• 10/02/2016
    الدوحة، 10 فبراير 2016: أجرى فريق جراحي في مستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية جراحة ناجحة أنقذت حياة مريض كان يعاني من اعتلال حاد في عضلة القلب . وقد أشاد المريض الذي أجريت له الجراحة وإسمه ( كيران ماشادو)، وهو مقيم هندي في قطر يبلغ من العمر 39 عامًا، بفريق العمل في مستشفى القلب، وتوجه بالشكر لهم لأنهم انقذوا حياته ، وأشاد بخبرتهم الطبية الكبيرة ورعايتهم الصادقة له.

    وقد بدأ السيد ماشادو في عام 2014 يشعر ببعض الآلام ، في الظهر وفي الصدر مع سعال مستمر؛ فسعى للحصول على المشورة الطبية حينذاك من عيادات خاصة وفي الهند، ولكنه لم يحصل على أي تشخيص لحالته، وتم إعطاؤه كذلك بعض الأدوية التي ساهمت في تفاقم أعراضه وأدت إلى إدخاله مستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية لمدة 10 أيام، واستقرت حالته بعد ذلك وواصل أنشطته المعتادة  حتى أغسطس 2015 ؛ حيث فقد الوعي في منزله ثم انهار مرة أخرى عندما كان في نزهة مع أصدقائه، فنقله أصدقاؤه مباشرةً إلى قسم الطوارئ بمستشفى القلب. ولدى وصوله، قام فريق الرعاية السريرية بتقييم مبدئي لحالته وأخبروه أن مستويات البوتاسيوم لديه منخفضة للغاية وأدخل وحدة العناية المركزة حيث كان يعاني من فشل في القلب ، وقد كان وقع الصدمة شديداً على المريض.

    يقول السيد ماشادو: "كنت متأكدًا أنني سأموت؛ حتى بعد إخراجي من وحدة العناية المركزة وإدخالي إلى الجناح في المستشفى، كنت أعاني من نوبات متواصلة من تسرع القلب البطيني (VT) التي كانت تؤدي إلى اختلاجات شديدة؛ كنت مريضًا للغاية. وبعدها تحدث إليّ الدكتور عبد العزيز الخليفي. كنت أعرفه من قبل لأنه سبق وأن أجرى جراحة مجازة في القلب لأبي، وكنت أعرف أنه جراح ماهر. فراجع حالتي وقال لي إن لديه الحل - وهو إدخال مضخة جراحيًا لمساعدة قلبي على إرسال الدم إلى باقي أعضاء الجسم. وشرح لي كل شيء بكل وضوح وعناية، وكنت أعلم أن هذا أفضل خيار لي. بالإضافة إلى ذلك، طلب الدكتور عبد العزيز من أحد المرضى الذين يعيشون بهذه المضخة أن يأتي لمقابلتي لشرح الأمر لي، وقد كان اللقاء مثمرًا ومفيدًا لي جدًا".

    وكان الدكتور عبد العزيز الخليفي، رئيس قسم جراحة القلب والصدر في مستشفى القلب، يعرف السيد ماشادو جيدًا، وبعد فحصه، تأكد من أنه يحتاج إلى هذه العملية لإنقاذ حياته. يقول د. الخليفي : "كان كيران مريضًا للغاية عندما ذهبت لرؤيته - كان يعاني من اعتلال حاد في عضلة القلب وسبق أن توقف قلبه ثلاث أو أربع مرات - كنا بحاجة إلى إيجاد حل لإنقاذ حياته. وكان الجهاز المساعد البطين الأيسر هو أفضل خيار له بكل تأكيد حيث  يتم إدخال الجهاز إلى القلب وتوصيله بحزمة طاقة وتحكم خارج الجسم، من خلال أنبوب يمر عبر معدة المريض. ويقوم جهاز مساعدة البطين الأيسر بـ 95 بالمئة من عمل القلب، حيث يسحب الدم من حجيرة بالقلب ويدفعه إلى الأبهر لإمداد الجسم بالدم. كما أن نوع جهاز مساعدة البطين الأيسر الذي نستخدمه في قطر مصمم للبقاء في جسم المريض طوال حياته ، وهو ما يمثل حلاً طويل الأجل للمرضى".

    ويضيف د. الخليفي : "كما قمنا بزراعة جهاز مزيل رجفان قلب (ICD) في صدر المريض لتنظيم نبض القلب، للتعاون في العمل مع جهاز مساعدة البطين الأيسر". ويواصل قائلاً: "هذه جراحة في غاية التعقيد - إنها في الحقيقة جراحة متخصصة للغاية يوفرها مستشفى القلب في دولة قطر. سيحتاج كيران إلى عدة أشهر للتعافي و ستشهد حالته عندما يبدأ علاج إعادة التأهيل تحسنات كبيرة، وإن كان قد بدأ بالفعل في التحسن كثيرًا حاليًا، وبإذن الله سيحيا حياة سعيدة ومفعمة بالأمل والنشاط".

    وعلى مدار الأشهر القليلة القادمة، سيبدأ السيد ماشادو علاج إعادة التأهيل، بمجرد أن يتعافى من الجراحة بقدر كافٍ، وإن كان يخطو بخطى واثقة للغاية في طريق التحسن حتى الآن . ويقول ماشادو : "إنني أفعل معظم احتياجاتي اليومية بنفسي وتعودت على حمل جهاز مساعدة البطين الأيسر معي - لقد أصبح جزءًا من حياتي الآن". ويقول ماشادو مازحًا: "إنني أعيش على البطاريات"، ويضيف: "يحتاج الأمر إلى بعض الجهد لكي أعتاد عليه، ولكنني ما زلت حيًا، وهذا أمر يسعدني للغاية. وأثناء إقامتي في مستشفى القلب، التي وصلت مدتها إلى أربعة أشهر تقريبًا، تعرفت على فريق الرعاية هناك وكانوا مثل أهلي. لقد اهتموا بي بكل حب وعناية، ودعوا لي عندما كنت في غاية المرض. أنني أريد أن أخبر الجميع بمدى روعة مستشفى القلب ومقدار الجهد العظيم الذي يبذله كل فرد في فريق الرعاية هناك كل يوم لمساعدة مرضاهم. لقد شعرت في الواقع بقليل من الحزن لدى مغادرة المستشفى بعد فترة النقاهة، حيث أصبحت أشعر بالفعل أن هذا المستشفى هو ملاذ حماية لي".

    ويواصل السيد ماشادو قائلاً: "أنا الآن أشعر بتحسن كبير. فقبل العملية كنت في غاية التعب طوال الوقت ، ولم يكن بإمكاني النوم وكان التنقل بالنسبة لي متعبًا للغاية. أما الآن فيمكنني أن أنام بشكل مريح، لقد أصبحت مرتاحًا، وأصبح بإمكاني التحكم في كل شيء بنفسي. وأنا أتطلع إلى مزيدٍ من التحسن، وسأواصل فحوصي الشهرية مع فريق الجراحة المتابع لي للتحقق من مدى تحسني وللتأكد من أن كل شيء يسير على ما يُرام. إنني أنصح كل مَن يعاني من مشاكل في القلب بالتوجه إلى مستشفى القلب ، ولا أعتقد أنه كان بإمكاني تلقي علاجًا أفضل في أي مكان آخر في العالم. إنني أحب هذا البلد جدًا وكل ما يفعله للعناية بالمقيمين فيه".

    وتجدر الإشارة إلى أن مستشفى القلب أعلن أنه يعكف على تكوين فريق متخصص في فشل القلب ويتكون من طبيب قلب وجراح وطبيب معالج، على أن يكون هذا الفريق متاحًا للمرضى على مدار الساعة، من أجل مواصلة تقديم أفضل رعاية آمنة وحانية وفعالة لكافة المرضى.