توحيد جهودها وتنفيذ مبادرات جديدة لإحداث فارق حقيقي في مجالات الوقاية منه وتسهيل الوصول لخدمات التشخيص والعلاج.
ومن جانبها تواصل مؤسسة حمد الطبية جهودها الفعالة نحو القضاء على التهاب الكبد الفيروسي في قطر؛ حيث لم يتم تسجيل معدلات كبيرة لحالات الإصابة بهذا المرض خلال الأعوام الماضية، ويرجع ذلك إلى نجاح الاستراتيجيات الهادفة للقضاء على هذا المرض، إذ يتم تطعيم كل مولود جديد في قطر ضد التهاب الكبد الفيروسي (B) وذلك ضمن برنامج حكومي لتحصين الأطفال ضد الأمراض. كما تتضمن الاستراتيجيات التي يتم تنفيذها للقضاء على التهاب الكبد في قطر فحص جميع عينات الدم ومنتجات الدم قبل نقلها للمرضى والمصابين، بالإضافة إلى إدراج فحص الكشف عن التهاب الكبد الفيروسي (B و C) ضمن فحوصات ما قبل الزواج، وإجراء الفحوصات لجميع العاملين في قطاع الرعاية الصحية كجزء من إجراءات منح تراخيص مزاولة المهنة، وتقديم تطعيمات مجانية للأشخاص الذين لم يتم تحصينهم ضد التهاب الكبد (B).
وفي إطار التركيز على جهود متابعة الأمراض الانتقالية والحدّ من انتشارها، تم إجراء مراجعة لخطة العمل العالمیة الخاصة باللقاحات والمبادرات العالمیة في مجال مكافحة النواقل خلال اجتماعات اللجنة الرئيسية "أ" بجمعية الصحة العالمية والتي عقدت مؤخراً في جنيف وترأستها سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة. وقد صادقت جمعية الصحة العالمية في شهر مايو الماضي على استراتيجية قطاع الصحة العالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي (2016-2021)، والتي تتماشى أهدافها مع أهداف استراتيجية منظمة الصحة العالمية وتسعى للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي وما يمثله من تهديد للصحة العامة بمختلف أنحاء العالم بحلول عام 2030.
من جانبه أوضح الدكتور حسام الصعوب- استشاري أول بوحدة الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية-قائلاً:"توجد خمس فيروسات رئيسية مسببة لالتهاب الكبد الفيروسي، وعادةً ما يشار إليها بأنماط التهاب الكبد الفيروسي الخمسة وهي (A, B, C, D, E)، ويعد التهاب الكبد الفيروسي "قاتلاً صامتاً" لأن الشخص المصاب به ربما لا تظهر عليه أي أعراض أو قد تظهر عليه أعراض محدودة قد لا ينتبه إليها. وتتضمن أعراض التهاب الكبد اليرقان (صفار في الجلد والعينين)، والبول غامق اللون، الشعور بالتعب والإرهاق الزائد، الغثيان، التقيؤ وآلام البطن".
وأشار د. الصعوب إلى أن التهاب الكبد من النوعين (A) و (E) ينتقل عادةً عن طريق الأطعمة والمشروبات الملوثة بالفيروس، بينما يمكن أن ينتقل التهاب الكبد من النوعين (B) و (C) باستخدام الإبر الملوثة التي يشترك في استخدامها أكثر من شخص لحقن الأدوية والعقاقير بالوريد. وأردف بقوله: "يمكن أن ينتقل التهاب الكبد الفيروسي أيضاً عن طريق نقل الدم الملوث ومشتقاته من شخص لآخر وخاصةً في الأماكن التي لا يتم إجراء فحوصات الدم فيها بالصورة المثلى، كما يمكن أن ينتقل المرض من الأم لجنينها أثناء الحمل، وعن طريق الاتصال الجنسي أيضاً". وأوضح د. الصعوب أن الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد (B) يمكن أن يصابوا أيضاً بالتهاب الكبد (D) مما يتسبب لهم في المزيد من المضاعفات الحادة".
وشدد د. الصعوب على أهمية إجراء الفحوصات الطبية المنتظمة، ودورها في الكشف المبكر عن التهاب الكبد الفيروسي، مشيراً إلى أنه إذا أصيب الشخص بالتهاب الكبد من النمط (A) أو (E) فإن المرض غالباً ما يختفي تلقائياً دون أن يترك آثاراً مرضية في الكبد، أما التهاب الكبد من النمط (B) والنمط (C) فيمكن أن يتطور إلى أن يصبح مرضاً مزمناً، ويؤدي إلى تشمّع الكبد وسرطان الكبد".
وأكّد د. الصعوب على ضرورة فحص النساء الحوامل للتأكد من عدم إصابتهن بالتهاب الكبد الفيروسي من النوعين (B) و (C)، فإذا تبين وجود إصابة بالفيروس، يتم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، مثل إعطاء المولود اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الوبائي (B) والجلوبولين المناعي، وإلا سيكون الطفل معرضاً لخطر الإصابة بالفيروس بنسبة 90 بالمئة.
وتُعرِّف منظمة الصحة العالمية مرض التهاب الكبد الفيروسي على أنه التهاب في الكبد ينتج عن عدوى فيروسية، ويصيب هذا المرض ملايين الأشخاص حول العالم ويتسبب بوفاة نحو 1,4 مليون شخص سنويًا. وقد تكون الإصابة بالتهاب الكبد محدودة وتُشفى تلقائياً، إلا أنها قد تكون أكثر خطورة في حالات أخرى وتتفاقم لحد الإصابة بتليّف أو تشمّع الكبد أو سرطان الكبد. وتعد فيروسات التهاب الكبد هي المسبب الأكثر شيوعاً لحالات التهاب الكبد، ولكن قد تنتج الإصابة بالتهاب الكبد عن عوامل أخرى مثل العدوى أو استهلاك مواد سامة كالكحول وتناول بعض أنواع الأدوية والعقاقير، أو الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.