• 13/11/2018
    انعقد هذا الأسبوع في الدوحة اجتماع ضم خبراء دوليين في الرعاية الصحية من 11 دولة في العالم لتبادل الخبرات في مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها والتباحث في أنواع التحديات التي يواجهونها على هذا الصعيد. ويتمثل الهدف الرئيسي من هذا الاجتماع في إتاحة الفرصة أمام الخبراء لتبادل المعارف ووضع خطط التعاون المهني في المستقبل. كما شكل الاجتماع منبراً لمناقشة سبل التعاون لتحسين معدل التبرع بالأعضاء على الصعيد العالمي وتطوير برامج زراعة الأعضاء. 

    وقد شارك أخصائيو الرعاية الصحية من الولايات المتحدة، وأسبانيا، والهند، وباكستان، وأستراليا، وجنوب أفريقيا، وكرواتيا، والفلبين، والسودان وسلطنة عمان في سلسلة من الاجتماعات والمحاضرات الرفيعة المستوى، إلى جانب خبراء من دولة قطر، وذلك تحت شعار "مد الجسور بين المجتمعات لتعزيز التبرع بالأعضاء". 

    وقد وصل عدد المتبرعين المسجلين في برنامج قطر للتبرع بالأعضاء منذ تأسيسه في العام 2012 نحو 300,000 متبرع ما يفيد أن 15 % من عدد السكان الراشدين في قطر قد وقّعوا على استمارة التبرع بالأعضاء. وشهد هذا العام 45 عملية لزراعة الأعضاء منها  35 عملية زراعة كلى (23 منها من متبرعين أحياء و12 من متبرعين متوفين)، وتسع عمليات زراعة كبد ( 4 منها من متبرعين أحياء و5 من متبرعين متوفين) فضلاً عن 3 عمليات زراعة نخاع العظم، كلها من متبرعين أحياء، وذلك مقارنة بالسنوات العشر الماضية التي لم يتجاوز خلالها عدد عمليات زراعة الكلى في العام 2008 عمليتين فقط. 
      
    وأظهرت البيانات الاخيرة الصادرة عن المرصد العالمي للتبرع بالأعضاء وزراعتها التابع لمنظمة الصحة العالمية أن عدد عمليات زراعة الأعضاء التي يشهدها العالم سنوياً تجاوز 130,000 عملية؛ وفي حين أن هذا العدد يستحق الذكر، تشير التقديرات إلى أنه يمثل أقل من 10% من الاحتياجات على الصعيد العالمي. 

    وفي هذا السياق، قالت سعادة الدكتورة حنان الكواري، وزير الصحة العامة إن برنامج قطر للتبرع بالأعضاء، الذي يتضمن قائمة انتظار وطنية موحدة، قد تحول إلى نموذج تحتذي به الدول الأخرى، مشيرة إلى أن هذا البرنامج الذي يراعي في جوهره العدل والانصاف، قد حظي بالاعتراف على الصعيد الدولي. واستطردت سعادة الدكتورة الكواري قائلة:" إن ما تضمّنته استراتيجية قطر الوطنية لزراعة الأعضاء من ثوابت جعلتها تتبوأ مركز الصدارة بين مثيلاتها في العالم سواء على صعيد المعايير الطبية والأخلاقية التي تطبقها أو على صعيد ملاءمتها لاحتياجات الرعاية الصحية لدولتنا المتنامية والتنوّع الثقافي. فنحن نواجه، على غرار كافة الدول الأخرى، الكثير من التحديات لتحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى التبرع بالأعضاء. غير أن هذا الاكتفاء الذاتي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التعاون الدولي ومساندة الدول التي تسعى إلى تحسين وتطوير أنظمتها". 

    من جانبه، أكد البروفسور رياض عبد الستار فاضل، مدير مركز قطر للتبرع بالأعضاء (هبة) على أنه بإمكان الدول الأخرى التي تتبنى وجهات النظر الاجتماعية والثقافية نفسها تطبيق تجربة قطر الناجحة والفريدة. 

    وأضاف الدكتور فاضل قائلاً:" تتميز دولة قطر بتنوعها وتعدد ثقافاتها ونجاح برنامجنا هو ثمرة الدعم المعزز الذي تلقيناه من قادتنا بمن فيهم سعادة الدكتورة الكواري. فخلال السنوات القليلة الماضية، حقق برنامج التبرع بالأعضاء نجاحاً بارزاً كما أدت الحملات السنوية للتبرع بالأعضاء إلى تحول كبير في فهم الجمهور ونظرته لهذه المسألة الهامة".

    وأردف الدكتور فاضل قائلاً :" بذلنا جهداً كبيراً لكسب ثقة الجمهور عبر تطوير ثقافة احترام الإنصاف، والمساواة والكرامة الانسانية. كما وأن برنامج زراعة الأعضاء المنظّم والمزود بالموارد اللازمة، فضلاً عن النتائج الإيجابية والمراعية لمعايير السلامة التي حققتها عمليات الزراعة التي أجريت حتى تاريخه ساهمت في ضمان ثقة الجمهور. ما أدى إلى تغيرات ملموسة على مستوى موقف الجمهور من التبرع بالأعضاء، ومن ثم ارتفاع عدد الأشخاص المسجلين في سجل التبرع بالأعضاء وزيادة عدد المتبرعين الأحياء". 

    واقيم أيضاً خلال هذا الاسبوع احتفالاً خاصاً لتكريم المتبرعين الأحياء وأسر المتبرعين المتوفين، بحيث منح 44 شخصاً من المقيمين والمواطنين القطريين "ميدالية الإيثار" تقديراً لأعمالهم المفعمة بالانسانية ونكران الذات. كما وحظيت الشركات الداعمة لبرنامج التبرع بالأعضاء بالتقدير. 

    وعلى هامش هذه الفعالية، تم عرض قصة الشابة ليلا ووالدتها. فبعد مغادرتهما سوريا هرباً من النزاعات القائمة، توجهت ليلا البالغة من العمر أربع سنوات، مع والدتها إلى قطر حيث كان يعمل والدها. وإذ تبين بأنها مصابة بفشل كلوي، تبرعت والدتها لها بكلية، وخضعت لعملية الزراعة في مؤسسة حمد الطبية. 

    وفي هذا الإطار، علق البروفسور فاضل قائلاً:" تعيش حالياً ليلا ووالدتها حياة سعيدة خالية من المشاكل الصحية. وعملاً بما جاء في ميثاق الدوحة للتبرع بالأعضاء، علينا أن نعتني بالمتبرعين وأسرهم. ففيما يتعلق بالمتبرعين الأحياء، نوفر لهم الضمان الصحي مدى الحياة، إلى جانب تغطية تكاليف الانقطاع عن العمل طوال فترة التعافي التي تلي العملية الجراحية".