• 16/03/2016
    الدوحة، 15 مارس2016م: تبرعت أم سورية بإحدى كليتيها لإنقاذ حياة ابنتها ، وقد أُجريت عملية نقل الكلية بنجاح قبل عامين في مستشفى حمد العام ، وكانت عملية زراعة الكلية للمريضة  " ليلاس "  قد أُجريت في العام 2014 وهي الآن في الحادية عشرة من عمرها، وتذهب إلى المدرسة وتعيش حياتها بصورة طبيعية مع زميلاتها . 

    اكتشفت الأم المتبرعة ) إنعام عبدالحميد (إصابة  إبنتها الكبرى " ليلاس " بمرض في الكلى وهي في السابعة من عمرها حيث ازدادت حالتها سوءاً مما اضطرها الى إجراء الغسيل الكلوي لمدة عامين للبقاء على قيد الحياة.

    تقول إنعام عبد الحميد:" كنت أرى معاناة ابنتي كل يوم وأتمنى فعل أي شيء لمساعدتها ، خاصة أنها كانت لا تسطيع أن تعيش كباقي الأطفال ممن هم بنفس عمرها؛ فالمرض كان يحول دون ذلك، وكان هذا بالنسبة لي كأم أمراً في غاية الصعوبة".

    وبالفعل كانت مساعدة الأم لابنتها بمثابة " هبة الحياة" ، فقد قررت التبرع بإحدى كليتيها لإبنتها، وكباقي حالات التبرع بالأعضاء تم إجراء الترتيبات اللازمة وما صاحبها من استيفاء للفحوصات الطبية والنفسيّة والجوانب الأخلاقية المتصلة بعملية التبرع في مستشفى حمد العام، وبعد أسبوع واحد غادرت إنعام وابنتها المستشفى وهما تتمتعان بصحة جيدة بعد عملية زرع كلية ناجحة.

    وتجدر الإشارة إلى أن عملية زراعة الكلى في قطر تتم الآن باستخدام المناظير، وهو أسلوب جراحي متقدم يتم من خلال عمل فتحة صغيرة في الجسم لزراعة العضو المتبرع به مما يقلل من الوقت اللازم لشفاء المريض.

     وتشير والدة " ليلاس " ، التي اعتبرت أن قرار التبرع بكليتها لإنقاذ حياة ابنتها كان من أسهل القرارات التي اتخذتها في حياتها ، حيث كان همها أن تمارس ابنتها حياتها بشكل طبيعي. وكانت " ليلاس " قبل العملية تطمح في أن تصبح فنّانة، بينما تبدل طموحها بعد العملية وتتمنى الآن أن تصبح طبيبة لعلاج المرضى.

    فرحة إنعام فرحتين؛ الأولى عندما مَّن الله عليها بشفاء ابنتها "ليلاس" على يد جراحي مركز قطر لزراعة الأعضاء، بينما الفرحة الثانية بعد أن استجاب الله لطلبها ورزقها بطفلتها الثانية "لامار" بعد انتظار دام سبع سنوات.

    من جانبه أشار الدكتور رياض فاضل، رئيس مركز قطر للتبرع بالأعضاء، إلى أن تبرّع الأحياء بأعضائهم إلى أفراد أسرهم المرضى والذي أصبح الأكثر شيوعاً في قطر يعدّ من أفضل الحلول في هذا المجال لأن فرص تطابق الأنسجة بين المتبرع والمتبرَّع له تكون أكبر وبالتالي يتمتع الاثنين بحياة طبيعية بعد العملية، وقال : "تعتبر حالة إنعام وليلاس مثالاً رائعاً على مستوى الرعاية الصحية التي تقدم للمتبرعين بالأعضاء والمتلقين لها وعلى قدرة أحد أفراد أسرة المريض على إنقاذ حياته من خلال التبرع بالأعضاء ، خاصة وأن فرص التطابق في أنسجة المتبرع والمريض كبيرة؛ فالأم  إنعام لم تتردد لحظة في التبرع بكليتها لإنقاذ حياة ابنتها، وهما تعيشان  حياة هانئة وقد رزقت مؤخراً بمولودة أخرى".

     كما نوّه الدكتور رياض فاضل إلى أن العمليات الجراحية المتصلة بالتبرع بالأعضاء وزراعتها في دولة قطر تجرى مجاناً للمواطنين والمقيمين على حد سواء، كما أن المتبرعين بالأعضاء والمتلقّين لها يتمتعون بخدمات الرعاية الصحية المجانية في مرافق مؤسسة حمد الطبية طيلة حياتهم، وقال:" تشير الإحصائيات الطبية العالمية أن المتبرعين بالكلى يعيشون ظروفاً صحية أفضل من غيرهم إذا ما توفرت لهم الرعاية الصحية والمتابعة الطبية". 
    بدوره قال الدكتور يوسف المسلماني، مدير مركز قطر لزراعة الأعضاء والمدير الطبي لمستشفى حمد العام أن ما تشهده مؤسسة حمد الطبية من تطوير طويل المدى للخدمات الطبية بالإضافة إلى التركيز المستمر على الجودة وسلامة المرضى أدى إلى أن تصبح عمليات زراعة الأعضاء مثل العملية التي أجريت للطفلة ليلاس من العمليات الاعتيادية التي يتم إجراؤها بصورة متكررة.

    وأضاف الدكتور المسلماني: "لا تعد قصة الطفلة ليلاس فريدة من نوعها، حيث يواصل المزيد من المرضى الاستفادة من التطورات الهائلة التي يتم تحقيقها على مستوى تقديم الرعاية الصحية من قبل فرقنا المختلفة مثل فريق مركز قطر لزراعة الأعضاء".

    وأردف المسلماني بقوله: "بكل تأكيد، فإننا لم نكن لنحقق هذه التطورات دون التزامنا بالتركيز على الجودة والسلامة والبحوث، وهو الالتزام الذي توَّجه الاعتماد الذي حصلنا عليه مطلع هذا الأسبوع من قبل اللجنة الدولية المشتركة".