الدوحة – 19 ديسمبر 2018: يمثل تغير المناخ في فصل الشتاء فرصة مهيئة لانتشار الإنفلونزا الموسمية وهو ما قد يمثل خطراً إضافياً على صحة مرضى الحساسية المزمنة ومرضى الربو.
بدورها تقول الدكتورة سلمى أحمد طه-استشاري أمراض الصدر والحساسية والمناعة بمؤسسة حمد الطبية- " تتزايد أعداد المرضى الذين يعانون من حالات الحساسية خلال موسمي الخريف والشتاء، وعادةً ما تكون هذه الحساسية مصحوبة بأعراض تتمثل في انسداد المجاري التنفسية وسيلان الأنف والعطس وصعوبة في التنفس إلى جانب احتقان بالأنف واحمرار وحكة بالعينين وزيادة إفراز الدموع حسب المنطقة التنفسية المصابة سواءً كانت العين أو الطرق التنفسية العلوية كالأنف والبلعوم أو الطرق التنفسية السفلية كالرئتين والقصبات الهوائية".
و يساهم في تزايد أمراض الحساسية في هذه الفترة الاختلاف المفاجئ في درجات الحرارة والرطوبة وازدياد الإصابة بفيروسات الإنفلونزا الموسمية، والتي بدورها تؤهب للإصابة بنوبات الربو الحاد والتهاب الأنف والجيوب الأنفية التحسسي ، ويعتبر تحديد المحسسات ومحاولة تجنبها أفضل طريقة لمواجهة الحساسية الموسمية.
وتعرف الدكتورة سلمى الحساسية بأنها مجموعة من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي و تنتج عن ردات فعل غير طبيعية من قِبل الجهاز المناعي استجابة لمؤثرات مختلفة خارجية أو داخلية. وكما ان انتشار حبوب اللقاح يعد من أهم أسباب الحساسية الموسمية فإن عث الغبار المنزلي يعد من أهم أسباب الحساسية الدائمه نظراً لتواجده الدائم حولنا، وحشرة عث الغبار عبارة عن حشرة صغيرة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة وتعيش في الأسِّرة والفرش والسجاد وكذلك الأثاث الذي يعلوه الغبار والألعاب القديمة المُغبرة وتتغذى على بقايا جلد الإنسان وتعد من أكثر مسببات حساسيات الجهاز التنفسي شيوعًا .
وعلى الرغم من كون الحساسية الموسمية حالة غير مهددة للحياة، إلا أنها تسبب الكثير من الإزعاج للمريض وأسرته، وقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة قد تؤثر على ممارسة المريض لحياته بشكل طبيعي، مثل حساسية الأنف المزمنة، والربو المزمن الذي يمكن أن يؤدي في الحالات المتقدمة لفشل الجهاز التنفسي، واحتمالية الإصابة بالتهابات الأذن االوسطى، والتهاب الجيوب بنوعيه الحاد والمزمن، والإصابة بحساسية العين.
وأكدت الدكتورة سلمى أن علاج أعراض حساسية الأنف الموسمية يتم من خلال تناول مضادات الهيستامين التي تساهم في السيطرة على العطس والكحة، وتزيل أعراض الحكة ، وتتمثل أهمية سرعة التدخل العلاجي الوقائي مثل "الاستيروئيدات" في منع تطور الحساسية لحالات حرجة مثل الربو أو التهابات الجيوب الأنفية، مع الابتعاد عن مثيرات ومهيجات الحساسية مثل الغبار والتدخين.
ولتجنب انتشار عث الغبار في المنزل يجب الحرص على ضرورة تهوية المنازل وتنظيفها بشكل دوري وتعريض الأغطية والفرش للشمس وغسل المفروشات والستائر بالماء الساخن، والذي يساهم في التقليل من انتشار العث لكنه قد لايقضي عليه تمامًا.
وتوصي منظمة الصحه العالميه بأخذ اللقاحات الطبية الوقائية خصوصًا لقاح الإنفلونزا الموسمية ولقاح المكورات الرئوية لكل المرضي الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة خاصةً مرضى الربو الشعبي . كما ينصح بالحرص على تناول الأدوية التي يصفها الطبيب المختص لعلاج أعراض حساسية الأنف مثل السعال وسيلان الأنف والزكام وعلى المرضى المصابين بالربو المداومة على العلاج الطبي مع حلول فصل الخريف واتباع نصائح وتعليمات الطبيب المعالج.
للمزيد من المعلومات عن الإنفلونزا والمواقع التي تتوفر التطعيمات فيها مجاناً، يمكنك زيارة الموقع التالي: www.stoptheflu.qa .