NewsDetail
الدوحة 8 نوفمبر 2014: عقدت مؤسسة حمد الطبية مؤخرًا المؤتمر السنوي لسرطان الثدي لعام 2014 والذي يهدف لنشر الوعي حول طرق الوقاية من سرطان الثدي وأهمية التشخيص المبكر للمرض وكيفية التعامل معه، وركز المؤتمر على دور العامل الوراثي في الإصابة بسرطانات الثدي والمبيض والذي يحدث نتيجة توارث جينات معينة من جيل إلى آخر في العائلة.
ووفقاً للإرشادات الدولية حول هذا الموضوع هناك جينان وراثيان يصاحبان غالبية حالات الإصابة بسرطان الثدي والمبيض بالوراثة هما (BRCA1 و BRCA2)، ويشكل هذان الجينان خطرًا أكبر لنشوء هذين النوعين من السرطانات عند النساء بالإضافة لذلك، هناك نسبة (5 – 10 %) من حالات الإصابة بسرطان الثدي والمبيض مرتبطة بالعامل الوراثي.
وخلال المؤتمر قالت الدكتورة صالحة بوجسوم البدر، استشاري أول الأورام بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بمؤسسة حمد الطبية، ومدير برنامج الكشف عن سرطان الثدي: "إذا وجدت حالة لسرطان الثدي في العائلة، فهناك احتمالية كبيرة للإصابة بسرطان الثدي، لذا فإنه من المهم جدًا أن يتم تقييم مدى خطورة ذلك على الشخص من وجهة نظر طبية".
وأشارت الدكتورة صالحة إلى أهمية إجراء الاختبارات والفحوص لمعرفة مدى خطورة الإصابة بسرطان الثدي والمبيض الوراثي خاصة في حال تكرار الإصابة بهذه السرطانات في العائلة الواحدة أو عند إصابة المرأة نفسها بسرطان الثدي والمبيض أو إصابة الرجل بسرطان الثدي.
وأكدت الدكتورة صالحة على استراتيجيات عدة تسهم في الحد من الإصابة بسرطان الثدي والمبيض الوراثي كتغيير نمط الحياة والمراقبة المستمرة وقالت: "هناك معايير وقائية يمكن اتخاذها للتقليل من خطر الإصابة بمرض السرطان الوراثي كالعمليات الجراحية والعلاجات الأخرى، ويمكن لتلك المعايير تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض بنسبة 90%، وأشارت الدكتورة صالحة إلى أن احتمالية إصابة النساء بسرطان الثدي أو المبيض الوراثي يزيد لدى النساء اللاتي تفوق أعمارهن 45 عامًا".
ويوفر المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان عيادة مختصة لتقييم خطر الإصابة بالسرطان للأفراد والعائلات، وقد تم إنشاء هذه العيادة في مارس عام 2013 وتضم العيادة أطباء من اختصاصات مختلفة حيث يتم تقييم عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض الوراثي وإجراء تقييم طبي للحالة.
وقد تم تحويل 346 مريضة إلى هذه العيادة منذ مارس 2013 إلى أبريل 2014 حيث تبين وجود 253 امرأة معرضة للإصابة بالمرض، وتوفر العيادة أيضًا استشارة جينية للمرضى المعرضين لخطر عال للإصابة بهذا المرض.
وقد تم خلال المؤتمر مناقشة مواضيع أخرى كالجينات وعلم خلايا سرطان الثدي والمبيض الوراثي ودور المرشد المختص بالجينات بالحد من هذا المرض وتشخيصه بشكل مبكر، إلى جانب المستجدات الدولية في مجال جراحة الثدي والخبرة القطرية في مجال جراحة الثدي والمراقبة الإشعاعية والعلاج المنظم لسرطان الثدي الوراثي.
وقد أتاح هذا المؤتمر الفرصة لأكثر من 300 مشارك منهم مختصون في الأورام وجراحون وممرضون ومختصو رعاية صحية لمناقشة التطورات المتعلقة بالجينات وعلم الأورام لسرطان الثدي والمبيض الوراثي، وقد تم أيضًا التعرف إلى استراتيجيات الكشف المبكر للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بالمرض إلى جانب معرفة الحلول الجراحية التي يتم إجراؤها للمصابين.
من جانبه قال الدكتور مصطفى حمدي، رئيس قسم جراحة التجميل والترميم في مستشفى بروكسل الجامعي: "تعتبر هذه فرصة عظيمة لنا للاجتماع هنا والحديث عن سرطان الثدي، مع الجمهور وليس مع المختصين في الرعاية الصحية فقط، لا يقتصر سرطان الثدي على كونه مرضًا فحسب بل هو مرض يؤثر على العائلة ككل، لذا ينبغي أن نتعاون جميعًا من أجل التعامل مع هذا المرض".
ونصح الدكتور حمدي بضرورة التحدث عن المرض بانفتاح وقال: "هناك العديد من الأشخاص ممن يتجاهلون الحديث عن هذا المرض، فتجاهل الحديث عن المرض لا يسهم في حل المشكلة بل على العكس، يجب مناقشة المخاطر الناجمة عن المرض بدلاً من انتظار تفاقمه وتعقد الحالة المرضية وعلاجها".
وأشاد الدكتور حمدي بجهود الفريق الطبي المتعدد الاختصاصات في نشر الوعي والتشجيع للحد من انتشار المرض في قطر، وتضمنت اللجنة التي شاركت بالحديث خلال المؤتمر: الدكتورة صالحة البدر، والدكتور أسامة الحمصي، استشاري أول ورئيس قسم أمراض الدم والأورام في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان والدكتور حبيب البسطي، استشاري أول جراحة تجميلية، والدكتورة أمل العبيدلي، استشاري أول الأشعة، ورئيس قسم الأشعة في مستشفى النساء ورئيس قسم تصوير الثدي في مستشفى حمد العام والدكتور فيجاي أهوجا استشاري أول الأمراض النسائية والتوليد بمستشفى النساء والدكتور دومينيك ماركوس سوكرمان عالم طبي بمؤسسة حمد الطبية.
وتضمن المؤتمر متحدثين من خارج قطر كالدكتور حمد والبروفيسور فيروز دارودي، بروفيسور في الإشعاع الجيني والطفرات الكيميائية واستشاري أول الأبحاث في قسم الجينات السامة في المركز الطبي لجامعة لايدن.