يعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مشكلة شائعة تصيب ما بين 5  إلى 6% من الأطفال. وكثيراً ما يظل الكثير من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب دون تشخيص، حيث ينعكس ذلك عليهم على شكل صعوبات في بناء علاقات اجتماعية مع أقرانهم، ونتيجة لذلك فقد يشعرون بالعزلة والوحدة والقلق المتزايد.
 
ووفقاً لما يقوله الباحثون، يميل الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلى الاندفاع، وكثيراً ما يعانون أيضاً من مشاكل واضطرابات سلوكية، وقد يؤدي هذان الأمران معاً إلى إساءة استخدام العقاقير وتعاطي الكحول.
 
ومن هنا، وبعد مرور فترة زمنية على استخدام المرضى لمثل هذه المواد التي تؤدي إلى الإدمان، يتطور لديهم سلوكيات مكتسبة جديدة والتي تعزز لديهم الشعور بإيجابية استخدام مثل هذه المواد، بيد أنه بعد مرور فترة من الوقت تتطور لديهم القدرة على احتمال واستيعاب هذه المواد داخل أجسامهم فلا يعود لها الأثر المطلوب، وبالتالي تتم زيادة الجرعات للحصول على استجابة أفضل، وحينها يدركون أنه لم يعد بوسعهم التوقف عن استخدام هذه المادة. ويعود السبب في ذلك أنهم عندما يمتنعون عن تناول الجرعة، يبدأون بالشكوى من أعراض انسحابية تجبرهم على إعادة استخدام هذه العقاقير مرة أخرى. ويعد هذا أحد السيناريوهات الشائعة التي قد تحدث للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهو أمر يستوجب التعامل بحرص شديد وتوفير العلاج وغير ذلك من تدابير الرعاية التأهيلية.

من: د. طاهر شلتوت