كلمة ترحيبية
التأهيل الإدراكي يعد جزءًا هاماً من عملية إعادة التأهيل العصبي؛ فطفرة الاهتمام التي شهدتها هذه التقنية العلاجية خلال العقود الأربعة الماضية كانت لافتة بحيث شكلت أيضاً محور التركيز الأساسي في عدد كبير من البحوث التي أجريت في السنوات الأخيرة.
من دواعي سروري أن أرحب بكافة الزملاء المشاركين في دورة التأهيلالإدراكي التي ينظمها فريق المؤتمر الأمريكي للتأهيل الطبي، وهو أحد الفرق الرائدة في المنطقة في مجال تدريب خبراء إعادة التأهيل من ذوي التخصصات الطبية المتعددة على التأهيل الإدراكي. ومما لا شك فيه أن هذا التدريب سيوفر لنا فرصة لتعلم فن وعلوم تحسين الأداء الوظيفي للقدرات العقلية وتعزيز التدخلات المبنية على الدليل العلمي وذلك بهدف تقديم الرعاية الأمثل للمرضى الذين يحتاجون إلى التأهيل الإدراكي.
ظلت عبارة التأهيل الإدراكي التي طالما كانت ضيقة النطاق، متمحورة بشدة حول علاج القدرات الإدراكية المتدهورة أو التعويض عنها. ولكن عبارة "تأهيل الأشخاص الذي يعانون من خلل إدراكي" ربما تعكس بشكل أفضل التركيز على الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات ويشكلون حاضراً ومستقبلاً الهدف الرئيسي لعملية إعادة التأهيل الإدراكي.
بدا هذا المجال على مدى عقود طويلة، وكأنه عالقاً في صراع داخلي حول ما إذا كان من الأفضل التركيز على الإجراءات أو المهارات التدريبية أو القدرات التوظيفية، إلى جانب الطرق والسياقات المناسبة لتوفير هذا التدريب. وعلى الرغم من أن هذا الصراع لم ينتهِ بشكل كلي، فمن المعترف به بشكل متزايد أن التغيرات الوظيفية يجب أن تشكل الهدف الرئيسي للعلاج، بحيث تتوفر سبل مختلفة وعديدة لتسهيل هذه التغيرات.
وقد أدركالاختصاصيون المعنيون بإعادة التأهيل الإدراكي أن التحدي الأساسي يكمن في "العثور على الحصان الملائم للحلبة الصحيحة". وفي هذا السياق، تحدث البروفسور ريك بارنتيه، الحائز على درجة الدكتوراه في الطب النفسي، قائلاً :" نحن لا نفتقر إلى استراتيجيات إعادة التأهيل الإدراكي التي يتعين اتباعها بعد التعرض لإصابات دماغية، فقد تمكنا من تطوير عدد كبير منها خلال العقود الأخيرة، ولكن التحدي يتمثل في إقناع المرضى/ العملاء باتباعها". ويكمن التحدي الآخر الذي أشار إليه الاختصاصيون بتطبيق "النهج المتمحور حول المريض والذي ينظر العميل إليه على أنه حل للمشكلة، ما يعني أنهم قد يظهرون المزيد من الحماسة لتحقيق أهدافهم".
نأمل من خلال هذا التدريب، أن نتمكن من معالجة هذه المسائل وتعلم استراتيجيات إعادة التأهيل الإدراكي المبنية على الدليل بفضل الباحثين والاختصاصيين الإكلينيكيين البارزين في هذا المجال.
إننا نتطلع لرؤيتكم ونتمنى للجميع دورة تدريبية موفقة.
سانديا برامود نيكاد
رئيس قسم إعادة التأهيل
مركز قطر لإعادة التأهيل