• 03/05/2016
    الدوحة،  2 مايو 2016: أجريت بنجاح في مستشفى حمد العام أول عملية استئصال كامل للمعدة يتم إجراؤها في قطر لسيدة فلبينية الجنسية وتبلغ من العمر 28 عاماً كانت قد تأكدت إصابتها بورم سرطاني في الجهاز الهضمي من الدرجة الثالثة، وأوصى الأطباء بإجراء عملية جراحية لاستئصال كامل المعدة لدى المريضة.

    وتقضي السيدة (رامونا سواريز) معظم وقت فراغها في شقتها في الدوحة في مداعبة طفلها (هانز ايمانويل) البالغ من العمر سنة واحدة . تقول هذه الأم الشابة، التي تصف نفسها بالمتفائلة:" في الوقت الذي ينصب فيه جلّ تفكيري على مستقبلي ومستقبل أسرتي، لا أستطيع نسيان تلك الفترة التي قضيتها في مستشفى حمد العام إثر إصابتي بالمرض". وكانت المريضة قد شعرت في يناير 2013 ، بألم شديد في المعدة نقلت على إثره الى مركز الطوارىء في مستشفى حمد العام  وبعد إجراء سلسلة من الفحوصات التشخيصية تأكدت إصابتها بورم سرطاني في الجهاز الهضمي من الدرجة الثالثة، وأوصى الأطباء بإجراء عملية جراحية لاستئصال كامل المعدة لدى المريضة.

    وتجدر الإشارة الى أن سرطان الجهاز الهضمي ( أو سرطان المعدة) يتميز بظهور الخلايا السرطانية في البطانة الداخلية للمعدة ويصعب في العادة تشخيص هذا المرض نظراً لأن أعراضه الأولية لا تتعدى كونها شعور بعسر الهضم والحموضة في المعدة وغالباً ما يهمل الناس هذه الأعراض ويعتبرونها أموراً عارضة لا تنطوي على أية خطورة.

    تقول السيدة رامونا سواريز:" قبل نقلي الى مركز الطوارىء في مستشفى حمد العام بحوالي شهر كنت أحسّ بالدوار ونوبات من الإغماء، كما كنت أعاني من آلام في المعدة وكان البراز ذا لون أسود ولم أجد تفسيراً لذلك وعند مراجعتي لطبيب الرعاية الصحية الأولية شخص حالتي على أنها قرحة في المعدة". وفي غضون أيام من نقلها الى مركز الطوارىء في مستشفى حمد العام تقرر إجراء عملية جراحية لها لاستصال المعدة، وقد أبلغها الأطباء بأن رحلة الشفاء من هذا المرض بعد الجراحة ستكون طويلة وأن عليها أن تقوم بتغيير نظامها الغذائي ونمط حياتها.
            
    وتضيف السيدة سواريز:" إن إشراف الطبيب الذي يكون بمقدوره أن يشرح التفاصيل الطبية للعملية الجراحية وما يترتب عليها بأسلوب بسيط وسهل ، ضروري جداً لطمأنة المريض ومساعدته على الشفاء من مرضه ، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أعبّر عن عظيم امتناني لمؤسسة حمد الطبية التي لم يقتصر دورها على تقديم العلاج بل تعدى ذلك الى تقديم الرعاية الصحية الشاملة".
    وكانت العملية الجراحية التي أجريت للسيدة سواريز أول عملية استئصال كامل للمعدة يتم إجراؤها في قطر، وقد أرجعت الفضل في ذلك الى الله ثم الى الكادر الطبي والتمريضي المتمرّس الذي قدّم لها الرعاية الحانية وكان سبباً في إنقاذ حياتها.

    وبعد قضائها أسبوعين في المستشفى بعد العملية الجراحية تمّ ترخيص المريضة على أن تستكمل العلاج المزدوج اللاحق ، وهو عبارة عن سلسلة من الإجراءات العلاجية الكيماوية والإشعاعية التي يخضع لها مرضى السرطان، عن طريق العيادات الخارجية.

    وفي إشارة الى صعوبة الشفاء من عملية استئصال المعدة وحاجة المريض الى التأقلم مع التغييرات الجذرية في النظام الغذائي، قالت السيدة سواريز:" الشفاء من هذا المرض يحتاج الى الكثير من الإصرار والإرادة، ولقد عزمت منذ اليوم الأول من خروجي من المستشفى على الإلتزام بنمط حياة صحي فلا أحد يدري ماذا يمكن أن يحمله المستقبل لنا. الإصابة بالسرطان تغيّر حياة الإنسان ولكنها لا تعني بالضرورة أن حياة هذا الإنسان قد انتهت وعلى المريض أن يتحلى بالكثير من الصبر والأمل".

    الأم الشابة سواريز ، والتي تقيم في الدوحة منذ حوالي سبعة أعوام، تعافت تماماً من السرطان ولكن عليها الخضوع للفحوصات الطبية الدورية للتحقق من عدم عودة الخلايا السرطانية الى الظهور مجدداً، وقد عبرت عن شكرها لكوادر مؤسسة حمد الطبية على ما قدموه لها من دعم خلال رحلتها مع المرض،  وقالت:" لقد قدّم لي أطباء وممرضو مؤسسة حمد الطبية رعاية صحية فاقت كل التوقعات فمنذ اللحظة التي أفقت فيها بعد العملية الجراحية وجدتهم الى جانبي يقدمون لي كل ما كنت احتاج إليه من عناية ودعم وهذا لا يقدر بثمن".