وبما أن شهر أكتوبر قد تم تخصيصه كشهر لنشر الوعي بسرطان الثدي، فقد وافقت السيدة/ ثومبسون وهي غير متزوجة، البالغة من العمر (53) عاماً والتي كانت تعيش بدولة قطر لمدة ثلاث سنوات، مشاركتنا في قصتها حول تجربتها كمريضة بسرطان الثدي. كانت السيدة/ ثومبسون تعمل معلمة لغة إنجليزية للأجانب بكلية شمال الأطلنطي، دولة قطر وهذه هي التجربة الثانية لها مع مرض سرطان الثدي. وكانت قد تلقت علاجها بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بمؤسسة حمد الطبية.
السيدة/ ساندي شفيت من سرطان الثدي مرتين. ماذا يعني ذلك؟ ، هل يعني ذلك أنها ذهبت إلى الحافة وعادت مرة أخرى؟ في الوقت الذي تم تشخيص المرض لديها للمرة الأولى كانت السيدة/ ساندي في منتصف تحول ضخم في حياتها. أما في المرة الثانية الذي تم فيه تشخيص المرض فقد كانت تعيش في دولة أجنبية ولم تكن تعلم كيف تنتقل عبر النظام الطبي. لقد كانت التجربتان بمثابة تجارب تعليمية بالنسبة لها وقد اجتازتهما وخرجت منهما أكثر قوة وصلابة.
تم اكتشاف حالة سرطان الثدي لديها وعودته مرة أخرى من خلال إجراء عملية فحص روتيني للثديين بالتصوير الإشعاعي (mammogram). في الحالتين لاحظ اختصاصي الأشعة وجود بقع صغيرة في صور الأشعة. لقد كانت محظوظة باكتشاف السرطان، في المرتين، وكان حجمه أقل من 1سم، والتي كان من الممكن عدم ملاحظتها بسبب الموضع الذي كانت فيه. ولحسن الحظ، كانت حدسية والابتسامات المهزوزة التي قابلها بها اختصاصيو الأشعة وهم يقولون لها "وداعاً" جعلتها تهرول نحو المكتبة للقيام بإجراء بحث. وفي الحالتين كانت السيدة/ ساندي، بعد شهرين من إجراء الفحص الإشعاعي للثديين، مستلقية على طاولة العمليات.
في عام 2010 خضعت السيدة/ ساندي لعملية استئصال الكتلة السرطانية (lumpectomy)، والعلاج الإشعاعي حيث بدأت في تعاطي دواء تاموكسوفين (tamoxifen)-عقار مضاد للأستوجين. ثم قطع منها ذلك الدواء بعد ثلاثة أشهر كانت العملية الجراحية الثانية التي أجريت لها وكانت عبارة عن استئصال الثديين (mastectomy) بدلاً عن استئصال ثدي واحد لأنها لم تكن ترغب في عودة السرطان مرة أخرى. كانت ترتدي صديرية من النوع (34DDD) وعملية التفكير في أنها غير متوازنة كانت بالنسبة لها رحلة عاطفية لم تكن ترغب في القيام بها. كان ما شعرت به، في الغالب، يتمثل في "إذا كانت ثدييها يحاولان قتلها، فإنها ترغب في التخلص منهما...الآن".
أجرت السيدة/ ساندي عملية استئصال لثدييها مع ترميم فوري بمستشفى حمد العام تحت عناية الطبيب الاستشاري الأول د/ صلاح الدين أ جيهاني وفريقه الجراحي. بدأت عملية ترميم الثديين متأخرة نوعاً ما وذلك لأنها تعرضت للإصابة بالتهاب استمر معها لمدة شهرين. ولكن، بعد سبعة شهور لاحقة تمت عملية استبدال الفاسحات (expanders) بغرسات سيلكون (silicone implants). تقول السيدة/ ساندي "على
الرغم من أنها تبدو فاتنة، إلا أنها، في حقيقة الأمر بعيدة عن ذلك تماماً. كنتُ لا أزال "تحت الترميم" وسوف أكون كذلك لجزء مهم من السنة، حيث أنهم يحاولون إبراز ثديي إلى الخارج، وإذا ما
قررت مواصلتها، فعليهم إنشاء حلمات بهالات عن طريق الوشم. أفضل التفكير في نفسي كعمل فني، يتغير كل يوم. كل ما أريد حقيقة، هو أن تكون الأشياء طبيعية بقدر الإمكان، لهذا السبب أردت أن أتحدث بانفتاح وأمانة حول تجربتي". بقيت السيدة/ ساندي، بعد تشخيص حالتها، بالدوحة لأنها كانت تتمتع بمجموعة دعم ضخمة من الأصدقاء والزملاء بالدوحة. كانت تدرك تماماً أنه سيكون بإمكانها العمل من خلال أي شكل من أشكال العلاج الأفضل لها وهي تسكن بالقرب من المستشفى. تقول السيدة/ ساندي: "بقائي هنا كان هو الخيار السليم بالنسبة لي. لقد كانت الممرضة السريرية المتقدمة والمتخصصة وممرضات الجناح رقم (8) جنوب جميعهن رائعات. لقد أولنني رعاية كاملة وعظيمة. لقد ظلت كاثي معي في كل لحظة وظلت تراقبني دوماً عن قرب، على الخصوص عندما كنت أعاني من الالتهابات. كان هناك اختصاصي رائع للعلاج بالتدليك المعروف ب Manual Lymph Drainage حيث كنت أذهب إلى قسم العلاج الطبيعي بمركز علاج وأبحاث السرطان مباشرة بعد العملية الجراحية لمساعدتي على الشفاء".
تواصل السيدة/ ساندي حديثها فتقول: "يجب أن لا يكون السرطان ذلك الفيل الكبير المخيف بالغرفة. يتطلب الأمر التحدث عنه بصراحة وانفتاح وأمانة وبدون الشعور بالحرج. هذا هو الأسلوب الذي يمكننا من هزيمة سرطان الثدي. وهكذا نستطيع أن نقاوم ونعيش" وتضيف السيدة/ ساندي قائلة: "نصيحتي لأولئك الذين شفوا من السرطان وأولئك الذين تم تشخيصه لديهم مؤخراً أن عليهم عيش حياتهم بصورة طبيعية، توجيه العديد من الأسئلة وعدم الرهبة أو الخوف. هذا الأمر ممكن التحقيق. هل استوعبتم ذلك!".
في مسعاها لتكوين شبكة دعم نشطة لسرطان الثدي بالدوحة بدأت السيدة/ ساندي تشكيل فريق قارب التنين (Dragon Boat Team) بالدوحة لأولئك الذين تغلبوا على المرض وداعمين المرضى. في حقيقة الأمر إننا نرحب بكافة أولئك الذين نجوا من كافة أنواع السرطانات. للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال، مباشرة، بالسيدة/ ساندي:
sandee_t@yahoo.com