• 28/10/2015
    الدوحة 82 أكتوبر2015 : أقام مستشفى حمد العام مؤخرًا حملة توعوية حول سرطان الثدي موجهة إلى المرضى وأفراد أسرهم والزوار الذين يفدون إلى المستشفى.
    تضمنت الحملة التي أقيمت تحت شعار " أكتوبر الوردي" واستمرت يومين مجموعة من النشاطات والفعاليات التي نظمتها إدارة (علاقات المجتمع وإشراك المرضى) في مستشفى حمد العام.

    وقد شارك عدد من المختصين من فريق فعاليات "أكتوبر الوردي" في كل من: المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ومستشفى الوكرة ومستشفى حمد العام في عدة عروض تقديمية وجلسات تثقيفية باللغتين العربية والإنجليزية تركزت حول الوقاية من سرطان الثدي والكشف المبكّر عنه.

    وفي تعليق لها حول أهداف هذه الحملة قالت السيدة ميثاء البوعينين، المدير التنفيذي لإدارة علاقات المجتمع وإشراك المرضى: " إنه لمن دواعي سرورنا أن نقوم بتنفيذ هذه الحملة الهامة في مستشفى حمد العام لتوعية المرضى والجمهور حول كيفية المساهمة في مكافحة سرطان الثدي، ويتمثل الهدف من هذه الحملة في تعريف الجمهور والمرضى بسرطان الثدي باعتباره أكثر الأمراض السرطانية انتشارًا بين النساء في قطر انطلاقًا من قاعدة أن فهم طبيعة هذا المرض من شأنها المساعدة في الكشف المبكر عنه ومعالجته بفعالية، وإنقاذ الكثير من الأرواح، وتأتي هذه الحملة التوعوية في إطار الجهود التي تبذلها مؤسسة حمد الطبية في سبيل توعية الجمهور حول كيفية المشاركة في المحافظة على الصحة واتخاذ الإجراءات الوقائية الاستباقية وتبني الأنماط الحياتية الصحية".

    وقد أتيحت للمرضى خلال الحملة فرصة الإلمام بمختلف النواحي المتعلقة بسرطان الثدي مثل العلاقة بين الرضاعة الطبيعية والوقاية من سرطان الثدي، وأهمية المحافظة على النظام الغذائي الصحي في الوقاية من المرض، والعلاقة بين التدخين والإصابة بسرطان الثدي كما تم خلال الحملة عقد جلسات تثقيفية حول كيفية إجراء  الفحص الذاتي للسيدات للكشف عن أعراض سرطان الثدي.

    وتم خلال الحملة حث الجمهور على اتخاذ الاحتياطات الوقائية ضد سرطان الثدي وتذكيرهم بضرورة الاهتمام بالنقاط الخمس الواجب أخذها في الاعتبار عند مراقبة أو ملاحظة أية تغيرات تظهر على الثدي وهي: معرفة ما هو طبيعي وغير طبيعي فيما يتعلق بصحة الثدي، وطبيعة التغيرات التي ينبغي التركيز عليها، وتفقد حالة الثدي بصورة دورية، وذلك من خلال النظر واللمس، والمباشرة إلى حجز موعد طبي فور ملاحظة أية تغيرات غير مألوفة في شكل أو ملمس الثدي، والمبادرة بإجراء فحوصات الكشف عن السرطان للنساء اللاتي يبلغن الخامسة والأربعين من العمر.

    وقام أعضاء الفرق الطبية المشاركة في الحملة بتوزيع النشرات والمطبوعات التثقيفية والأشرطة الوردية (وهي الأشرطة المتعارف عليها عالميًا كرمز للوعي حول سرطان الثدي) على الجمهور والزوار في البهو الرئيسي لمستشفى حمد العام.

    وكان من بين المشاركين في الحملة السيدة كيربال ماثارو، البالغة 63 عامًا من العمر والتي شفيت من سرطان الثدي بعد خمس جلسات من العلاج الكيميائي وإجراء عملية تجميلية عام2012 وتحدثت عن تجربتها مع سرطان الثدي الذي تم تشخيصه لديها في المملكة المتحدة قبل عشر سنوات، وقالت: " لقد كان وقع نتائج التشخيص مدمرًا بالنسبة لي ولم أكد أصدق بأنني مصابة بسرطان الثدي حيث كنت أتمتع بصحة جيدة ولم أكن أدخن أو أتناول الكحول، وكنت أتساءل كيف يمكن أن يحدث هذا لي؟"، وكانت السيدة كيربال ماثارو، شأنها شأن الكثيرات من النساء، تنظر إلى السرطان نظرة تشاؤم ويأس مبنية على اعتقاد بأن هذا المرض لا يرجى شفاؤه، ولكن سرعان ما تبدد هذا المفهوم الخاطئ حين شعرت بالتعاطف والدعم من قبل الأهل والأصدقاء والجمعيات المساندة لمرضى السرطان في المملكة المتحدة الأمر الذي شجعها على محاربة هذا المرض ومساعدة مريضات أخريات على مكافحته".

    وأشارت السيدة كيربال ماثارو إلى أن التواصل مع نسوة خضن نفس التجربة عزز لديها الإصرار على مقاومة هذا المرض وقالت:" من السهل أن يستسلم المرء لليأس والعزلة بمجرد تشخيص مرض السرطان لديه، ولكن التواصل مع الآخرين - خاصة ممن يعانون من نفس المرض- يساعد المريض على التعايش مع المرض ومواصلة الحياة بطريقة أكثر إيجابية".

    وتحدثت السيدة كيربال ماثارو عن مرحلة العلاج التي مرت بها وأنها تشعر بالسرور لكون أحد رواد الجراحة من المملكة المتحدة وهو الدكتور اللورد درزي والذي أشرف على علاجها هناك يعمل الآن في مضمار تعزيز خدمات الرعاية الصحية لمرضى السرطان في قطر، وحول التحديات التي واجهتها خلال مرحلة العلاج الكيميائي قالت السيدة ماثارو:" :إن أشد ما خشيته أن يتساقط شعري من جراء العلاج الكيميائي، ولكنني كنت محظوظة بأن كان لدي الخيار في استخدام القبعة المثلجة والتي تحدّ من أثر العلاج الكيميائي على بصيلات الشعر".

    وقالت السيدة ماثارو أنها أدركت من خلال التواصل مع النساء أثناء فعاليات الحملة التوعوية حول سرطان الثدي في مستشفى الوكرة ومستشفى حمد العام أن الناس في المملكة المتحدة كما في قطر لا يتحدثون عن سرطان الثدي بانفتاح وواقعية مع أن سرطان الثدي يعدّ من أكثر الأمراض السرطانية قابلية للعلاج وبأساليب علاجية متعددة، وأوضحت السيدة ماثارو أن تجربتها مع سرطان الثدي منحتها فرصة جديدة للحياة وجعلتها تتبنى نمطًا غذائيًا صحيًا من شأنه الوقاية من الإصابة بالسرطان.

    ودعت السيدة ماثارو النساء في قطر إلى المبادرة بإجراء فحوصات الكشف عن السرطان ومراقبة أو ملاحظة أية تغيرات غير مألوفة تظهر على الثدي ونصحت النساء بعدم الانتظار إلى أن تصبح العلامات والأعراض أكثر وضوحًا حيث إن الكشف المبكر عن هذا المرض يؤدي إلى العلاج الفعال والشفاء التام، وأنها - أي السيدة ماثارو - مثال حي على ذلك.

    وقد شاركت السيدة كيربال ماثارو في عدد من الفعاليات والأنشطة الهادفة إلى توعية وتثقيف الجمهور حول التشخيص والعلاج المبكر لسرطان الثدي، كما تشارك في جمع التبرعات لصالح الجمعيات الخيرية التي تعنى بمرضى سرطان الثدي في المملكة المتحدة، وكذلك شاركت في برامج ومقابلات إذاعية موجهة لغير الناطقات بالإنجليزية من النساء بالإضافة إلى قيامها بتأسيس مركز أسيوي في لندن يعمل بمثابة قاعدة للتواصل فيما بين أفراد الجالية الهندية في المملكة المتحدة حول المسائل المتعلقة بمرض سرطان الثدي.