NewsDetail
الدوحة، 29 مارس 2016: تتطلب طبيعة عمل الدكتور عبد العزيز الخليفي كرئيس لقسم جراحة القلب والصدر بمؤسسة حمد الطبية أداء أدوار مختلفة على المستوى الطبي والإداري وفي مجالات البحوث والتعليم، إلا أن أكثر ما يفضله الدكتور الخليفي وأكثر ما يشعره بالرضا والارتياح هو عمله كجراح قلب. يقول الدكتور الخليفي :"أنه دائمًا ما يشعر خلال عمله كجراح قلب بسعادة لا تضاهى لدى معرفته بأنه قد تمكنّ من خلال العلاج الذي يقدمه من مساعدة شخص ما على العيش بصورة أفضل".
وأوضح الدكتور الخليفي أن جراحة القلب تعد أحد أصعب فروع الطب، حيث يواجه المتخصصون في هذا المجال العديد من التحديات مثل الطبيعة المعقدة لحالات جراحة القلب، بالإضافة إلى أنه يعد من أكثر التخصصات احتياجًا لتكريس الوقت وأكثرها تطلبًا على المستويين البدني والنفسي.
ومن بين مختلف الإجراءات التي تتم أثناء جراحة القلب يُعد ربط المريض بجهاز القلب والرئة (القلب الاصطناعي) من أهم أجزاء عمل جراح القلب خلال الجراحة، حيث يعمل هذا الجهاز كمضخة للأكسجين والدم في الجسم ويقوم بأداء كامل مهام الجهاز التنفسي والدورة الدموية في جسم المريض، مما يسمح للجراح بإيقاف قلب المريض لإجراء الجراحة عليه.
ويقول الدكتور الخليفي:" أن اطلاعه للمرة الأولى على هذا الإجراء الخاص بإيقاف القلب ومن ثم إنعاشه وإعادته للعمل هو ما زاد بشكل كبير من اهتمامه بتخصص جراحة القلب ومن ثم دفعه لاتخاذ القرار بالتخصص في هذا المجال ، حيث توجه للدراسة في كلية الجراحين الملكية في أيرلندا، وأكمل هناك فترة التدريب، ثم عمل بعد ذلك في جراحة القلب للأطفال بفرنسا لمدة عام، ثم توجه بعد ذلك إلى إنجلترا حيث عمل هناك في تخصص جراحة القلب لما يزيد عن 15 عامًا قبل العودة لقطر في عام 2001".
وتعد كل ثانية وكل دقيقة خلال جراحات القلب غاية في الأهمية، وفي هذا الصدد يوضح الدكتور الخليفي: "يتوجب على الجراح إجراء الجراحة بكامل طاقته مع السعي لتحقيق كل أهداف الجراحة، حتى ولو كانت بعض هذه الأهداف تبدو في بعض الأحيان صعبة أو لا يمكن تحقيقها، حيث يتوجب على الجراح أن يضع كل المخاوف والشكوك جانبًا ومن ثم بذل أقصى ما يستطيع من جهد لإنجاح العملية". وقد تستغرق بعض العمليات الجراحية ما يزيد على 12 ساعة، فيما يمكن أن تتطلب بعض العمليات العمل في أوقات غير معتادة، مثل العمل في ساعات متأخرة من الليل.
ووفقًا للدكتور الخليفي فإن أفضل أجزاء عمل جراح القلب وأكثر ما يشعره بالرضا والسعادة هو رؤيته للمريض وهو يتعافى بعد الجراحة. ويقضي الدكتور الخليفي جزءًا كبيرًا من وقته برفقة المرضى، بدايةً من وقت دخولهم للمستشفى ومرورًا بفترة العلاج والإقامة بالمستشفى وحتى خروجهم من المستشفى وما يتبع ذلك من زيارات للمتابعة ومواصلة العلاج، ويقول الدكتور الخليفي:" أنه دائمًا ما ينظر بعين الإعجاب لمدى الشجاعة التي يظهرها المرضى بمختلف أعمارهم خلال مرورهم بمختلف الإجراءات الطبية والجراحية".
ويضيف الدكتور الخليفي أن ثقة المريض في جراح القلب هي التي تشجعه وتعزز من شعوره بالواجب تجاه المريض، وهي التي تدفعه لبذل أقصى ما يستطيع من جهد.
وعند لقاء الدكتور عبد العزيز الخليفي يمكنك أن تشعر فورًا بما يتمتع به من روح المبادرة الإيجابية والحماسة وحس الدعابة الذي يطغى على أي مشقات أو مصاعب أو تحديات قد تواجه جراح القلب، يقول الدكتور الخليفي متبسمًا: "يبدو أنني سأواصل العمل في الجراحة ورعاية المرضى حتى آخر يوم في حياتي"، ويوضّح الدكتور الخليفي بعد ذلك مباشرةً أن العمل في هذا المجال يتطلب من الطبيب أن يتمتع دائمًا بالحماس والحرص على خدمة ومساعدة المرضى، ويقول: "يجب أن يستمتع الجراح بعمله، يجب عليك أن تحب عملك لتبدع فيه".
ومثل أي يوم عمل آخر، عاد الدكتور الخليفي هذه الظهيرة من جولته بأجنحة المرضى ليجد أربعة زائرين في انتظاره عند مكتبه، وعلى الفور، يبادر الدكتور الخليفي لمساعدتهم وتلبية احتياجاتهم، ثم يقول موضحًا أنه وعلى الرغم من أن جدول أعماله لهذا الأسبوع قد تم إعداده مسبقًا، إلا أنه لا يكاد يمر عليه يوم عمل روتيني معتاد، حيث هناك جديد دائمًا وكل يوم. وبالنسبة له فإن إمكانية توقع كل شيء بصورة روتينية هو أحد الأمور التي قد تجلب الملل، ويقول: "دائمًا ما تساعد الضغوط والظروف الأكثر تطلبًا الجراح على الإبداع وتنمية مهاراته".
يستمتع الدكتور الخليفي كثيرًا بقضاء الوقت مع مرضاه، إلا أنه ونظرًا لطبيعة عمله فإنه عادةً ما يضطر إلى حضور الكثير من الاجتماعات، بما في ذلك الاجتماعات الطبية التي يلتقي فيها بجراحي وأطباء القلب الآخرين لمناقشة حالات المرضى والتقدم الذي يحققونه، والاجتماعات التي يتم إجراؤها قبل العمليات الجراحية، بالإضافة إلى الاجتماعات على مستوى القسم والتي يجتمع فيها كل موظفي القسم لمناقشة كل ما يشغلهم، والاجتماعات التي تركز على مواضيع التعليم والبحوث والتي يسهم فيها بتقديم الدعم والتوجيه الإداري.
وأشار الدكتور الخليفي إلى أن جزءًا كبيرًا من عمله يتمثل في المشاركة في البحوث وخلق الفرص التعليمية المناسبة لأعضاء فريقه، ويقول: "هناك الكثير من التطورات التي تحدث حولنا، حيث يتم دائمًا تطوير أساليب علاجية وأدوية جديدة، كما تصدر باستمرار قوانين جديدة أو يتم تطبيق إجراءات جديدة للاعتماد والترخيص، ويجب على الجراح أن يظل دائمًا على اطلاع على هذه التطورات". ويضيف: "يجب أن يتمتع الجراح بإرادة قوية لمواصلة التحسن والتعرف على التطورات الجديدة للارتقاء في مسيرته المهنية".
وقد ظل الدكتور الخليفي منذ التحاقه بالعمل في مؤسسة حمد الطبية يلعب دورًا رئيسيًا في نقل آخر التطورات وأحدث التقنيات في مجال جراحة القلب المفتوح لتطبيقها بدولة قطر، مثل جراحة زرع جهاز مساعدة البطين الأيسر، وتقنيات جراحة إصلاح الصمام الميترالي.