أيام قليلة ويهل علينا عيد الأضحى المبارك الذي يتميز بطقوسه وعاداته الغذائية الخاصة؛ حيث تمتلئ الموائد بما لذ وطاب من الوجبات التقليدية والمأكولات والحلويات المليئة بالسعرات الحرارية، الأمر الذي يدفع الكثيرين للتخلي عن نظامهم الغذائي المعتاد ويؤدي للعديد من المشاكل الصحية مثل السمنة وضعف الأداء البدني.
ومن جانبه أوضح رائد بركات-اختصاصي التغذية بمستشفى حمد العام- أنه مع التغير المفاجئ في مواعيد وأساليب تناول الطعام خلال إجازة العيد يعاني الكثيرون من عوارض صحية تنجم عن العبء الكبير الذي يحمله الجهاز الهضمي دون سابق إنذار وتستنفر أقسام الطوارئ جميع أجهزتها لاستقبال الحالات الطارئة من التلبك المعوي وآلام المعدة والأمعاء فضلاً عن حالات التسمم الغذائي.
لذا يقدم بركات العديد من النصائح والإرشادات لتلافي تلك المشاكل الصحية أهمها؛ عدم الإفراط في تناول الحلويات صباح يوم العيد، تفادياً لإرباك الجهاز الهضمي وحدوث التلبكات المعوية، مع تجنب الإفراط في تناول الوجبات الدسمة والتي تسبب عسر الهضم مثل الأطعمة المقلية والصلصات السميكة والخضروات والفواكه غير مكتملة النضج وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة.
ومن أجل الاستمتاع بالمأكولات الشعبية في العيد مثل الهريس، الثريد، البلاليط، المحلبية واللقيمات والخبيص التي تتميز بمذاقها اللذيذ وطرق تحضيرها المحببة لجميع أفراد الأسرة مع الحفاظ على الوزن وعدم التعرض لأي مشاكل صحية، ينصح بركات بالاكتفاء بنوعٍ واحد أو تناول كميات قليلة من أكثر من طبق وإعدادها بطرق صحية عن طريق تقليل نسبة السمن أو استبدالها بزيت الزيتون وبكميات قليلة أيضاً، إزالة جميع الشحوم من اللحوم وإزالة جلد الدجاج قبل طبخه والتقليل من تناول اللحوم الحمراء، التقليل من الملح قدر الإمكان، استبدال السكر بالعسل أو الدبس في الأكلات التي يتم تحضيرها بالسكر واستخدام عصائر الفواكه الطازجة، إلى جانب التقليل من استخدام صفار البيض في تحضير الأكلات التي يستخدم فيها البيض نظراً لاحتوائه على كمية عالية من الكوليسترول والدهون، وكذلك استخدام حليب قليل الدسم والطحين الأسمر، إلى جانب الحرص على تناول الكميات المناسة والكافية من المياه على مدار اليوم لمساعدة الجسم على أداء وظائفه البيولوجية وتجنب حالات الإمساك.وتجنّب في المقابل تناول المياه الغازية حيث تسبب سوء الهضم واضطرابات في المعدة.
ويجب أن يتزامن ذلك مع ممارسة التمارين الرياضية لمدة زمنية تتراوح من 90 إلى 120 دقيقة يومياً مما يحدث نوعاً من الحرية في اختيار الأطعمة المختلفة فضلاً عن تجديد خلايا وأنسجة الجسم والمساعدة على الهضم الجيد، وتجنب اكتساب وزن زائد.
وينصح بركات أيضاً ذوي الأمراض المزمنة مثل مرضى السكري، مرضى القلب والضغط بضرورة الحرص عند تناول الوجبات التقليدية خلال فترة العيد من خلال عدم الإفراط في تناول السكريات والنشويات، تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة المقلية وعدم الإفراط في تناول الملح والسكريات والنشويات والتقليل من الكافيين، إلى جانب الحرص على تناول وجبات صغيرة ومتنوعة على مدار اليوم.