غالبًا ما تحدث الحساسية الغذائية في مرحلة الطفولة المبكرة مع أو بدون التهاب الجلد التأتبي. حاليًا، يتم أخذ التاريخ العائلي لمعرفة احتمالية أن يصاب الرضيع بالحساسية الغذائية، ولكن ليس كل الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي سيصابون بالحساسية الغذائية. فبعض الأطفال يصابون به على الرغم من عدم وجود تاريخ عائلي من الحساسية. ولذلك، لا يمكن اعتبار التاريخ العائلي مؤشرا على تطور الحساسية الغذائية.

يقوم الباحثون بإجراء أبحاث لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالحساسية الغذائية والعمل على وضع برنامج لمنع تطورها. وقد تمكن الباحثون عام 2024 من تحديد مؤشرات مبكرة للإصابة بها. فقد أجرى الباحثون دراسة شملت 129 رضيعاً تتراوح أعمارهم بين شهرين ولم تظهر عليهم أي علامات للحساسية الغذائية أو التهاب الجلد التأتبي. استخدمت الدراسة تقنية لأخذ العينات عن طريق وضع شريط على الجلد في منطقة الساعد، وهي تقنية غير جراحية ولطيفة، حيث ترتبط البروتينات السطحية والدهون الموجودة في الجلد بالشريط. ومن ثم يتم جمع الأشرطة وفحصها لمعرفة ما يوجد في الجلد. تمت مراقبة الأطفال سريريًا لمدة 24 شهرًا لمعرفة ما إذا أصيبوا بالحساسية الغذائية والتهاب الجلد التأتبي.

ضمن هذه المجموعة، أصيب 9 من 129 رضيعًا بالحساسية الغذائية فقط، وأصيب 9 آخرون بالتهاب الجلد التأتبي مع حساسية الطعام، وأصيب 28 بالتهاب الجلد التأتبي فقط. أظهرت نتائج فحص الأشرطة زيادة في مستويات ونسب سفينجوزين سيراميد غير المشبع (C18-sphingosine) نوعي(N24:1) و(N26:1) في الطبقة القرنية لجلد الأطفال الذين أصيبوا بالحساسية الغذائية والذين أصيبوا بالحساسية الغذائية والتهاب الجلد التأتبي مقارنة مع الأطفال الذين أصيبوا فقط بالتهاب الجلد التأتبي والأطفال الذين لم يصابوا بالتهاب الجلد التأتبي أو الحساسية الغذائية. مما يشير إلى أن زيادة مستويات تلك الأحماض الدهنية غير المشبعة غير الهيدروكسية لسفينجوزين سيراميد (ترمز بالانجليزية بـ ceramides -NS) هي مميزة للحساسية الغذائية فقط. كما زادت مستويات الانترلوكين 33 بشكل معتدل عند الأطفال الذين أصيبوا بالحساسية الغذائية ولم تزداد لدى الذين أصيبوا بالتهاب الجلد التأتبي.

بالإضافة إلى ذلك، كان لدى الأطفال الذين أصيبوا بالحساسية الغذائية مستويات متزايدة من أحماض أوميغا هيدروكسي سفينجوزين سيراميد الدهني المرتبط بالبروتين (ترمز بالانجليزية بـOS-ceramides) من نوع N32:0 مقارنة بالأطفال الذين لم يصابوا بأي من الحساسية الغذائية أو التهاب الجلد التأتبي والذين أصيبوا بالتهاب الجلد التأتبي.

بينما كان مستوى الليمفوبويتين الغدة الصعترية مرتفعًا عند الذين أصيبوا بالتهاب الجلد التأتبي والذين أصيبوا بالحساسية الغذائية والتهاب الجلد التأتبي معًا، ولكن ليس عند أولئك الذين أصيبوا بالحساسية الغذائية فقط. كما كان لدى الأطفال الذين أصيبوا بالتهاب الجلد التأتبي زيادة في أنواع الأحماض الدهنية لسفينغوميلين غير المشبعة من نوعي 24:1 و26:1، لكن الأطفال الذين أصيبوا بالحساسية الغذائية أو الحساسية الغذائية والتهاب الجلد التأتبي معًا لم يكن لديهم هذه الزيادات.

استنتج الباحثون من خلال هذه الدراسة إلى أن أنواع سيراميدات غير المشبعة وسيراميدات المرتبطة بالبروتين هي مؤشرات قوية للإصابة بالحساسية الغذائية. أيضًا، أدى تغيير ملفات الدهون، والانترلوكين 33 وعامل نخرة الروم ألفا معًا إلى زيادة كبيرة في احتمالات التنبؤ بالإصابة بالحساسية الغذائية، مع نسبة أرجحية أكبر من 100.

لكن لا بد من إجراء المزيد من الدراسات التي تشمل مجموعات عرقية مختلفة في مناطق مختلفة من العالم لتحديد عالمية هذه النتائج.​