الدوحة- 29 ديسمبر 2018: مع حلول فصل الشتاء والانخفاض النسبي في درجات حرارة الجو ينتعش موسم التخييم ، وفي هذا الإطار تحذّر مؤسسة حمد الطبية الجمهور من المخيمين ومرتادي الرحلات في مناطق البر والتخييم من التعرض لبعض المشكلات الصحية الطارئة التي يمكن أن يتعرض لها المخيمون مثل أمراض موسم الشتاء ، أو الإصابات الناشئة عن الحوادث جراء استخدام السيارات أو الدراجات رباعية الدفع ، أو الحروق والاختناق عند التدفئة .
وتعد منطقة سيلين وجهة التخييم والرحلات المفضلة في هذا الموسم ، وتتواجد خدمات الرعاية الطبية في هذه المنطقة من خلال العيادة الطبية لموسم التخييم في سيلين التابعة لمؤسسة حمد الطبية التي تستمر أعمالها حتى منتصف أبريل المقبل للعام التاسع على التوالي. وتستقبل العيادة الحالات المرضية التي تحدث للمخيمين بشكل طارئ أثناء التخييم ، حيث تكون الاستجابة الاولى للحالات الطارئة من خلال خدمة الإسعاف عبر السيارات المجهزة والمسعفين ، أما العيادة فيمكن أن يتوجه المريض إليها بصحبة رفاقه أو يتم نقله إليها عبر سيارة الإسعاف وذلك يعتمد على تقييم حالته . وتبدأ مواعيد العمل في العيادة كل يوم خميس عند الساعة الثالثة عصراً، وتستمر حتى السبت عند الساعة الخامسة مساءً ، وذلك طوال الأسابيع التي يتضمنها موسم التخييم ويتواجد بها طبيب وممرض طوال فترة عملها، ويتوافر بجانبها مهبط الطائرات التي تستخدم لنقل الحالات المرضية الحرجة إلى مستشفيات حمد الطبية .
من جهته يوضح الدكتور حامد غريب – الطبيب الاستشاري بمؤسسة حمد الطبية والمسؤول الطبي لعيادة موسم التخييم في سيلين أن الحالات المرضية التي تصيب المخيمين في العادة تتنوع بين البسيطة مثل : آلام البطن ، الاسهال ، ارتفاع الحرارة ،الكحة ، الزكام ، أو الإصابات الخفيفة كالجروح القطعية أو التهتكية ، الالتواءات ، الانزلاق في المفصل ، وهناك حالات مرضية متوسطة الشدة مثل: التهابات القصبة الهوائية والجهاز التنفسي ، النزلات الشعبية ، المغص الكلوي ، نزلات معوية ، الربو الشعبي أو نزيف الانف، التهابات العيون والآذان ، والجروح متوسطة الشدة ، والحروق . أما الحالات الشديدة فهي تشمل الكسور والحوادث والأزمات القلبية.
ويشدد الدكتور حامد غريب على مخاطر حرق الفحم والحطب داخل أماكن التخييم المغلقة بغرض التدفئة إذ تتسبب في إشعال الحرائق بالإضافة إلى التسمم بغاز أول أكسيد الكربون والذي تبدأ أعراضه في الظهور خلال مدة من 5 إلى 20 دقيقة بعد التعرّض للغاز والتي تشمل الصداع، والدوار، والغثيان، وضيق التنفس، والتعب والإعياء، والتشوّش، وهنا ننصح بضرورة الخروج الى الهواء الطلق فوراً وطلب العناية الطبية إذا أصيب الشخص بهذا النوع من التسمم.
ويشير د.غريب الى ضرورة الامتناع عن استخدام وسائل التدفئة التقليدية مثل أوعية الحرق، والمشاعل، وأفران الشواء، ومواقد التدفئة، وأفران الغاز وغيرها والإستعاضة عنها باستخدام المدافئ المرخصة والآمنة. كما يجب الحذر من اشعال النيران بالأماكن المغلقة؛ تجنباً لحدوث إصابات بالعين مثل الحساسية والاحمرار مما يتسبب في حكة بالعين وقد يؤدي الأمر لحدوث إصابات بالغة بها، ويجب التوجه إلى الطبيب على الفور في حالة حدوث أي إصابة. أما عند إشعال النار للضرورة كطهي الطعام فيجب أن يتم ذلك في حفرة بعيدة عن الخيام لا يقل عمقها عن 60 سم لدفن الفحم فيها وعند مسافة لا تقل عن 5 أمتار بعيداً عن الخيمة ، وفى حال استخدام مشعل الفحم (الدوه) داخل الخيمة أثناء الجلوس وفي حال اليقظة يجب التأكد قبل ادخال المشعل للخيمة أن الفحم قد أصبح في حالة تجمر مع ترك فتحات فى الخيمة لدخول تيار الهواء بحيث يصبح الهواء داخل الخيمة متجددًا باستمرار ، وفي جميع الأحوال يجب إطفاء مشعل الفحم (الدوه) قبل النوم ، وإذا تواجد الأطفال في مناطق التخييم فيجب مراقبتهم باستمرار والتأكد من ابتعادهم عن مشعل الفحم أو أى مصادر أخرى للنار أو الحرارة العالية أو الأسطح الساخنة .
وينصح د.غريب بالحرص على توافر وسائل إطفاء الحرائق البسيطة في مناطق التخييم مثل طفاية الحريق أو البطانية الحرارية داخل أماكن التخييم ، مع توفر بعض الإسعافات الأولية البسيطة مثل مراهم الحروق والمطهرات الطبية وذلك للتدخل السريع عند حدوث أى حريق. وتتضمن نصائح السلامة التي يتم تقديمها دائماً للمخيّمين ضرورة اختيار خيام مصنوعة من مواد مقاومة للحريق والحرارة والبرودة، كما يجب الامتناع عن التدخين في الأماكن التي يوجد بها مواد قابلة للاشتعال ويمكن حدوث حريق بها، بالإضافة إلى ضرورة إغلاق صمامات مواقد الغاز المحمولة بإحكام في حال عدم استخدامها، وتخزين صفائح الوقود بشكل آمن ، وإذا تواجد أطفال مع المخيمين ينصح بمتابعة الأطفال بشكل دائم أثناء مشاركتهم في الأنشطة الترفيهية المختلفة حرصاً على سلامتهم.
ومن جانب آخر أشار السيد صالح المقارح المري- مساعد المدير التنفيذي لخدمة الإسعاف للفعاليات وخطط الطوارئ بمؤسسة حمد الطبية إلى مخاطر الاستخدام الخاطئ للدراجات رباعية الدفع (ATV) وخاصة للأطفال والتي ينتج عنها الكثير من الإصابات المتنوعة الشدة مما يؤكد أهمية ارتداء خوذة الرأس وملابس الحماية اللازمة دائماً عند قيادة الدراجات رباعية الدفع بما في ذلك نظارات لوقاية العينين وقفازات اليدين وحذاء واقي.
وبدوره يؤكد السيد صالح المقارح المري أن تغطية الإسعاف لخدمات التخييم مستمرة بمنطقة سيلين على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع ، حيث تتواجد بشكل دائم سيارتي إسعاف اعتياديتين بالاضافة الى سيارتي إسعاف دفع رباعي لنقل الحالات المرضية من مناطق الـكثبان الرملية الى عيادة سيلين أو إلى موقع سيارة الإسعاف العادية أو مهبط الإسعاف الجوي حسب الحاجة ، كما توفر خدمة الإسعاف عدد 11 سيارة إسعاف في نهاية كل أسبوع وفي أوقات الذروة بمنطقة المخيمات بسيلين ، أما أيام العطلة الأسبوعية (عصر الخميس ؛ والجمعة والسبت) وأيـام الأجازات المدرسية والمناسبات فقد تم زيادة عدد سيارات الإسعاف العادية إلى 6 سيارات ، والدفع الرباعي إلى 5 سيارات بالإضافة الي توفير خدمة الإسعاف الجوي ومسعفي الحالات الحرجة.
ونوه صالح المقارح بأنه تم تدشين وحدات الأسطول الجديدة العام الماضي لتقدم تجربة فريدة بالاستجابة لحالات الطوارئ من خلال الكثبان الرملية بكل مرونة وسلاسة وبدون أي معوقات وفي أوقات قياسية.